استشعر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، خطورة المناخ الذي وفره الصراع الحزبي السياسي في تونس لتواجد الإرهاب على الأرض بقوة، في إشارة ضمنية منه إلى أن الصراعات الداخلية عامل مهم له تأثيره السلبي على الأمن والسلام، وأن المتربصين غالباً ما يستغلون مثل هذه الصراعات وما ينتج عنها من ترنح أمني. فيما أثار قوله« نأمل ألا يقضي الإرهاب على تونس» جدلاً واسعاً، دفع الناطقة الرسمية لمؤسسة الرئاسة إلى التأكيد أن هذا الموقف أخرج من سياقه.
وعبر السبسي عن أسفه كونه كان يعتقد أن تونس نجحت في القضاء على الإرهاب، إلا أن خيبة أمل أصابته بعد أن ظهر مجدداً في أهم شارع من شوارع العاصمة التونسية. وقال« نأمل ألا يقضي الإرهاب على تونس» في إشارة إلى ضرورة التماسك بين التونسيين لحماية البلاد. لكن تصريحاته أثارت جدلاً سياسياً دفع الناطقة الرسمية لمؤسسة الرئاسة إلى التأكيد أن هذا الموقف أخرج من سياقه.
كما وصف المناخ السياسي الجاري في تونس بالسيئ، مرجعاً الأسباب إلى انصراف السياسيين وانشغالهم بالصراع على السلطة قائلاً: «المناخ السياسي في تونس اليوم سيئ في الحقيقة… ونحن منشغلون بالكراسي وبمن الذي سيفوز».
ودعا السبسي المسؤولين في تونس، بما فيهم، السياسيين والحزبيين إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم نحو وطنهم بالشكل المطلوب، وأن يعتبروا من مثل هذه الأحداث التي لا يدفع ضريبتها إلا رجال الأمن في كل مرة، مشيراً إلى أن هذه العملية الانتحارية رسالة موجهة إلى الدولة وسلطاتها وهيبتها.
من جهته أكد، وزير الداخلية هشام الفراتي في تصريح صحافي، أنه تم اتخاذ إجراء استثنائي على خلفية التفجير الانتحاري الذي نفذته إرهابية في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة موضحاً أنه تم الإذن بالترفيع من الأهبة العملياتية لمختلف الوحدات الأمنية من شرطة وحرس. كما توجه الوزير بالتحية لكل الأمنيين في كامل تراب الجمهورية.
يأتي هذا فيما أفادت مصادر أمنية بأنها لا تستبعد تورط تنظيم (داعش) في التفجير الارهابي وسط استمرار الإدانات العربية والدولية إذ أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأقوى العبارات التفجير الإرهابي كما أدانته منظمة التعاون الإسلامي التي أعربت عن تضامنها مع تونس في حربها ضد الإرهاب.وأكد الأمين العام للمنظمة د.يوسف بن أحمد العثيمين، موقف المنظمة الثابت والمبدئي الذي يدين الإرهاب بكل أشكاله وصوره،ويعتبر الارهابيين أعداء للحياة ومشيعين لثقافة الموت والقتل والدمار.