انطلق البروفسور أندرو سكوت، أستاذ الجيولوجيا المتقاعد في جامعة هولواي الملكية في لندن، من اعتقاده الراسخ بأنه لا بدّ للبشر من إيجاد سبلٍ يتعلمون من خلالها كيف يتعايشون مع الحرائق، بدراسة تعيد بناء مواقع اشتعال الحرائق السابقة لدراسة علاقة الإنسان بذاك العنصر المتملص.
وفي معرض حديثه عن كتابه المنتظر «الكوكب المشتعل: حكاية النار عبر الزمن»، أكد سكوت، الذي أمضى أربعة عقود من حياته في دراسة الأحافير النارية، أن «فهم تاريخ الحرائق يجعلنا ندرك أنها جزء طبيعي من نظام الأرض، الذي لا يمكن استثناؤه».
ويرجع سكوت اهتمامه بدراسة الحرائق إلى 40 عاماً حين أخذه كجزءٍ من تحضير رسالة الدكتوراه بدراسة متحجرات النبات. وحين قام بتفتيت صخرة وجد بعض البقايا والفحم الحجري الذي يعود لقرابة 320 مليون عام. واكتشف حينئذ ما يعرف بالمخروطيات الأقدم، الأمر الذي ولّد لديه فكرة النيران في الأزمنة القديمة. وحاول على امتداد 40 عاماً أن يعيد بناء أنظمة الحرائق القديمة عن طريق دراسة الفحم الحجري عبر الزمن الجيولوجي.
ويتم التحقيق في تاريخ الحرائق حسب قول سكوت بالنظر إلى البقايا، حيث يؤكد البروفسور أن حرائق الغابات لا بدّ أن تخلّف بعضها. ويضيف أن الفحم المتبقي يكون هامداً ويسهل حفظه، وأنه يختزن بشكل جميل تشريح النباتات المحترقة التي تترسب وتحفظ على شكل صخور مع مرور الزمن الجيولوجي. وهكذا فمن الممكن أن تختار حجرةً ما يكون عمرها 350 مليون عام، وتكتشف لدى تحليلها أنها نتيجة حريق فقط، بل أن تتوصل إلى الأنواع المحترقة كذلك.