أسمهان السراوي – المغرب

يخوض الشعب الفلسطيني تجربة قاسية في حماية أرضه وهويته وتراثه من التهويد وتجتهد في إثبات وجوده إقليميا ودوليا بجميع الطرق الممكنة ليعرف العالم قضيته وثقافته.
تعتبر الدبكة الفلسطينية من أهم صور التراث الفني في التاريخ الفلسطيني,لأن هذه الرقصة تعبر عن العواطف الوطنية التي يشعر بها الفلسطينيون تجاه أرضهم وتبين مدى إنتمائهم وتعلقهم بالأرض والوطن, أما الأغاني المرافقة لها فتختلف مواضيعها بين القضايا الوطنية البارزة في التاريخ الفلسطيني مثل “النكبة,والهجرة، والأسرى، والحصار، والإنتفاضات المتكررة.

وتشارك فرقة عائدون في التظاهرة السنوية “قلب الأم يجمعنا” في نسختها الثالثة بمدينة مكناس بالمغرب، وتعد الدبكة الفلسطينية أحد أبرز الموروثات الحضارية التي تميز شعبها ويتناقله جيل بعد جيل كما الهوية، “فرقة عائدون” للدبكة الفلسطينية أبهرت الجميع بأصالتها وأدائها المتميز، خلال تقديم عرضها بقاعة الفقيه المنوني بمدينة مكناس، أما أن يجري التدريب للإعداد فرقة خاصة بالدبكة الفلسطينية لمجموعة من طلبة الطب بمدينة فاس من أصول فلسطينية، لهو بالأمر المثير الذي ينم عن أصالة وعراقة فلسطيني الشتات.

يحيى سليمية عضو بفرقة عائدون للدبكة الفلسطينية وطالب بكلية الطب بمدينة فاس، أكد أن فكرة إحياء التراث الفلسطيني تأتي من التمسك بأصالة التراث الفلسطيني فالفرقة تأسست من ست سنوات ومن خلاله تتم عملية الانتشار وإحياء الفن الفلسطيني بكافة أشكاله عن طريق المشاركة في أكبر عدد من الفاعليات والمهرجانات السنوية التي تنظم بالمملكة المغربية. وفكرة التدريب خارج فلسطين هي فكرة جدا رائعة لأن الفلسطينين الذين يقيمون في الخارج لديهم تعطش لتراثهم ولبلادهم كونهم يعيشون في غربة بعيدا عن الوطن الأم، عن الثقافة، العادات والتقاليد، التراث، فبهذه المشاركات لنا نقوم بايصالهم بتراثهم ليشعروا أنهم جزء من الوطن ليسوا بغرباء عنه.

أما الفلسطيني “فارس ياسين” طالب أيضا بكلية الطب بفاس وأحد المتدربين بالفرقة قال: “أنا اليوم جزء من هذا التدريب، لأني أعشق تراثنا الفلسطيني وأحب أن أرتبط وأتماهى أكثر بهذا التراث عبر إتقان الدبكة التي تمثل رمزية كبيرة أينما شوهدت حول العالم. ”
فعلا استطاعت الدبكة الفلسطينية أن تعبر عن حضارة الشعب الفلسطيني وتاريخه التليد ونقله للمحافل الدولية والعالمية.