- لاسِتّات ولازَلَمات ولاشَعرات بين ستّة وستّة..!
- وإنما شعرة معاوية هى التي يُخشى منها وعليها..
- أن يتمّ إستزراعها وثمّ إستغلالها بين ستة أكتوبر 1973 وستة أغسطس 2015..
- إن لم نكن متفائلين هذا العام من مصرنا الحبيبة..
- وانا متفائل بها في عامي هذا وفي كلّ عام.!
والرّبط بين السِتّتين ( 6أكتوبر/ 6أغسطس)، يدعونا إلى فكّ الإرتباط أولاً بين الدين والسياسة .. بين الزعامة والقيادة وبين الوطن والإستيطان .. فبالتالي بين العقل والحماقة .. لأن رقم 6 الذي جائنا قبل 42 عاماً، كانت الأشياء تُعرف يومها بأضدادها، إذ صادف لدى اليهود 6 أكتوبر 1973 يوم الغفران (من أهم الأعياد اليهودية) .. وصادف نفسه لدى المسلمين 10 رمضان (من أبرك الشهور الإسلامية.!).
وهاجم الرّمضانيون المؤمنون بالبدر والبدريين، مقتنعين بالذين كانوا قد إنتصروا يوما وهم عُطاشى صائمون، كانوا على قلة العُدّة والعَدد في شهر رمضان، لكن الرمضانيون الجدد لم يهاجموا من جبال بدرٍ وحنينٍ وأًحُد تحت راية الرسول الكريم على الكفار والمشركين هذه المرّة، وإنما من مصر وسوريا على إسرائيل تحت رايتى أنور السادات حافظ الأسد (رحمهما الله) .. حربٌ من نوعٍ آخر,! .. عدوُّ من نوعٍ آخر,! , .. بسلاح من نوعٍ آخر .. وإلتقوا بإنتصارٍ من نوع آخر، أو هزيمةٌ من نوعٍ آخر.!
اليوم 6 أغسطس 2015، أى وبعد 42 سنة من 6 أكتوبر جاء نفس اليوم، لكنه يومٌ من نوعٍ آخر، إنه يوم الجهاد المقدّس، جهاد البناء والتعمير زمن الدمار والتدمير، إنني متفائل بهذا اليوم الجديد، إنه يومٌ بالنبتة الزيتونية الثامرة لإقتصاد مصر والمنطقة، إنها الشمعة المبشرة بقناة السويس الجديدة (المولودة الشرعية للقديمة).. إنّني متفائلٌ بهذا اليوم للقاهرة ودمشق وبغداد وطرابلس وصنعاء وغيرها من تلك العواصم التي ساءت حالها، فلا يمكن ان تسوء الأحوال أكثر مما ساءت .. ولعله قاع الأسهم كلما هبطت ووصلت القيعان وحان قطافها نزيفاً وخسارةً على السواد الأعظم من أصحاب الرؤوس الأموال المساكين، إنتعشت من جديد وأستغلّها الحرامية من السماسرة والدجالين الماسحون على الشوارب بإبتسامات صفراء من وراء الشبابيك، وراعي الحلال يذرف الدموع على الخدود واللًّحى في القاعات، كذلك شرايين الإقتصاد، قد يٌستغل إنسدادها لنا إنتعاشةً لغيرنا.!
أنا أحسّ إعلان قناة السويس الجديدة من مصر، هو يوم إعلان عام الوئام بوداع عام الخصام للمسلمين والعرب، لا أعتقد مواطنوا تلك العواصم التي إحتفلت بالربيع العربي منذ خمسة أعوام سيبقون يحتفلون به لخمسة أعوام أخرى.! .. العقل قد لايقبل إستمرارية لافتات الربيع العربي على تلك الأشجار الصفراء، وقد إحترقت اغصانها، وجفّت قيعانها وتعفّنت ريعانها برياح الخريف.!
قناة السويس الجديد، رسالةُ مصر الجديدة، والرسالة واضحة .. مصر لاتريد الدخول في حروب ولا الإستمرار في خلافات، مهما كان المخالف عملاقاً بحجم أمريكا او ضئيلاً بحجم الصومال مصرُ لها بيد المصالحة وهو الصواب .. أوصلتنا الحروب و الخلافات إلى نكسة حزيران بما سبقتها وتبعتها من حروب باردة، حرب الإذاعات، وحرب الصحف وحرب الشتائم وحرب الخطب النارية على بعضنا البعض .. كل تلك الحروب لم تقوّينا لميدان القتال، بل زادتنا ضعفاً في الميدان وفي وجه أعداءٍ كانوا هم الضعفاء .. وإكتشفنا بانّ حرب السباب والشتايم لاتتحول الى صواريخ فوق رؤوس الأعداء، ولا مدافع تصوّب نحوهم، بل هى تنفجر بداخلنا، فنصغر ونصغر ونحن كبار، والأعداء يكبرون ويكبرون وهم صغار.!
إذا كنا إتفقنا من القاهرة عسكرياً يوم (6 أكتوبر1973)، وإنتصرنا ذلك الإنتصار الرائع في المثلّث المصري السوري الإسرائيلي .. فلنتفق اليوم (6 أغسطس)2015 من القاهرة إقتصادياً على المعبر الرباعي الخماسي السداسي السباعي لقناة السويس الجديدة، لتمرّ آلآف السفن سنوياً من أمريكا وأوروبا، ومن المحيط الهندي ومن قارتى آسيا وأفريقيا..وينخفض انتظار السفن من 11 ساعة إلى 3 ساعات، ويزيد عددها من 49سفينة يوميا إلى 97 بحلول عام 2023، ويزيد طولها الموازي إلى 72 كيلو متر بتكلفة 4 مليار دولار، بالإضافة إلى 4.2 مليار دولار لإقامة 6 أنفاق أرضية .. بمعنى ان القناة الجديدة قد تأخذ من مصر تكلفة إجمالية 8.2 مليار دولار.
طيب وماذا تعطيها بالمقابل.؟ ..
هذه القناة ستعطي مصرنا الحبيبة حجمها الحقيقي الدولي على كوكب الأرض، على حساب من يريد تقزيمها بحجم تفجيرات الإرهابيين في سيناء.!
ومهما ضخّم الإرهاب حجمه من دمشق لبغداد، ومن سيناء لصنعاء، فإن الأرقام هى التي ستحدّ الأقزام، إن كان الحزام الناسف يُلقم من الأرواح (خمسة ستة)، وتبلع السيارة المفخخة من الأجساد (عشرة عشرين) .. فإن القناة الجديدة تختزل الأقاليم والقارات بالحياة تلو الحياة، فتزدهر القارة الأفريقية بأكملها، وتنشغل مصر بالشرق والغرب من قلب الدنيا، ويزيد دخلها القومي بنحول 259%، ويوفر ما يقرب من مليون فرصة عمل، وتزدهر مدن صناعية على أطراف القناة وسياحية على ضفهافها ومشاريع الإستزراع السمكي في أعماقها، وينتعش إنشاء السفن والحاويات وتصينع السيارات والتكنولوجيا المتقدمة، والصناعات الخشبية والمنسوجات والأثاث والصناعات الزجاجية..
فيبقى السؤال:
بعد هذه العطاءات المصريّة السخيّة إقليمياً وعالمياً، هل سيوجد من يريد شراء حزام ناسف أو سيارة مفخخة في تلك المنطقة الصحراوية من الجزء الشرقي ولاتمثل 5% من مساحة مصر، وإسمها (شبه جزيرة سيناء.؟)
أنا، لا أعتقد ذلك..!