دشن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، «النصب التذكاري للشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019»، في منطقة المدينة الجامعية بالشارقة، بالقرب من نصب الشارقة عاصمة الثقافة العربية ونصب الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية.
يتكون النصب – الذي عمل على تصميمه الفنان العالمي جاري جودا – من قطعة واحدة، ويتخذ شكلاً لولبياً يرتفع في السماء أكثر من 36 متراً، وهو تشكيل هندسي معاصر يتخذ شكل المخطوطة العربية القديمة، ونصب تذكاري يحتفي باختيار إمارة الشارقة «عاصمة عالمية للكتاب 2019» من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).
ويؤكد التصميم الفني للنصب مسيرة الشارقة المتواصلة في ترسيخ أهمية الكتب والقراءة للفكر وتنوير الإنسان، وينطلق هذا العمل الإبداعي بتصميمه من قاعدة عرضها أربعة أمتار، ويبلغ ارتفاعه 36.5 متراً، وبشكل أحادي الهيكل مصنع من مجموعة من الألواح الفولاذية المترابطة تمتاز بالبساطة والعمق في آن واحد.
كما كشف صاحب السمو حاكم الشارقة عن مشروع «بيت الحكمة» الذي سيتم تدشينه أيضاً احتفاءً بلقب الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، المقرر أن تنتهي أعمال التشييد والبناء به في 2020، ليتم افتتاحه أمام الزوار، ليجسّد مكانة الكتاب والمعرفة في الإمارة، ويحفظ قيمة ومعاني اللقب وينقلها للأجيال القادمة.ويتكون مشروع «بيت الحكمة»، الذي يقام على مساحة 12 ألف متر مربع بالقرب من مطار الشارقة الدولي وعلى بعد 10 كيلومترات من وسط المدينة، في منطقة المدينة الجامعية، ويتميز المبنى ببساطة التصميم والهندسة المعمارية المعاصرة ومرافقه الفريدة والتفاعلية.
ويتكون المبنى من طابقين، ويتضمن مكتبة ضخمة تحوي 105 آلاف كتاب وقاعات للحوار والنقاش، وأماكن مخصصة للقراءة، سواء داخل المبنى أو في حدائقه المنسقة والمزروعة بأشجار فريدة، إلى جانب مقهى ومطعم وحدائق، وقاعات داخلية للأطفال صممت لتحاكي شكل بيوت الأشجار المعلقة، لإتاحة فرصة القراءة، ويشمل المبنى كذلك قاعة مخصصة للسيدات، ومصلى، ويوفر مواقف مظللة ومغطاة تتسع لـ120 مركبة.
ويقدّم «بيت الحكمة» مفهوماً جديداً للقراءة والمعرفة والتعلم والتفاعل الاجتماعي بين الفئات والأعمار والجنسيات كافة، وصمم ليكون نموذجاً عن مكتبة المستقبل التي تجمع بين مصادر المعرفة التقليدية والرقمية، وبين التفاعل والتعلم، لتلتقي فيه الأصالة بالحداثة، وسط تصميم فريد للمساحات والقاعات المتعددة الاستخدامات.
وأكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن إمارة الشارقة عملت بصدق وإخلاص، على مدى سنوات عديدة، كي تخلق، عبر مختلف مكوناتها، حالة استثنائية من العشق والحب للكتاب والمعرفة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، مساء أمس، أمام حضور العرض الأسطوري ألف ليلة وليلة في مسرح المجاز بالشارقة، ضمن احتفالات الإمارة بنيلها لقب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).
وتقدم صاحب السمو حاكم الشارقة، في مستهل كلمته، بالشكر للحضور على تلبيتهم للدعوة، وقال: «نشكر لكم تكبّدكم عناء السفر لتشاركونا السعادة والفخر بتسلم الشارقة لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام ألفين وتسعة عشر.. كما أشكر كل من عمل على هذا الملف وحمله بإيمان وثقة حتى وصل به إلى النجاح».
وأضاف سموه: «لقد عملنا بصدق وإخلاص واستمرار طوال سنين عديدة، لكي تكون للشارقة بجميع مكوناتها علاقة عشق وحب مع الكتاب والمعرفة، واليوم لا يمكنني أن أصف مدى سعادتي بالوقوف أمامكم في هذا الحفل الكبير للاحتفال بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب».
وقال: «وأنا أقف أمامكم أكاد أرى أجداد أجدادنا العظام من العلماء والمفكرين وهم يملأون مكتبات العالم بالمعرفة، ويضيئون طريق الإنسانية بالحضارة والعلم، ويتركون لنا إرثاً كبيراً نفتخر به إلى يومنا هذا، إنه لشرف عظيم أن نخطو في الشارقة على خطاهم، وأن نتبنى الكتاب والعلم أداة للبناء وليس للهدم.. أداة للمحبة والإخاء، وليس أداة للكراهية والتطرف».
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، قبل ذلك، قد تسلّم رمز تنصيب العاصمة العالمية للكتاب من كل من إرنستو أوتون راميرز، مساعد المدير العام لشؤون الثقافة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وماركوس بولاريس، نائب وزير الشؤون الخارجية باليونان، وفيونا آندريكوبولو، مستشار الاتصال والعلاقات العامة لعمدة مدينة أثينا عضو اللجنة التنظيمية لأثينا العاصمة العالمية للكتاب 2018، إيذاناً ببدء احتفالات الشارقة بنيل هذا اللقب التي تستمر مدة عام كامل، تحت شعار «افتح كتاباً، تفتح أذهاناً».
وشهد سموه العرض الفني الخيالي الأضخم من نوعه «ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير» الذي أنتجه مسرح المجاز بالشارقة.