يوم تاريخي شهدته مصر عندما أطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور رؤساء وملوك وزعماء العالم، بدء الافتتاح الرسمي لقناة السويس الجديدة، هذا اليوم المشهود الذي تحققت فيه إرادة المصريين، فخرجوا يجوبون ويحتفلون في شوارع المحروسة بهذا المشروع القومي. جميع فئات الشعب المصري شاركت في الاحتفال، من شباب، وسيدات، وعمال، وفلاحين، وعساكر، وضباط، وأطفال، وشيوخ، ورفع المواطنون لافتة «مصر بتفرح» وسط فرحة عارمة انتظرها المصريون منذ فترة بعيدة وحمل المشاركون في الاحتفالات الأعلام المصرية، وشعار قناة السويس،، فيما رقص المتظاهرون على أنغام الأغاني الوطنية، ومنها اغنية «بشرة خير» للفنان حسين الجسمي، مرددين هتاف «تحيا مصر.. تحيا مصر».
أعلام وورود الشوارع والميادين امتلأت بالمواطنين للمشاركة والاحتفال بهذا اليوم العظيم، وخرج الشباب يوزعون الأعلام والورود وبطاقات التهنئة على المحتفلين بقناة السويس الجديدة، فيما استقبلت حافلات النقل العام المواطنين بالأغاني الوطنية وترديد السائقين «تحيا مصر»، حيث قامت الحكومة بتسيير وسائل المواصلات مجاناً، تزامناً مع يوم افتتاح قناة السويس الجديدة. وفي الأهرامات بمحافظة الجيزة، خرج المواطنون يحتفلون بقناة السويس الجديدة، وكانت الحكومة قررت دخول المواطنين الأهرامات والأماكن السياحية والحدائق التابعة لوزارة الزراعة مجاناً، وتوافدت أعداد كبيرة من المصريين منذ الصباح على ميدان التحرير للمشاركة في الاحتفالات بافتتاح قناة السويس الجديدة. وواصل المواطنون توافدهم على الميدان بصورة كبيرة حتى المساء، وسط حالة من البهجة والفرحة الشديدة، رافعين الأعلام المصرية وشعار قناة السويس، وأذاعت مكبرات الصوت بالميدان العديد من الأغاني الوطنية، منها «بشرة خير»، كما شهد ميدان قلعة صلاح الدين بالقاهرة، احتفالية كبرى أمام مسجد السلطان حسن بميدان القلعة، احتفالًا بقناة السويس الجديدة. مدن القناة وامتلأت ميادين مدن القناة «الإسماعيلية، والسويس، وبور سعيد» كلها بالأسر المصرية، وتحولت التجمعات إلى احتفال شعبي تعالت فيه الأغاني الوطنية من الشباب والفتيات والنساء، وظلوا يرقصون في الميادين منذ الصباح رافعين أعلام مصر وصور الرئيس حتى أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة افتتاح قناة السويس الجديدة. كما انطلقت مسيرات السيارات ترفع أعلام مصر والرئيس السيسي وشعارات قناة السويس، وتم تزيين أسوار الحدائق والميادين بالأعلام احتفالًا بالحدث التاريخي والعالمي الذي يجسد تحدي المصريين. عربات الزهور واحتفلت محافظة السويس بمنطقة الكورنيش وميدان الأربعين، بعرض دراجات بمشاركة أبطال العالم وأفريقيا والعرب على الكورنيش الجديد، بالإضافة إلى تحرك كرنفال عربات الزهور من ميدان الشهداء بالأربعين «أمام قصر الشوق» بمشاركة فرق الفنون الشعبية والكشافة والطلائع، وأقيم عرض للموسيقى العسكرية حتى وصول الكرنفال إلى الكورنيش الجديد أمام المنصة. وفي الإسكندرية شهد قطار المفاجآت المنطلق من القاهرة للإسكندرية، صباح الخميس، إقبالًا كثيفاً من الركاب للمشاركة في احتفالات المواطنين بافتتاح قناة السويس الجديدة، ورفع الركاب أعلام مصر، وقناة السويس، كما حرص المواطنون المصريون على ارتداء الملابس التي تزينت بألوان العلم المصري وصور قناة السويس، واحتفلوا بقناتهم الجديدة تحت شعار «مصر بتفرح» الذي حملوه على لافتات جابوا بها الشوارع، وصنعوا منها الـ»هاشتاج» الأكثر شعبية على تويتر. وأضفى تحليق طائرات الرافال والأباتشى والمروحيات في سماء قناة السويس الجديدة قدراً كبيراً من البهجة في نفوس المصريين الذين خرجوا للاحتفال بافتتاح المشروع الذي من المتوقع أن يزيد عائدات مصر من القناة إلى حوالى 15 مليار دولار بحلول عام 2020. وشارك المئات من المتطوعين الشباب في مرافقة الوفود الرسمية والإعلامية المشاركة في احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة بينما حضر العشرات من أطفال الكشافة في موقع الاحتفال مرتدين الزي الأبيض والأزرق وشعار الكشافة. وجابت سيارات مزودة بمكبرات الصوت – تابعة للجيش والشرطة ومواطنين – الطريق الممتد من القاهرة إلى مشروع قناة السويس الجديدة مرددة الأغاني الوطنية والموسيقى وهو ما أضفى نوعاً من البهجة في نفوس المصريين. وجابت مجموعة من الخيول شوارع المدينة ترقص على موسيقى المزمار البلدي، وتزينت أسطح المنازل والشركات والمحال التجارية والطرق بأعلام مصر وصور الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعار قناة السويس الجديدة، بينما خرج الآلاف من المصريين بالقاهرة والإسماعيلية والسويس إلى الشوارع ورددوا الأغاني الوطنية ابتهاجاً بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة. رمز لعزيمة المصريين تعتبـر «قناة السويس» من القصص الملهمة في التاريخ؛ إذ لم تخلُ مسيرتها الممتــدة لأكثر من 150 عاماً من لحظات عصيبة، ولكنها اليوم تشق طريقها عبر سهول مصـر كرمز حي لعزيمة وإصرار الشعب المصري وراية خفاقة للازدهار والأمل والتاريخ العريق.
