افتتحت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أمس الأول (الاثنين) الدورة الثالثة من معرض الكتب الصامتة، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة، بتنظيم من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في منطقة العين بمكتبة زايد المركزية التابعة لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي.
ويستمر المعرض الذي جاء تحت شعار “اكتشف قصة تتجاوز حدود الكلمات!” خلال الفترة الممتدة من 16 سبتمبر الجاري وحتى 18 أكتوبر المقبل، لإطلاع الجمهور الإماراتي على هذه النوعية من الكتب ودورها المؤثر في تعزيزمساحة التفكير المشتركة بين جميع دول العالم.
وجاء افتتاح المعرض بحضور مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وعبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وشيخة المهيري، مديرة إدارة المكتبات في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وجمعة الظاهري، مدير مكتبة زايد المركزية بدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي ، وعدد من العاملين في قطاع صناعة النشر، وممثلي وسائل الإعلام.
ويسعى المجلس إلى استقطاب المزيد من الجمهور والمهتمين وتعريفهم بالكتب الصامتة، التي تمتلك قوة سردية بصرية كبيرة، تساعد على محو الأمية البصرية، أحد التوجهات الحديثة في العملية التعليمية والتربوية، التي يعتبرها الباحثون و المعلمون و مخرجو الأفلام السينمائية ضرورة حتمية لتعزيز الإبداع والابتكار، وتطوير التفكير التعبيري، وتقوية مشاعر التعاطف مع الآخرين، من خلال طرح الكتب والقصص، متجاوزة بذلك حدود اللغة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “يعد تنظيم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين للدورة الثالثة من معرض الكتب الصامتة تجسيداً لرؤية جوهرية تسعى إلى تقريب المسافات بين الأجيال الجديدة والمعرفة، وتعزيز الوعي بأثر الكتاب على تحقيق التحولات المحورية في المجتمعات. ونستند في المجلس على رؤية ثقافية متينة، بوصفه الفرع الإماراتي من المجلس الدولي لكتب اليافعين”.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: “يحقق اهتمام المجلس بالكتاب الصامت واحدة من التطلعات التي يعمل لأجلها، فالكتب الصامتة تتجاوز حاجز اللغة وتشرع أمام القراء نوافذ جديدة للاطلاع على مؤلفات من مختلف الثقافات والحضارات، الأمر الذي يجعلها وسيلة تعلمية وثقافية قادرة على الوصول للأطفال اللاجئين وتعزيز فرص حصولهم على المعرفة ودعم تجربتهم في المطالعة والتعلق بالكتاب”.
وأشادت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بجهود المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تنمية مهارات ومواهب الأطفال وتعزيز علاقتهم بالكتاب من خلال مجموعة من المبادرات والفعاليات والمشاريع التي تثري أدب الطفل وتزرع حب المطالعة في نفوسهم.
وأكدت معاليها أن معرض الكتب الصامتة يساهم في تحفيز الإبداع،ويطلق العنان لخيال الأطفال والجمهور بهدف إيصال رسالة الأعمال الفنية بطريقة فريدة ومبتكرة،مشيرة إلى أن الفن البصري رسالة سامية تخترق القلوب وتحمل في طياتها الكثير من القيم الإنسانية والصور الجمالية التي تعبر عما يجول في وجدان الفنان وتترك للمتلقي مساحة ليعبرها بالشكل الذي يناسبه،كما أنها لغة عالمية مشتركة يفهمها الجميع بغض النظر عن اللغة أو الثقافة.
وقال سعادة سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “نؤكد من خلال استضافتنا لفعاليات النسخة الثالثة من معرض الكتب الصامتة حرص دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على تحقيق رؤيتها المنسجمة مع توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الواقع الثقافي، وتقديم كتب نوعية للأطفال لا سيما الذين يعانون من صعوبات في القراءة، بالإضافة إلى اطلاع الجمهور على هذه النوعية القيمة من الكتب التي ارتفع حجم الإقبال عليها، نظراً لقدرتها على مخاطبة القراء. مع منحهم المساحة الكافية لإطلاق العنان لمخيلاتهم لابتكار نصوصهم الخاصة المستوحاة من الصور والرسومات المعروضة في الكتاب. كما أننا نفخر برؤية إصدارات لكتاب إماراتيين في هذا المعرض بما يسهم في إبراز مساهمة دولة الإمارات في هذا المجال”.
82 إصداراً صامتاً، تتضمن أول مجموعة من الكتب الإماراتية:
ويطرح المعرض في دورته لهذا العام، 82 كتاباً صامتاً من 21 دولة عربية وأجنبية، منها 74كتاباً قام باختيارها الفروع الوطنية من المجلس الدولي لكتب اليافعين، و 8 كتب إماراتية تم إضافتها من قبل المجلس الإماراتي، لتعتبر بذلك أول مجموعة كتب صامتة إماراتية، جاءت نتيجة الدعم الكبير من المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الساعي إلى تطوير قدرات الفنانين والرسامين المتخصصين في إنتاج كتب الأطفال بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتشجيعهم لخوض غمار تجربة العمل على إصدار كتب صامتة، حيث نظم المجلس ورشة فنية لمجموعة من الرسامين الإماراتيين وذلك على هامش استضافة المعرض في عام2017 فكانت حصيلة هذه الورشة، مجموعة الكتب الإماراتية المضافة إلى المعرض الحالي.
