أكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أنّ مدينة دبي تسعى دائماً إلى اللحاق بركب المستقبل، من خلال التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطرق والمواصلات في دبي. كما أعلن عن خطط من شأنها “حماية البيئة، ورفع مستوى السلامة المرورية، وتسريع وقت التنقل من مكان إلى اَخر”.
وأضاف، خلال محاضرة ألقاها في الجامعة الأميركية في دبي، حول “دور الشباب في مستقبل التنقل”، أنّ ما يميز استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة عن غيرها من الاستراتيجيات العالمية، هو قيادة حكومة دبي لعملية التحول نحو التنقل ذاتي القيادة، في حين أن الشركات الخاصة هي التي تقود هذا التحول في العديد من المدن والدول الأخرى، كما تتميز استراتيجية دبي بتغطيتها جميع وسائل النقل الجماعي من قطارات وحافلات ووسائل النقل البحري ومركبات الأجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة، بينما تركز كثير من الدول على عدد محدود من الوسائل، كما تتضمن الاستراتيجية مسابقة عالمية لاستقطاب الشركات المتقدمة في التنقل الذكي، سنعلن عن تفاصيلها لاحقاً.
وأوضح الطاير، أن التطور التكنولوجي في ميدان النقل فتح آفاقاً واسعة لتطوير الوسائل منها الهايبرلوب والسيارة ذاتية القيادة وكذلك الطائرة بدون طيار. وكل ذلك سيكون متوفراً في دبي خاصة وأن الاستعداد لإكسبو 2020 يمضي بشكل مدروس.
وعن إنجازات هيئة الطرق والمواصلات منذ العام 2005، أشاد بمساهمة دبي في حصول دولة الإمارات على المركز الأول عالميا في جودة الطرق في الأعوام الخمسة الماضية طبقاً لتقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وخفض معدل وفيات حوادث الطرق من قرابة 22 حالة وفاة لكل 100 ألف من السكان عام 2006 إلى 2.5 وفاة في عام 2017.
وأعرب الطاير، عن تطلعات هيئة الطرق والمواصلات نحو المستقبل، وقال: “هناك خمس وسائل نقل وتوجهات عالمية وتقنيات جديدة، هي المواصلات ذاتية القيادة، ووسائل مواصلات مبتكرة مثل الهايبرلوب والتاكسي الجوي، وكذلك يوجد توجه التنقل المشترك في العديد من المدن وتتضمن المواصلات حسب الطلب، مؤكداً أن تطبيق استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة ستسهم في خفض مصاريف التنقل بحوالي 44%، وتقليل الطلب على المواقف بنسبة 50%، وتقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 12%، والحد من الحوادث المرورية والخسائر الناتجة عنها بنسبة 12%، وكذلك رفع معدلات السعادة للسكان من خلال توفير خيارات جديدة للتنقل.
وعن دور الجامعات في مستقبل الطرق والمواصلات، دعا الطاير إلى “تقديم مواد تُعنى بمستقبل الطرق، وتحفيز الطلبة عن طريق المسابقات”. وشدد على أهمية تدريب الطلبة في مجال عملهم قبل التخرج، من أجل الحصول على “المعرفة” التي يراها أهم من “تجميع المال”.
وروى الطاير، في بداية حديثه، أن دراسته الهندسة المدنية تعود إلى نصيحة أستاذه في الجامعة في الولايات المتحدة بأنّ “الإمارات تحتاج إلى مهندسين مدنيين”. وأشار إلى الأسس التي اتبعتها الإمارات للتميز عالمياً، مشدداً على أن “القيادة الناجحة، والاقتصاد الحر، والتنوع” لعبوا دوراً أساسياً في هذا النجاح.
وختم الطاير حديثه مستعيناً بمقولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حالكم دبي، رعاه الله، بأنّ “على الشباب أن يتزودوا بالعلم والمعرفة، لأنهما السلاح الوحيد والدائم والقوي في هذه الحياة”.
وكان رئيس الجامعة د. لانس دي ماسي، قدّم المحاضر بالثناء على دوره الملموس والبارز في إحداث نقلة نوعية في قطاع المواصلات. وتابع المحاضرة عدد كبير من أساتذة الجامعة وطلبتها الذين وجهوا للطاير عدداً من الأسئلة والاستفسارات.
وتم خلال المحاضرة عرض فيلم قصير عن التطور الهائل في تنظيم شوارع دبي ووسائل النقل فيها.
وفي الختام تم تبادل الدروع التذكارية بين الجانبين وسط ترحيب كبير من الحضور.