أحمد العامري: رؤية حاكم الشارقة وتوجيهات جواهر القاسمي جعلت المهرجان منطلقاً للإبداع والابتكار
كشفت هيئة الشارقة للكتاب عن مشاركة 134 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية في الدورة العاشرة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تقام في مركز إكسبو الشارقة، خلال الفترة من 18 إلى 28 ابريل الجاري، تحت شعار “مستقبلك.. على بُعد كتاب”، إضافة إلى 286 ضيفاً، من المؤلفين والفنانين والرسامين والأكاديميين، من 121 دولة سيقدمون للزوار 2600 فعالية، على مدار أحد عشر يوماً، إلى جانب العديد من العروض الفنية والترفيهية والثقافية بالتزامن مع احتفال المهرجان بيوبيله البرونزي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس (الاثنين) في مقر الهيئة، بحضور سعادة أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة محمد حسن خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، وسعادة محمد العميمي، نائب رئيس شراكات الأعمال وخدمة العملاء في شركة اتصالات ، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية، ونخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي الموجّه للطفل.
واستعرض سعادة أحمد العامري خلال المؤتمر أبرز المحاور التي يشتمل عليها المهرجان الذي يأتي ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تدعيم أجيال المستقبل بكل ما يلزم من معارف ومهارات لتعزيز قدراتهم ومواهبهم والارتقاء بشخصياتهم، مستنداً في برامجه وفعالياته المتنوعة إلى توجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في تحويل المهرجان إلى منطلقُ استراتيجي للإبداع والابتكار.
وكشف العامري أن المهرجان في دورته العاشرة ينظّم 2600 فعالية، يشارك في تقديمها أكثر من 286 ضيفاً، إلى جانب استضافة 134 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، ستعرض إصداراتها على مساحة 2233 أمتار مربعة، وتتصدّر دولة الإمارات قائمة المشاركات بواقع 62 دار نشر، تليها لبنان بـ22 دار نشر، ومصر بـ21 دار نشر، والأردن والمملكة المتحدة بخمس دور نشر لكل منهما، إضافة إلى دور نشر من الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية، والصين، ودول أخرى.
وبيّن العامري أن جدول المهرجان هذا العام يوزّع فعالياته على حزمة من البرامج والأنشطة التفاعلية والهادفة، التي تشمل الفعاليات الثقافية، وبرنامج الطفل، ومقهى التواصل الاجتماعي، وركن الطهي، مشيراً إلى أنه للمرة الأولى في تاريخ المهرجان سيتم توزيع أماكن الورش التدريبية بين أجنحة دور النشر، حرصاً من الهيئة على زيادة جماهيرية الورش، وتقريب الأطفال من المواد المعرفية المكتوبة لكل ورشة، وتمكين أولياء الأمور من الاستمتاع أكثر بفعاليات المهرجان إلى جانب أطفالهم.
أربع شخصيات مرحة صديقة للأطفال
وأكد سعادة أحمد العامري أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل اختار لهذا العام أربع شخصيات كرتونية صديقة للأطفال، سترافقهم طوال رحلة شغفهم بالمعرفة والعلم على مدار أيام المهرجان، وهذه الشخصيات التي تم اختيار أسمائها من قبل متابعي صفحات المهرجان على مواقع التواصل الاجتماعي، هي: ومضة، وقلم، ونقطة، وشعاع، وتسعى الهيئة من خلالها إلى الاقتراب أكثر من عوالم الطفل، وتعزيز رؤية المهرجان في تقديم المعرفة والتوعية بالقراءة إلى جانب المرح، واللعب، والمتعة.
معرض آلة المستقبل.. نافذة نحو العلوم والمعارف
وكشف العامري عن تفاصيل معرض “آلة المستقبل”، الذي استحدثته الهيئة هذا العام لينضم إلى سلسلة الفعاليات والأنشطة التي يتضمنها المهرجان، بهدف فتح الآفاق الرحبة أمام الأطفال والأجيال الجديدة، واطلاعهم على مستقبل العلوم والمعارف، موضّحاً أن المعرض يقدّم تصورات، ونماذج بصرية ضمن عروض بصرية حيّة لأبرز ملامح التكنولوجيا المتقدمة في العصر الرقمي، إلى جانب ما يستعرضه من نماذج تعرّف بأساسات الذكاء الاصطناعي، ومبادئ عمل وصناعة الآليين (الروبوتات).
ولفت العامري إلى أن معرض “آلة المستقبل” سيمنح الأجيال الجديدة فرصة اكتشاف عوالم التقنية الحديثة المتقدمة، مشيراً إلى أن استحداث المعرض يصب في مصلحة ربط الأطفال بمقدرات التقنية، ويخولهم الاطلاع على تفاصيلها عن قرب أكثر، كما يعرّفهم على أبرز الملامح التي تشكّل الحياة العملية والمهنية في المستقبل.
