تحت شعار «الإمارات ملتقى الحضارات» تنطلق في الثالثة والنصف عصر اليوم فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي 2018 في منطقة الوثبة بأبوظبي. وبدورته الجديدة يؤكد المهرجان من جديد كونه مهرجاناً تراثياً تثقيفياً تعليمياً عالمياً، بفضل الدعم اللا محدود والرعاية الكريمة التي يحظى بها من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة وإشراف سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وللاطلاع على التحضيرات الأخيرة والاستعداد لانطلاق دورة جديدة من المهرجان، قام معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس اتحاد سباقات الهجن، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، أول من أمس بجولة تفقدية لمنطقة المهرجان، ورافق معاليه خلال الجولة حميد سعيد النيادي، مدير المكتب الخاص لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.
وشهد معالي الشيخ سلطان بن حمدان آل نهيان، وأعضاء اللجنة بعض التدريبات والتحضيرات لمسيرة الاتحاد التي ستقام في منطقة المسرح الرئيس للمهرجان عصر الثالث من ديسمبر بمشاركة كبيرة من القبائل الإماراتية على مستوى الدولة ، حيث تتزامن الأيام الأولى من انطلاقة المهرجان مع الاحتفالات باليوم الوطني 47 لقيام دولة الاتحاد، وتشهد أحياء وأجنحة المهرجان الكثير من الفعاليات المخصصة للاحتفال بهذا اليوم العزيز على قلوب الجميع، عبر العديد من الفقرات الفنية الفلكلورية الإماراتية والخليجية والعربية والعالمية، وكذلك الألعاب النارية.
ويشارك الأرشيف الوطني للعام السابع على التوالي في مهرجان الشيخ زايد التراثي 2018، وتأتي مشاركته تتويجاً لمشاريعه في عام زايد، وانسجاماً مع الذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتستعرض منصة الأرشيف الوطني (ذاكرة الوطن) المشاركة في المهرجان بهذه المناسبة ثلاث مراحل في حياة الشيخ زايد، تمجّد أثره وإرثه وترسّخ القيم الوطنية التي غرسها، وتركز المرحلة الرابعة على رؤى الشيخ زايد المستقبلية، وتنطلق المرحلة الأولى في (ذاكرة الوطن) من العين ، حيث عُين الشيخ زايد عام 1946 ممثلاً لحاكم إمارة أبوظبي في المنطقة الشرقية، وامتدت تلك الفترة 20 عاماً.
وتبدأ المرحلة الثانية من المنصة في السادس من أغسطس 1966 ، إذ تمّ اختيار الشيخ زايد ليكون حاكماً لإمارة أبوظبي، ومنذ ذلك الحين بدأ بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، وتبدأ المرحلة الثالثة 2 ديسمبر عام 1971، مع قيام اتحاد دولة الإمارات، وانتخاب الشيخ زايد بإجماع حكام الإمارات أول رئيس للدولة، فكان هو الرئيس والباني، واهتمت رابع مرحلة بإرث زايد في المستقبل، والمراد بها «رؤى زايد المستقبلية».
كما خصص الجناح ركنا خاصا بمكتبة الإمارات، وآخر بالبرامج التعليمية، وتهتم ساحة المنصة بتعريف الزوار ببيئات المجتمع الإماراتي البرية والبحرية، ويطالع الزوار على سور (ذاكرة الوطن) عدداً من أقوال القائد المؤسس التي تشجع على الحفاظ على إرث الأجداد وماضيهم. ويوزع الأرشيف الوطني كثيراً من مقتنياته، سواء الصور، أو الوثائق التاريخية، والأفلام الوثائقية والوسائط المتعددة، والأوسمة التاريخية والمسكوكات التذكارية.
العمل على الانتهاء من اللمسات الأخيرة لملامح الأجنحة المشاركة، كان واضحاً على محيط ساحة المهرجان، حيث تتوزع المشاركات من 40 دولة حول العالم، بينما تتوسط نافورة المهرجان الساحة، ومن خلال بعض المكونات يمكن التعرف على طبيعة بعض الأجنحة، من بينها الجناح الذي يضم معالم حضارية وأثرية من العالم، من خلال مجسمات تحاكي الشكل الأصلي، مثل الأهرامات في مصر وقصر الكرملين في موسكو، وبرج السادة في مكة المكرمة، يتجاورون مع برج خليفة من دولة الإمارات.
ولم تقتصر معالم الإمارات التي تجسدها مجسمات بالمهرجان على برج خليفة، بل حرص المهرجان في دورته الحالية على إنشاء منطقة «شواهد من الإمارات» التي تركز على إبراز ثراء التراث الإماراتي وتنوع عناصره ومدلولاته، حيث تهتم المنطقة بتجسيد جوانب متعددة من حضارة الإمارات وشواهدها التاريخية وآثارها الممتدة في مختلف مناطق الدولة.
ويتضمن المهرجان أيضاً الكثير من الفعاليات اليومية مثل عرضة الخيل والهجن والعروض الفلكلورية العالمية وعروض جمال الخيل العربي، وعروض الموسيقى التراثية العسكرية والعروض الفردية الفنية والعالمية، بالإضافة إلى مدينة الملاهي العالمية وركوب الخيل والهجن والسينما المفتوحة المخصصة للأطفال، بالإضافة إلى الكثير من المسابقات التراثية المتنوعة.
ويستمر المهرجان لغاية 26 يناير 2019 ويستقبل جمهوره مجاناً، بشكل يومي من الساعة 3:30 عصراً ولغاية 10:00 مساءً، وتمدد إلى الساعة 11 مساءً أيام الإجازات الأسبوعية والرسمية.
ويتضمن باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية والفنية والفكرية التي تثري معارف أفراد الجمهور، وترسخ ركائز الهوية الإماراتية وتسهم في صون التراث.