الدول المشاركة بالمعرض:
وتتضمن قائمة الدول المشاركة، كل من الإمارات، أسبانيا، أستراليا، الأرجنتين، الأردن، البرازيل، الدنمارك ، تركيا، وسلوفينيا، فنلندا، السويد، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، إيطاليا، بلجيكا، فرنسا، كندا، هنغاريا، هولندا.
نبذة عن معرض الكتب الصامتة
أطلق المجلس الدولي لكتب اليافعين (IBBY) مشروع “الكتب الصامتة، من العالم إلى لامبيدوزا ومن لامبيدوزا إلى العالم” في عام 2012، وذلك ليكون بمثابة رد فعل على موجة اللاجئين الوافدين من أفريقيا والشرق الأوسط الذين يصلون إلى الجزيرة الإيطالية، لامبيدوزا. وتضمن المشروع إنشاء أول مكتبة في لامبيدوزا ليستخدمها الأطفال من السكان المحليين والأطفال المهاجرين.
وتتطلب الجزء الثاني إنشاء مجموعة من الكتب الصامتة (الكتب المصورة التي لا تحتوي على كلمات) والتي يمكن للأطفال أن يفهموها ويستمتعوا بها بصرف النظر عن لغتهم.
وقد جمع مشروع “الكتب الصامتة. الوجهة النهائية لامبيدوزا” أفضل كتب أطفال من دون كلمات – كتب صامتة، وذلك عن طريق المجلس الدولي لكتب اليافعين. وتضمنت هذه المجموعة كتباً مصورة من دون كلمات تروي قصصاً لا يمكن للكلمات التعبير عنها ومفعمةً بالأحاسيس والأحلام والذكريات النابعة من صمت شخصياتها لتتخطى عقبة اللغة وتعزز الالتحام بين مختلف الثقافات.
أُودِعت مجموعة الكتب هذه في أرشيف الوثائق والبحوث في قاعة العرض والمركز الثقافي والمتحف الإيطالي (Palazzo dellaEsposizioni)، وسُلِّمت مجموعة ثانية إلى المكتبة في لامبيدوزا، وكانت مجموعة أخرى ثالثة جزءاً من معرض متنقل.
يوجد، حتى الآن، ثلاث مجموعات من الكتب الصامتة، وهي مجموعة الكتب الصامتة لعام 2013 والتي ضمت 110 كتاباً وطافت بوصفها معرض أنحاء إيطاليا والمكسيك وكندا والنمسا وألمانيا، مع التخطيط لإقامة معارض أخرى في بلجيكا وفرنسا، ومجموعة الكتب الصامتة لعام 2015، والتي ضمت 51 كتاباً وعُرضت في إيطاليا ونيوزيلندا والإمارات العربية المتحدة.
أما بالنسبة للمجموعة الثالثة، فقد أُطلق المعرض المتنقل لمجموعة الكتب الصامتة لعام 2017 في لامبيدوزا، وقد طاف أنحاء اليونان ويستقر الآن في الإمارات العربية المتحدة.
نبذة عن المجلس الإماراتي لكتب اليافعين
يعد المجلس الإماراتي لكتب اليافعين الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين؛ وهو منظمة غير ربحية تمثّل شبكة عالمية من الأشخاص حول العالم ممن تعهّدوا بتأمين الكتب للأطفال، وتعزيز ثقافة القراءة لديهم، وتسعى هذه المنظمة إلى الترويج للوعي العالمي من خلال كتب الأطفال ومنحهم إمكانية الوصول إلى الكتب ذات المعايير الأدبية والفنية العالية، بالإضافة إلى تأمين الدعم والتدريب اللازمين للمؤلفين والرسامين المهتمين بأدب الأطفال.
دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي
تتولى دائرة الثقافة والسياحة حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار. كما تتولى الدائرة قيادة القطاع السياحي في الإمارة والترويج لها دولياً كوجهة سياحية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والأعمال التي تستهدف استقطاب الزوار والمستثمرين. وترتكز سياسات عمل الدائرة وخططها وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، بما فيها حماية المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك تطوير قطاع المتاحف وفي مقدمتها إنشاء متحف زايد الوطني، ومتحف جوجنهايم أبوظبي، ومتحف اللوفر أبوظبي. وتدعم الدائرة أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث في الإمارة. وتقوم الدائرة بدور رئيسي في خلق الانسجام وإدارته لتطوير أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية وذلك من خلال التنسيق الشامل بين جميع الشركاء.