بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وضمن فعاليات اليوم الأول للدورة السابعة عشرة لمنتدى لإعلام العربي التي انطلقت أعمالها أمس، في دبي بمشاركة نحو 3000 من القيادات والرموز الإعلامية الإماراتية والعربية والأجنبية، تحدث الإعلامي الكويتي الدكتور فهد الشليمي، رئيس منتدى الخليج للأمن والسلام في جلسة بعنوان «صناعة التحريض والتضليل» عن كيفية مواجهة الإعلام المضلل والتحريضي عبر التوعية الإعلامية وسن القوانين الرادعة للحيلولة دون وصول خطاب الكراهية والعنف إلى المجتمع.
ودعا الشليمي، في الجلسة التي حضرتها منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، رئيسة نادي دبي للصحافة، إلى نشر التوعية الإعلامية بين فئات المجتمع، وخصوصاً بين الشباب من خلال تعليم النشء وطلبة المدارس كيفية التعامل مع الخبر الإعلامي والتمييز بين الأخبار الصحيحة والأخبار الكاذبة والمضللة وكذلك التمييز بين القنوات والمصادر الموثوق بها وتلك الوسائل الإعلامية ذات الأهداف التحريضية والمضللة.
وأشار الشليمي على سبيل المثال، إلى أن تنظيم «داعش» كان يستغل تلك القنوات والوسائل الإعلامية التحريضية لبث ما يقرب من 90 ألف رسالة تحريض على الإرهاب يومياً، مؤكداً أن هدف هذا الإعلام المضلل هو التأثير على العقول والعواطف وإحداث حالة من الإرباك والفوضى والتشويش والتشكيك في المجتمع، مؤكدا أن الإعلام المضلل يقوم بتزييف الحقائق وخدمة الأجندات الخاصة والتهويل والتضخيم والتخويف والإرجاف وإضعاف المعنويات.
وقال الشليمي إن الإعلام المحرض والمضلل يستند في بث سمومه الإعلامية إلى خطاب الكراهية والعنصرية والشعبوية والمظلومية وتجييش العواطف وتغييب العقول ونشر الفوضى من خلال استخدام وسائل نشر متنوعة وبشكل متزامن من خلال الإعادة والتكرار، وذلك من أجل إيهام المتلقي بأن الخبر صادق.
وعرض الدكتور الشليمي نماذج من أبرز الأخبار الملفقة والتحريضية والمضللة التي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام والجهات التي فقدت مصداقيتها وموضوعتيها بين المشاهدين في كافة البلدان العربية مثل قناة الجزيرة القطرية. كما عرض نماذج للشخصيات التحريضية الإعلامية التي تبث سمومها عبر القنوات التحريضية.
وقال إن وسائل الإعلام التحريضية تعتمد أيضاً على الإعادة والتكرار والإحصاءات المشبوهة غير المدققة، مطالباً باستحداث منهج دراسي في المدارس والجامعات لتعريف الطلاب بالتوعية الإعلامية الصحيحة والتحقق من مصادر الأخبار، وأشار في هذا الصدد إلى أن المتلقي يحتاج إلى مؤهلات وأدوات منهجية جديدة يجب عليه امتلاكها لكي يستطيع الحد من الرسائل الإعلامية المضللة.