معرض الكتب ثلاثية الأبعاد
وأعلن رئيس هيئة الشارقة للكتاب خلال المؤتمر عن استضافة المهرجان لمعرض “الكتب ثلاثية الأبعاد”، الذي يستعرض 250 كتاباً مجسّماً من مقتنيات “مركز الكتاب ثلاثي الأبعاد” في مدينة فورلي الإيطالية، تم اختيارها بناء على ثماني مجموعات زمنية وهي: البدايات (1880)، ومن ثلاثيات الأبعاد إلى المجسمات (1920)، وميلاد مصطلح “المجسمات” (1930)، وكتب المروحة (1940)، والمنجز العالمي (1950)، وكتب الكوباستا (1960)، ومرحلة الصور المجسمة (1970)، والألفية الجديدة المدهشة (2000).
استضافة المجلس الإيطالي لكتب اليافعين
وأشار العامري إلى استضافة المجلس الإيطالي لكتب اليافعين هذا العام في الدورة العاشرة من المهرجان، كضيف شرف في جناح المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، تماشياً مع حرص المجلس واهتمامه بمد جسور التعاون المشترك بين نظرائه من مختلف دول العالم، والالتقاء بهم في أحداث ثقافية تنظمها إمارة الشارقة للاطلاع عن كثب على التجارب التي تقدّم للأطفال واليافعين.
وأشار رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى أنه وعلى هامش الاحتفال بمشاركة المجلس الإيطالي، يستضيف المجلس الإماراتي عدداً من المؤلفين والرسامين الإيطاليين، أبرزهم الكاتبة المتخصصة في مؤلفات وقصص الأطفال بياتريس ماسيني، والرسام أندريا أنتينوري، والخبيرة غرازيا غوتي، كما سيتم تنظيم العديد من ورش العمل والفعاليات الثقافية والتفاعلية المختلفة احتفاء بهذه الاستضافة.
معرض رسوم كتب الأطفال
وكشف سعادة أحمد بن ركاض العامري عن تنظيم معرض رسوم كتب الأطفال بمشاركة 104 رسامين من 32 دولة، يعرضون 355 لوحة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تسجّل هذا العام المشاركة الأكبر في تاريخ هذا المعرض الاحترافي، حيث يصل عدد الرسامين المشاركين منها إلى 12 رساماً، فيما يبلغ عدد الرسامين العرب المشاركين نحو 29 رساماً، إضافة إلى 67 رساماً من بقية دول العالم.
ضيوف عرب وأجانب يتحدثون أمام زوار المهرجان
وعرضت خولة المجيني، منسق فعاليات في هيئة الشارقة للكتاب، عدداً من أبرز أسماء ضيوف المهرجان العرب والأجانب، الذين سيشاركون في الفعاليات والعروض المختلفة التي يتضمنها، ومن بينهم: الممثلة المصرية صابرين، صاحبة الأعمال التلفزيونية والسينمائية العديدة، وهيفاء حسين، الممثلة البحرينية صاحبة الحضور اللافت في التلفزيون العربي، التي أطلت على الجمهور في التلفزيون، والمسرح، والسينما، وعبدالرحمن أبو زهرة: الممثل المصري صاحب التاريخ الطويل في السينما، والتلفزيون والمسرح، والفنان الجزائري طارق العربي طرقان، الذي أسهم في كتابة وغناء وإعداد أكثر من 1000 أغنية داخلية وشارة لمسلسلات وأفلام كرتونية شهيرة عدّة، والفنانة السورية أمل حويجة، صاحبة الصوت المميز الذي جال في أروقة الطفولة، حيث قدّمت دبلجات صوتية لمسلسلات كرتونية مميزة عديدة.
ويستضيف المهرجان أيضاً الفنان المصري حسن يوسف، مدير عام المسرح القومي للأطفال التابع لهيئة المسرح بوزارة الثقافة المصرية، والفنان المغربي صفوان لقاح، المتخصص في رسوم الأطفال، والدكتورة الريم بنت مفوِّز الفواز، أستاذ الأدب والنقد المساعد في قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتقى عبد الرحيم، المعلمة والناشطة العراقية المدنية وصاحبة مبادرة “وايتس” Whites التي تهتم بالمرأة والطفل، ومن الإمارات، الكاتب والقاص الدكتور عبد الرضا السجواني، والكاتبة والرسامة نون عبد الله، والرسامة أسماء الرميثي، والرسامة علياء البادي، والروائية نادية النجار.
