أصيب 7 عسكريين في اعتداء نفذه مناصرو التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون، المحتجون على طريقة إدارة عمل الحكومة، حيث حاولوا الاقتراب من السراي الحكومي في بيروت، واشتبكوا مع قوى الجيش أثناء انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، اللبنانية الرسمية، أن تدافعاً حصل بين القوى الأمنية ومناصري التيار الوطني الحر، الذين حاولوا الاقتراب من السراي الحكومي. واستقدم الجيش اللبناني تعزيزات إلى المكان.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني أمس إنه «أقدم حشد من المتظاهرين على اجتياز السياج الذي وضعته قوى الجيش في محيط السرايا الحكومي، واعتدى بعضهم على عناصر الجيش، ما أدّى إلى إصابة سبعة عسكريين بجروح مختلفة، تمّ نقلهم إلى المستشفى العسكري للمعالجة».
وتجمع عدد من أنصار التيار الوطني الحر، مساء الأربعاء، في منطقة نهر الموت في قضاء المتن في جبل لبنان تلبية لدعوة عون، لتنفيذ احتجاجات شعبية احتجاجاً على طريقة إدارة عمل الحكومة.
وكانت جلسة لمجلس الوزراء عقدت أمس في السراي الحكومي برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام بحضور وزراء «التيار الوطني الحر».
وكان قد تظاهر مئات من أنصار عون احتجاجا على ما يرونه تهميشا من جانب رئيس الوزراء لدور المسيحيين، وذلك في خطوة من شأنها أن تساهم في تصاعد التوترات السياسية، في بلد يعاني بالفعل من تداعيات الحرب في سوريا.
ويقول عون إن سلام يتخذ قرارات دون توافق بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى المكونة للحكومة التوافقية، ويضطلع بصلاحيات رئيس الجمهورية، وهو منصب شاغر منذ العام الماضي بسبب الأزمة السياسية في البلاد.
ويقول منتقدو عون، ومن بينهم زعماء مسيحيون آخرون، إن دافعه شخصي؛ فعون المرشح للرئاسة يريد أن يتولى قائد القوات الخاصة بالجيش اللبناني، صهره، العميد شامل روكز منصب قائد الجيش بعد انتهاء مدة ولاية قائد الجيش الحالي العميد جان قهوجي في سبتمبر.
وعون (80 عاما) حليف لجماعة حزب الله المدعومة من إيران التي تقاتل إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال حزب الله إنه يؤيد موقف عون السياسي لكنه لا يشارك في التظاهرة.
ولوح المئات من أنصار التيار الوطني الحر بأعلام الحزب البرتقالية أثناء تحركهم نحو مقر الحكومة في وسط بيروت، حيث تنعقد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة سلام. وأغلق الجيش الشوارع باستخدام مدرعات وحواجز معدنية، في حين ردد المتظاهرون الهتافات والتقطوا الصور بهواتفهم الذكية، ووقف الجنود يرقبونهم من منطقة ظليلة.
وتتمثل جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في لبنان بما في ذلك تيار المستقبل في حكومة سلام، التي تشكلت العام الماضي، بعد فراغ حكومي دام عشرة أشهر.
ورغم أن هذه الحكومة تواجه صعوبة في اتخاذ القرارات الأساسية فإن وجودها حال دون حدوث فراغ كامل في الذراع التنفيذية للدولة. وأصبح منصب الرئيس شاغرا في لبنان العام الماضي عندما انتهت ولاية العماد ميشال سليمان دون الاتفاق على من يخلفه في الرئاسة.
وقالت مصادر سياسية في الأحزاب المتحالفة مع عون إن وزراءه لن يستقيلوا من الحكومة، رغم أن نائبا في التيار الوطني الحر هدد بمزيد من التصعيد.