|  آخر تحديث أغسطس 22, 2015 , 1:24 ص

الإمارات نموذج عربي للتعايش يعانق المستقبـل بسماحة الإسلام


الإمارات نموذج عربي للتعايش يعانق المستقبـل بسماحة الإسلام



لا تحتاج حقيقة التسامح الفريد الذي تنعم به دولة الإمارات الكثير من الأدلة والبراهين وهي ظاهرة جلية في تعايش أكثر من مئتي جنسية بسلام تتنوع أديانها وطوائفها وإثنياتها، ورغم ذلك تتبادل العلاقات والعيش الآمن تحت مظلة دولة الإمارات الحريصة على التنوع الثقافي والمشجعة للحوار بين الشعوب حتى غدت نموذجاً عربياً ناجحاً للتسامح والتعايش يسعى لرفاهية المواطن ويعانق المستقبل متسلحاً بسماحة الإسلام الحنيف، وهذا ما أكدته فعاليات مجتمعية من أن الإسلام دعا أتباعه إلى معاملة الناس بمختلف أجناسهم ودياناتهم معاملة حسنة حتى يرى غيرهم محاسن الإسلام وسماحته ويسره وهديه.

ومن هذا المنطلق أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن توظيف موضوع بناء المعبد في أبوظبي للنيل من الإمارات توجه قذر من جماعة حزبية ترى ما تريد أن تراه، وتتجاهل الحقائق الواضحة في مسعاها الفاشل والساقط.

وقال في تدوينات له عبر «تويتر» إن المتحامل الحزبي على الإمارات، يوظف المعلومة دون تمحيص». وأضاف: «بحثت عن معبد هندوسي في تركيا، مقر الخلافة، فوجدته، حين تنتقد أيها الحزبي فكر في تركيا، وبحثت في باكستان فوجدت قائمة من المعابد الهندوسية، وكذلك في إندونيسيا، البلد الإسلامي الأكبر سكاناً، وكذلك ماليزيا، فيجب وضع الموضوع في سياقه، وأما المعبد الهندوسي في دبي منذ 1902 فيخدم طائفة «البانيان» وهم تجار الصاغة الذين انتشروا في الخليج منذ أكثر من قرنين، حقائق لا يجب إغفالها».

وقال معاليه: «وبالتالي توظيف الموضوع للنيل من الإمارات توجه قذر من جماعة حزبية ترى ما تريد أن تراه وتتجاهل الحقائق الواضحة في مسعاها الفاشل والساقط»، ودوّن: «وكم أتمنى أن تراجع هذه الجماعات سجل فشلها والذي خلق بيئة تطرف وإرهاب وفتت المجتمعات وقسم المسلمين جماعات وفئات. ولعلي مبالغ في التمني».

وختم معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية بالقول: «سيبقى صوتي عالياً في الدفاع عن الإمارات لأنها أولاً وطني الغالي والكريم، ولأنها ثانياً نموذج عربي ناجح يسعى لرفاهية المواطن ويعانق المستقبل».

 

الإماراتيون متسامحون

وأفاد الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية بأن البعض لا يستوعب الحديث عن التسامح مع غير المسلمين لأنه يفقده مع المسلمين المختلفين معه ليس في الطائفة والمذهب فحسب بل في الرأي الفقهي.

وأشار إلى أن التسامح أصبح ضرورة لتعايش الناس واختلاطهم ببعضهم البعض حاجة أساسية لقضاء مصالحهم، وأن الإماراتيين بطبعهم شعب متسامح مع نفسه ومع غيره.

وأضاف أن عدم وجود المجتهدين المعتبرين وبروز أنصاف العلماء وكثرة المتاجرين بالدين أوجد فوضى في الفهم والفقه والفتوى نتج عنها كثرة اختلاف المسلمين.

