وقع السودان ومصر في الخرطوم، خلال قمة جمعت بين الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري عبدالفتاح السيسي على 12 مذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً، تشمل تنفيذ مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية، إلى جانب مذكرات تفاهم في مجال التجارة والتعليم والهجرة والتنمية والإعلام.
كما قرر البشير رفع الحظر المفروض من قبل بلاده على المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية، وشدد على أن علاقات بلاده مع مصر ليست خياراً وإنما هي فرض عين على حد تعبيره، في ذات الوقت الذي أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استمرار مساعيه لإزالة كافة العوائق التي تعترض تقدم العلاقات بين مصر والسودان.
وأكد الرئيسان خلال قمَّة استثنائية عقدت في الخرطوم أمس ترأسها البشير والسيسي بحضور 22 وزيرًا يمثلون البلدين أن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الرئاسية المشتركة بين البلدين يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين.
وجدد البشير التأكيد على حرص السودان ومصر على إزالة العوائق أمام حركة السلع والمواطنين، والتأكيد على توقيع اتفاقية الحريات الأربع لتسيير حركة المواطنين والسلع بين البلدين، وأشار إلى أن جهود ربط البلدين بالسكة الحديد والكهرباء قطعت شوطاً متقدماً.
واعتبر البشير اجتماع اللجنة الرئاسية بين السودان ومصر، خطوة أخرى نحو تمتين العلاقات الأزلية وأواصر الصداقة التي تعبر عن تطلعات الشعبين.
ووقع البشير على قرار برفع الحظر عن المنتجات المصرية من دخول السودان، وأكد أن قراره يأتي في إطار مطلوبات إزالة العوائق بين البلدين، وأكد أن العلاقات بين مصر والسودان ليست خياراً وإنما هي فرض عين، في وقت يموج فيه العالم، وشدد على أن التقارب بين البلدين أمر حتمي وتعبير حقيقي عن رغبة شعبي البلدين في التواصل.
ومن جانبه، أكد الرئيس المصري التوقيع على 12 مذكرة تفاهم مع السودان، ويجب العمل حالياً بشكل حثيث على تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان.
وأشار إلى أن هناك مباحثات بين الجانبين لربط خطوط السكك الحديدية، وهي مشروعات استراتيجية طال انتظارها، معتبراً تنفيذها يمثل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وهو ما نتطلع لتحقيقه حتى يكون دافعاً قوياً لإقامة زيادة من المشروعات الإنتاجية بين البلدين.
وأضاف قائلاً :تحدثت مع الرئيس البشير حول أن يكون عندنا طموح أولي في أن نكفي حاجات الشعبين قبل التفكير في الانطلاق إلى الأسواق العالمية.
وتابع :العالم اليوم لا يعتد ولا يقدِّر إلا التكتلات الاقتصادية الكبرى، لذلك يجب علينا أن نتحدث بصوت واحد حتى نواجه تلك التحديات، ونمتلك نحن والسودان المقومات والمواد التي تساعدنا في تحقيق ذلك، ويندر وجود تلك المقومات في دولتين متجاورتين. وأضاف: «أؤكد دعم مصر الكامل لجهودكم (الرئيس عمر البشير) البنّاءة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، والتي أسفرت عن توقيع أشقائنا في جنوب السودان على اتفاق لتسوية النزاع».
وتابع السيسي: «أثق بأن مساعينا المشتركة لتحقيق الأمن الإقليمي سوف تتواصل وتتسع لتحقيق الأمن في منطقة البحر الأحمر، بالتنسيق مع الدول العربية والأفريقية المشاطئة، خصوصاً في ظل ما تشهده منطقة القرن الأفريقي من تطورات إيجابية متسارعة تؤشر إلى عهد جديد نتطلع جميعاً إلى أن يسوده السلام والرخاء والتنمية».
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له لدولة السودان الشقيقة، تعد زيارة ناجحة بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة سواءً على مستوى القمة أو اللجنة العليا المشتركة أو كبار المسؤولين أو اللجنة الوزارية وذلك في ضوء ما تم التوصل إليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، التي تستلزم في ضوء توافق الجميع على أهمية تكثيف الجهد لوضعها موضع التنفيذ لخدمة مصالح شعبي البلدين الشقيقين.
وعمل الرئيسان البشير والسيسي، خلال الفترة الماضية على إذابة جليد الخلاف من خلال اللقاءات المتواصلة وإن كان المراقبون يرون ضعف نتائج تلك اللقاءات لجهة أنها لم تكن ملموسة بالشكل المطلوب لعلاقات بين جارين تربطهما عوامل الجغرافيا والتاريخ المشترك، حيث إن التبادل التجاري بين البلدين لا يتجاوز الـ500 مليون دولار سنوياً يزيد وينقص منها قليلاً بحسب كثافة غيوم السياسة، كما أن العقبات الفنية لا تزال تمثل عائقاً أمام الحركة في ما بين البلدين لاسيما في المعابر الحدودية.