تواصل التجاذب الأميركي الروسي بشأن تواجد موسكو العسكري في سوريا، وقاد في الأثناء إلى مباحثات في الجانب العسكري في اتصال هاتفي بين وزيري دفاع البلدين، وإبداء نوايا حول التباحث حول الحل السياسي بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي، تظهر «مرونة» أميركية حيال مصير رئيس النظام السوري.
وجاءت المرونة الأميركية في تصريحات أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل لكن توقيت رحيله يجب أن يتقرر من خلال التفاوض.
ودعا كيري، بعد أن أجرى محادثات مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، روسيا وإيران إلى استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض.
وقال إن هناك حاجة ملحة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية لإنهاء الصراع السوري الذي دخل عامه الخامس ولإنهاء أزمة اللاجئين في سوريا التي تزداد سوءا.
وأضاف «نحن بحاجة للانخراط في مفاوضات. هذا ما نبحث عنه ونأمل أن تساعد روسيا وإيران وأي دولة أخرى ذات نفوذ في تحقيق ذلك لأن هذا الأمر هو ما يحول دون إنهاء الأزمة».
واستطرد «نحن مستعدون للتفاوض. هل الأسد مستعد للتفاوض.. التفاوض بحق؟»، مضيفاً أن توقيت رحيل الأسد «ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول.. هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه».
ومن جهة أخرى، كشفت وزارة الخارجية الأميركية عن عقد محادثات عسكرية مبدئية بين الولايات المتحدة وروسيا، وسط أنباء عن نشر موسكو مقاتلات في مطار بمحافظة اللاذقية بسوريا، التي تشهد نزاعا مسلحا «حان الوقت للبحث عن سبل لإنهائه»، وفق واشنطن.
وبعد سلسلة تقارير بشأن تعزيزات عسكرية روسية في سوريا، مدعمة بصور التقطتها الأقمار الصناعية ترصد توسعة مطار حميميم باللاذقية، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية رصد «4 مقاتلات على الأرض قرب اللاذقية».
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» أن وزيري دفاع الولايات المتحدة وروسيا جددا الاتصالات عالية المستوى بينهما لمناقشة النزاع في سوريا، إذ بحثا، في اتصال هاتفي، «المجالات التي تتقاطع فيها الرؤيتان الأميركية والروسية ونقاط الخلاف بين البلدين».
وفي هذا السياق أكد البيان أن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويجر أن هزيمة تنظيم داعش وضمان الانتقال السياسي في سوريا أمران يجب أن ينجزا معاً.
واتفق وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، ونظيره الروسي، سيرغي شويغو، حسب ما قال الـ«بنتاغون» في بيان، على إجراء مزيد من المناقشات حول آليات الحوار بين الجيشين لتجنب حدوث أي مواجهات عرضية بينهما في سوريا، (في ضوء) الحملة ضد تنظيم داعش، واحتمال ظهور نشاط عسكري روسي في قتال التنظيم.