بقلم: نبيل الكثيري – أبوظبي
الطب البيطري (Veterinary medicine) هو تطبيق المبادئ الطبية والتشخيصية والعلاجية على الحيوانات الإنتاجية والمنزلية والبرية، وحسب علمنا كان الاهتمام في العصور القديمة بأمراض الخيول والبغال بصورة خاصة في الجيوش لأهمية هذه الحيوانات في الحروب.، ومع بدايات الثورة الصناعية أو كما اسميها العلمية في منتصف القرن التاسع عشر أسست مدرسة للطب البيطري في مدينة ليون الفرنسية 1861، حيث توسعت اهتمامات الطب البيطري وتم الاعتراف الرسمي والأكاديمي بالأطباء البيطريين، وأخذت تلك التطورات والاهتمامات تشمل معظم الحيوانات تقريبآ بما فيها الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب والارانب والطيور بانواعها.
تلا ذلك انتشار تجارب الطب البيطري المختبرية مما كان له أكبر الأثر في تزويد الأطباء البشريين بكم كبير من المعلومات ونتائج التجارب المختبرية والذي أدى بدوره إلى تطور علوم الطب الانساني وعلوم اللقاحات والتطعيم الذي كان من روادها العالم لويس باستور والعالم روبرت كوخ، حيث ان للطب البيطري دور كبير في حماية البشر من الأمراض التي تنتقل عن طريق الأكل واللمس والتنفس، ويمارس الطب البيطري عادة في عيادة بيطرية أو مستشفى بيطري أو في المزارع، كما أصبح التخصص في الطب البيطري شائعاً في السنوات الأخيرة، ومن تلك التخصصات، التخدير، علم السلوك، الجلدية، طب الحالات الطارئة والعناية الحثيثة، الطب الباطني، امراض القلب،السرطان، العيون، الأعصاب، الأمراض المشتركة، الأمراض المعدية، التناسليات والولادة، التصوير الشعاعي والجراحة.
ويضم الوطن العربي العديد من كليات الطب البيطري، موزعة من المشرق إلى المغرب وبلغات تدريس مختلفة منها العربية والإنجليزية والفرنسية، وهنا في دولة الإمارات يعامل الطبيب البيطري بالاحترام والتقدير أسوة بالاطباء البشريين لما له من أهمية كبرى، حيث أصدر سيدي صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد حفظه الله ورعاه، القانون الاتحادي رقم (8) لعام 2017 في شأن مزاولة مهنة الطب البيطري، ويهدف القانون إلى تنظيم الممارسات الصحية لمهنة الطب البيطري، والمهن الطبية البيطرية المساعدة ورفع كفاءة العمل بهذه المهنة وفقا لأفضل الممارسات والمعايير العلمية والدولية في ضوء التشريعات المعمول بها، للعمل على تعزيز صحة وتنمية الثروة الحيوانية في الدولة طبقاً لأفضل الممارسات والمعايير العلمية والدولية وبما يتوافق مع النظام الخليجي لمزاولة مهنة الطب البيطري.
وبمناسبة اليوم العالمي للاطباء البيطريين والذي يصادف آخر سبت من شهر إبريل من كل عام نقدم لهم التهاني والتقدير والاحترام آملين لهم مزيدا من التقدم والنجاح والتفاني في خدمة دولة الإمارات العربية المتحدة والإنسانية جمعاء.