ولفت إلى أنه أصبح البعض يرى فتوى أحدهم أو خياراً فقهياً له وكأنه حكم شرعي ملزم للأمة حكاماً ومحكومين ولهذا فقدنا سماحة الإسلام ورحمته بيننا.

وشدد على أنه لابد من التفريق بين القرار السياسي والفتوى الفقهية والتي يجب تعريف الناس بها، وكذلك من المهم التفريق بين الفتوى والحكم الشرعي.

وذكر أنه إذا عدنا لقرار المعبد فهذا ليس بحكم شرعي بل هو قرار سياسي لولي الأمر بناءً على مصالح تتحقق للوطن وأما الفتوى فيه، ففيها أقوال مختلفة، مضيفاً أن القرار السياسي يبنى على أساس المصالح التي قد لا يراها أو يفهمها البعض ولكن ليس لأحد الحق في أن ينصب نفسه حكماً على الأمة نتيجة لفهمه الخاص.

???? ????? ? ?????? ?? ?????? ??? ?????? ,???? ???? ???? ,???,?????,03,2014,????? ???? ???? ?????

 

أرض الأمان

وقال ضرار بالهول مدير عام مؤسسة وطني الإمارات: «احتلت الدولة المرتبة الأولى في العالم في التسامح الاجتماعي، وهو أكبر دليل على التسامح في وطن يعيش على أرضه مجتمع متنوع يضم أكثر من 200 جنسية، يمارس كل منهم طقوسه الدينية بكل حريه وعلى الملأ دون أن يتعرض لأي نوع من أنواع الإهانة، أو الازدراء، أو الممانعة، أو حتى كلمة تهين دينه أو هويته».

وأكد أن دولة الإمارات حباها الله بنعمتي الأمن والأمان، مما يجعلها عرضة للمغرضين الذين يحاولون زعزعة هذا الأمن بأي شكل من الأشكال، إلا أنهم لم ولن ينالوا من وطن متماسك يعيش في أمن من كافة النواحي، ولا يخاف على نفسه أو أهله في أي وقت من الأوقات.

وأضاف: «على عكس العديد من الدول الأخرى حول العالم، حتى أشدها تقدماً كما يقال فإن خروج أي شخص ليلاً لأي سبب من الأسباب أمر محفوف بالكثير من الحذر والمخاطر، حتى أن بعض الدول يخاف شعوبها الخروج نهاراً فرادى أو حتى مع عوائلهم وأصدقائهم، لكن في الإمارات يمكن حتى للفتاة أن تكون خارج البيت لأي سبب من الأسباب دون أن تخاف أو تحتاط، أو على الأقل يخاف عليها ذووها، فلم يسبق أن وقعت أي حادثة تذكر عن أي شخص سواء كان ذكراً أو أنثى أن تعرض للاعتداء، أو السرقة ليلاً كونه بمفرده، أو كون المتربصين يختارون هذا الوقت للتعرض للآخرين، لا بسبب مالهم، ولا عقيدتهم، ولا أي نوع من الأسباب».

وأشار إلى أن دولة الإمارات أعطت عبر التاريخ دروساً في قوة التلاحم، فما استطاع المروجون للفتنة تمرير أفكارهم في مجتمعها، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية تعزيز الحوار الذي يدفع إلى تأكيد التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية، ونبذ الطائفية والعصبيات القبلية.

وأوضح أن التسامح والتلاحم هما المارد الذي يجعل كافة الأعداء يشعرون بأنهم أقزام أمام عظمة التلاحم والتماسك في هذا المجتمع، والديمقراطية عملية تربوية تتطلب الالتزام بمعاييرها، والتأكيد على أهمية تعزيز ثقافة التسامح وقبول الرأي الآخر، داعياً الجميع إلى المحافظة على نعم الأمن والأمان والتسامح لرفع شأن الإمارات عالياً.

