نبيل الكثيري – ابوظبي

بعد عشرة أيام حافلة بالفعاليات والأنشطة الثقافية والترفيهية المميزة، اختتمت الدورة الثالثة من مهرجان أم الإمارات الذي نظمته دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على امتداد كيلو متر واحد من كورنيش العاصمة، من 22 إلى 31 مارس الماضي.

وقد صُمم المهرجان لتقديم تحية تقدير واعتزاز سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”،رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، “حفظها الله”، وحظيت سموها بتكريم خاص من جامعة الدول العربية مؤخراً بمنحها وسام شرف ولقب “روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء”.

وشهد المهرجان هذا العام إقبالاً كبيراً من قبل الزوار، حيث توافد على موقع المهرجان أكثر من 151,000زائر من أبوظبي ومختلف الإمارات الأخرى ودول مجلس التعاون، وتفاعلوا مع التجارب الفنية والترفيهية المتنوعة التي قدمها المهرجان، عبر مناطق متخصصة، بالإضافة إلى العروض الفنية والحفلات الغنائية والموسيقية التي أحياها نجوم الفن. فيما شكلت منطقة “عَ البحر” التي طورتها “ميرال” على شاطئ البحر نقطة جذب للزوار بعد افتتاحها لأول مرة بالتزامن مع المهرجان.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: ” كان من دواعي سرورنا أن نتابع تفاعل الجمهور مع مهرجان “أم الإمارات”، والذي ننظمه للعام الثالث على التوالي، للتذكير بالقيم السامية التي كرستها في المجتمع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وذلك بالتوافق مع استراتيجية الدائرة في جعل العاصمة أحد أهم الوجهات الثقافية والعائلية المميزة في المنطقة، حيث نجح المهرجان في اظهار التنوع الثقافي والثراء التراثي لدولة الإمارات، في تأكيد على أن المهرجان أحد أكبر الأحداث العائلية المنتظرة”.

واستقبل المهرجان على مدار أيامه العشرة، عدداً من كبار الزوار الذين تفقدوا أرجاء مناطقه واطلعوا على ما قدمه للجمهور، من بينهم؛ معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، ومعالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي د. ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، ومعالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، ومعالي اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي، والشيخ خليفة بن سلطان بن حمدان آل نهيان.

وتوجهت أنظار الجمهور إلى السماء في الدقائق الأخيرة من فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان “أم الإمارات” لمتابعة العرض الضخم للألعاب النارية الذي امتد على مساحة 600 متر على سطح الماء، حيثانطلقت الألعاب النارية من سبعة منصات بحرية، ووصل ارتفاعها إلى مسافة 900 متر لتضيء السماء بألوان علم دولة الإمارات، بالإضافة إلى عرض “عام زايد” الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث قدم سرب يتكون من 500 طائرة من دون طيار “درون” في سماء  كورنيش أبوظبي ، فطافت الطائرات فوق الماء وحولت الضوء إلى خيوط ملونة مبهرة، ورسمت لوحات فنية براقة لأكثر من 5 دقائق، وشكلت لوحة ضخمة لشعار عام زايد تحية لذكرى الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، بالإضافة إلى لوحات أخرى جسدت القيم التي أورثها لأبناء شعبه.

من جهته، قال سعادة سيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: “في ختام أحد أكبر الفعاليات الثقافية في العاصمة، لا يسعنا إلا تقديم الشكر للجمهور الذي ساهم في إنجاح المهرجان من خلال المشاركة في البرامج التي قدمت طوال عشرة أيام، كما أننا نشكر الشركاء الذين عملوا معنا لتقديم تجربة فريدة ترسخ من مكانة العاصمة كحاضن للتظاهرات الثقافية والفنية والترفيهية العائلية، ونتطلع للترحيب بالجمهور خلال الأعوام المقبلة مع المزيد من الفعاليات والأنشطة والعروض المبتكرة التي تجسد حيوية المشهد الثقافي في أبوظبي”.

واستضاف المسرح الرئيسي للمهرجان العديد من نجوم الطرب والغناء والموسيقى والاستعراض، والذين أحيوا أمسيات غنائية وموسيقية واستعراضات ترفيهية نابضة بالإيقاعات، وكان من بينهم النجوم، ماجد المهندس، وميريام فارس، وعيضة المنهالي، وفؤاد عبد الواحد، وعادل إبراهيم، وغالية بنعلي، ومحمد الشحي، ودانيال صايغ، وداني عريضي، والكوميديان على السيد، والفرق الموسيقية والغنائية، HAYAJAN وحرقت كرت وأبناء يوسف ولوس كوبانوس وسوينغ ريفيو وأرنبيت، بالإضافة إلى فقرات موسيقية قدمها كل من بيج هاس وجاد أبي حيدر ومي السيد.

وكان من بين أبرز عناصر الجذب في المهرجان هذا العام، الجناح الرئيسي الذي يحمل اسم “أم الإمارات” والذي يعتبر أحد أهم أركان المهرجان ن حيث يركز على دور المرأة الإماراتية في المجتمع عبر التاريخ، محتفياً بجيل الماضي والحاضر والمستقبل من النساء الإماراتيات كأمهات وزوجات وشقيقات وبنات اللواتي يواصلن مسيرة العطاء والتقدم في تعزيز بناء الدولة، مستلهمات رؤية وقيم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.

وتم هذا العام تقسيم مساحة مهرجان “أم الإمارات” إلى عدة مناطق متخصصة تعكس كل منها قيمة اجتماعية معينة، وهي منطقة السعادة، ومنطقة التقدم، ومنطقة مطاعم الشاطئ، ومنطقة السوق. وقدمت منطقة “السعادة” مغامرات استكشافية ممتعة في مساحات طبيعية، أما منطقة “التقدم” فقدمت التجارب الإبداعية والفنية التي تمحورت حول التعريف بالقيم الإنسانية الأساسية وأبرزها “الأمومة”، بينما قدمت منطقة “مطاعم الشاطئ”أكثر من 65 خياراً من المأكولات السريعة والصحية، وعرضت منطقة “السوق” الهدايا التذكارية والكثير من المنتجات من خلال 77 متجراً عرضت منتجات لأشهر الأسماء التجارية المحلية والعالمية.