المشهد المصري الذي عشناه خلال اليومين الماضيين في القاهرة كان مشهد عرس وطني وفرح كبير، وعلم مصر يرفرف فوق المباني وعلى السيارات، ويحمله الكبار والصغار، فالمواطن المصري كان يترقب بكل جوارحه يوم الخميس الماضي، حيث يعلق عليه آمالاً كبيرة. لقد كان يوم السادس من أغسطس، يوماً تاريخياً عظيماً في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية، بإعلان رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة رسمياً، وعبرت ناقلتان في اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه، ليحتفل الجميع بنجاح هذا المشروع، الذي نجح القائمون عليه في إنجازه خلال وقت قياسي لم يتجاوز السنة.
لقد أبهر المصريون الجميع، واستضافوا العالم، ليشهدوا بأم أعينهم هذا الإنجاز، مما يعطي المؤشرات الإيجابية لما سيحققه مشروع التوسعة من نتائج إيجابية تعود على مصر وشعبها، وهذا سيكون التحدي المقبل للرئيس السيسي وحكومته، فآمال المصريين معقودة على الآمال التي تعطيها لهم الحكومة، وواحدة منها كان مشروع توسعة قناة السويس الذي دعمه الشعب المصري مادياً ومعنوياً، وقاوموا حملات التشويه والتشكيك التي أطلقها «الإخوان» وغيرهم للتقليل من أهمية هذا المشروع، لكن الرد كان عملياً قوياً وقاطعاً، بالأفعال وليس بالأقوال.. ويؤكد أن الشعب عندما يريد شيئاً يحققه.
هذا المشروع هو هدية لشعب مصر، بقدر ما هو هدية مصر للعالم، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو الذي ترأس وفد الدولة لحضور حفل الافتتاح: «مثلما فتحت مصر للعالم عبر قناتها الأولى آفاقاً تجارية جديدة وواسعة.. تفتح اليوم عبر قناتها الثانية لشعبها وللمنطقة أملاً جديداً ومستقبلاً واعداً»، وهذا ما يجعل أنظار العالم تتجه إلى مصر من جديد.. ومن يعرف مصر جيداً يدرك أن هذا الإنجاز لم يأتِ ببساطة، في خضم تحديات سياسية واقتصادية وأمنية متتالية، أما الإرهاب الذي تواجهه مصر فهو التحدي الأكبر الذي يمكن أن يهدد أي مشروع صغير، فما بالنا بالمشروعات العملاقة، وهذا ما يستشعره العالم، وما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعليقاً على مشروع قناة السويس الجديدة: «افتتاح هذا المشروع سيظل رمزاً لإرادة الشعب المصري بتاريخه وحضارته العريقة وتصميمه القوي على الانطلاق نحو العمل والإنجاز»..
نحن أمام مصر جديدة مع الأيام ستختلف عن مصر ما قبل توسعة السويس.. وفي الإمارات، كانت الفرحة كبيرة بهذا الإنجاز، فكل مواطن يدرك مدى أهمية هذا المشروع لاستقرار مصر، وبالتالي يتمنى له النجاح، وشاهد العالم قصة النجاح التي لم تكن لتكتب لولا تعاون القوات المسلحة المصرية والتحالف الدولي، ولولا الإشراف والمتابعة المباشرة من الرئيس المصري لهذا المشروع وحرصه على إنجازه في أسرع وقت، حتى تكون استفادة الشعب المصري منه في أسرع وقت.