 

الإسلام دين السماحة

وأكد مفتون ورجال دين أن الإسلام دين السماحة والتعارف والتعايش بين البشر، وأن الرسول والمسلمين من بعده لم يأمروا أحداً باعتناقه قسراً، كما لم يُلْجِئُوا الناس للتظاهر به هربًا من الموت أو العذاب.

ودعوا المسلمين إلى معاملة الناس بمختلف أجناسهم ودياناتهم معالمة حسنة حتى يرى غيرهم محاسن الإسلام وسماحته ويسره وهديه.

وقال الدكتور أحمد الحداد كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي إن الإسلام دين السماحة والتعارف والتعايش بين البشر، ولقد عايش النبي صلى الله عليه وسلم طوائف الناس المختلفة من اليهود والمنافقين في المدينة، وكلهم كان يكيد له ولدعوته وأمته، فصبر على أذى المشركين والوثنيين في مكة والجزيرة، ورحب بنصارى نجران وأدخلهم مسجده وسمع منهم، وقبل منهم الجزية، ولم يضق ذرعاً بأحد، بل بلَّغ عن الله تعالى وترك الهدى لله تعالى، يهدي به من يشاء، مع ما يعلم يقيناً من ضلالهم المبين، وطغيانهم الكبير، وجحودهم للواحد الديان الخالق الرزاق المستحق للعبادة وحده.

وأضاف: «وهكذا ينبغي أن يكون المسلمون في معاملة الناس بمختلف أجناسهم ودياناتهم حتى يرى غير المسلمين محاسن الإسلام وسماحته ويسره وهديه، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ومن سماحة الإسلام ويسره ومعايشته أن جعل للإمام السياسة الشرعية التي يقدر فيها مصالح البلاد والعباد بما يحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي اللذين هما من أجل المقاصد الشرعية لا إكراه في الدين.

 

ترسيخ التعايش

وقال أحمد محمد الشحي مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه إن ترسيخ مبدأ التعايش السلمي والمحافظة على الحقوق المكفولة مطلب شرعي أساس، وذلك لتحقيق المصالح والغايات العظيمة، والتي من أهمها المحافظة على السلم العام وتحقيق الأمن والاستقرار في الأوطان، وذلك بغض النظر عن وجود توافق أو اختلاف بين المتعايشين في الأديان والملل أو في مسائل اجتهادية قديمة أو حديثة أو غيرها.

ولذلك فإن من الضرورة بمكان أن نسعى لتعزيز مبادئ التعايش السلمي والاستقرار في مجتمعنا، وأن نتحلى بالتأني والروية والحكمة والانضباط وبعد النظر وعدم التسرع في القول أو الفعل والرجوع إلى جهات الاختصاص لمعالجة أي قضية أو مسألة سواء كانت القضية شرعية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. الخ، كما علينا أن نتفهم رؤية قيادتنا الحكيمة ومصالح دولتنا العليا ومراعاة مقاصدها الداخلية والخارجية الكبرى، وألا نجعل شبكات التواصل الاجتماعي بحال من الأحوال تؤثر علينا بسلبياتها، وألا نجعلها ساحة للقيل والقال وسوء تناول القضايا وتجاذب التهم والتحريض ونشر الإشاعات والأقاويل وكل ما من شأنه الإضرار بنا وبأمننا القومي، فلا يخفى على العقلاء امتلاء الفضاء الإلكتروني بالمجموعات المغرضة التي تهدف إلى التحريض والتشويه وتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي ضد الدول والشعوب والمتاجرة بالآراء لإحداث ردود أفعال عنيفة في المجتمعات لخلق الفرقة والفتنة والنزاع.

فعلينا أن نحذر من ذلك كله، وأن نكون منضبطين في تناولنا المسائل، متحلين بالعقل والموضوعية، حريصين على تعزيز سلمنا الاجتماعي، لكي نفوت على المجموعات المغرضة الفرص للنيل من تلاحمنا بحسن وعينا ويقظتنا وحكمتنا.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com