أصدر مركز الإمارات للسياسات في أبوظبي كتابَين جديدين يستعرض أولهما الخسائر السياسية والاقتصادية والإعلامية الواقعة على كاهل قطر بسبب اتّباعها لسياسة المكابرة اللاعقلانية منذ اتخاذ الدول الأربع السعودية والإمارات ومصر والبحرين، قرار مقاطعتها في الخامس من يونيو عام 2017، رداً على سياسات الدوحة المُزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها. ويبحث الكتاب الثاني في ظاهرة حزب الله، والتحوّلات في سلوكه وأجندته، وانعكاساتها المحتملة، محلياً وإقليمياً.
وفي تقديمها لكتاب «أزمة قطر: قراءة في مخرجات المقاطعة وتداعيات المكابرة القطرية»، أوضحت رئيسة المركز د.ابتسام الكتبي أن الكتاب يُقيم موضوعياً سياسة التعنّت القطرية، ويُحيط بخسائر المقاطعة على قطر، الآنية والآجلة، مضيفةً أن المقاطعة العربية لقطر تسببت بتكاليف كبيرة لم تقتصر على الخسائر الاقتصادية والمالية الباهظة، بل شملت أيضاً تراجع الدور القطري على مستوى الإقليم وانحسار قوتها الناعمة، وتشوّه صورتها لدى الرأي العام العربي والعالمي، وانكشاف أدوار التضليل والتحريض لمنصاتها الإعلامية، فضلاً عن تقطُّع الصلات الاجتماعية لشعبها مع شعوب الخليج.
وأكدت الكتبي أنه كلما طال أمد الأزمة تستمر قطر في دفع هذه التكاليف التي ستكون لها تأثيرات بعيدة الأمد على أمنها واستقرارها. وأشارت إلى أهمية الكتاب في كونه يُثبت إخفاق استراتيجية قطر لمواجهة المقاطعة، كما أنه يدلل بالحقائق والمؤشرات على زيف أسطورة «الصمود» بحسب السردية القطرية.
أما بخصوص الكتاب المعنون «تفكيك شيفرة حزب الله اللبناني»، فذكرت رئيسة المركز أن حزب الله شهد تطورات في السنوات الأخيرة، سيكون لها تداعيات على مساره، وانعكاسات على لبنان والمنطقة برمتها، ومن أهم هذه التطورات مشاركة الحزب العسكرية في الحرب السورية ضمن منظومة الوكلاء التابعين لإيران والساعين إلى الدفاع عن النظام السوري، مضيفةً أن تورط الحزب في سوريا عنى أن اضطلاعَه بدور الوكالة لإيران لم يعد يقتصرُ على حدود الساحة اللبنانية، بل يتعداها إلى جغرافية المنطقة برمتها، وهذا الدور تأكد أيضاً عبر الدعم اللوجستي الذي يقدمه الحزب لجماعات مسلحة في العراق والجماعة الحوثية في اليمن وغيرها، وبذلك يكون الحزبُ – وفق الكتبي – قد تحوّل من لاعب لبناني إلى لاعب إقليمي.
وذكرت الكتبي أخيراً أن السنوات السابقة أثبتت أن قطر بسياساتها الداعمة للتطرف والإرهاب، وحزب الله بتوظيف سلاحه في خدمة سياسة التمدد الإيرانية في سوريا والعراق واليمن، يعملان على تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، ونشر الفوضى والاحتراب من خلال تفكيك الدول الوطنية.