أما بالنسبة للضيوف الأجانب، فمن أبرزهم الصحافية وكاتبة الأطفال البريطانية سيبيل باوندر، والشاعر ومؤلف كتب الأطفال الأمريكي مارك غونزاليز، والكاتبة الهندية الحائزة على جوائز في مجال الكتابة للأطفال ناتاشا شارما، والممثل والمنتج الهندي فارون بروثي، والرسام والمؤلف البريطاني إد فير، والمؤلفة الأمريكية الحائزة على جوائز في مجال كتب الأطفال ميراندا بول وغيرهم الكثير.
برنامج الطفل.. ورش عمل وبرامج تفاعلية
وكشفت المجيني أنه للمرة الأولى في تاريخ المهرجان، سيتم تنظيم سلسلة من الورش والبرامج والأنشطة الصباحية المخصصة لطلبة المدارس والمعلمين، يقدمها نخبة من المتخصصين في الفنون، والآداب، وأساليب التعليم، إضافة إلى باقة متنوعة من ورش العمل التثقيفية والتعليمية، التي تقام بالتعاون مع أشهر المراكز المعتمدة والمتخصصة في مجال ورش العمل العلمية والفنية والتربوية.
ويستضيف المهرجان هذا العام “فان روبوتيكس”، أول مركز متخصص للروبوتات في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يهدف إلى توفير فرص للأطفال والكبار من أجل تطوير معارفهم ومهاراتهم في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والميكانيكا، والتعبير عن قدراتهم الإبداعية بالطرق الإبداعية التي تسمح بتطوير مداركهم وخبراتهم بالشكل الأمثل، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تطبيقية تشرف عليها مجموعة “محققون بارعون” البريطانية المتخصصة في محاكاة الجريمة الوهمية مسرحياً.
عروض مسرحية تغرس القيم النبيلة في نفوس الصغار
وفيما يتعلق بالعروض المسرحية، أشارت خولة المجيني إلى أن الدورة العاشرة من المهرجان تتضمن العديد من العروض المسرحية والفنية العالمية، الهادفة إلى غرس القيم الإنسانية النبيلة في نفوس الصغار، ومنها مسرحيتيّ “توتا والقردة شيتا” و”جزيرة كيدز إيريا” من الكويت، وعروض الصور المجسمة “هارا هيروكي”.
مقهى التواصل الاجتماعي.. توعية وتثقيف
وأوضحت المجيني أن مقهى التواصل الاجتماعي يشهد مشاركة عدد من مشاهير ومؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، صغاراً وكباراً، بهدف إثراء الحصيلة المعرفية للأطفال، وتقديم معلومات شيّقة ومفيدة لهم، فضلاً عن تعزيز الوعي حول أبرز التهديدات والمخاطر التي تترتب على تبادل المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وطرق الاستخدام الصحيح والآمن لهذا المواقع، وغيرها من المعلومات الضرورة لروّاد منصات التواصل.
“ركن الطهي” يصنع من كل طفل طاهياً وخبيراً في التغذية
وتحدثت خولة عن ركن الطهي الذي يستضيف نخبة من أشهر الطهاة على مستوى العالم، الذين سيقدمون 134 فعالية، تتوزع بين عروض الطهي الحي، ومسابقة “تحدي الطاهي الصغير”، التي تضم فئتين هما: تحدي الطاهي الصغير – فئة الأطفال من عمر 6 إلى 10 أعوام، وتحدي الطاهي الصغير – فئة اليافعين من عمر 11 إلى 16 عاماً.
ومن أبرز ضيوف ركن الطهي: الطاهية الكندية بال أرنسون، والطاهية البريطانية نانسي ماكدوغال، والطاهية البريطانية لارا ستار، أخصائية ترويج كتب الأطفال في دار كرونيكلز للنشر، والطاهية الكندية من أصول عربية سوزان حسيني، مؤلفة كتابي الطهي “حين تطبخ سوزان”، و”النكهات العربية العصرية” والطاهية الإماراتية ماجدة جاسم، التي ساعدتها موهبتها وشغفها بالطهي والمطبخ في ابتكار وصفات خاصة بها، وهي تمتاز بأسلوبها الفريد الذي يجمع بين النمطين الخليجي والعالمي.
وكشفت المجيني تفاصيل المسابقات التي يطلقها المهرجان للمرة الأولى هذا العالم: “ينظم المهرجان مسابقة بعنوان “تقرير طلبة المدارس”، تقدم جائزة يومية لأفضل تقرير مكتوب يتناول واحدة من ندوات المهرجان، و”جائزة المبتكرين” المخصصة للأطفال الموهوبين، الذين يقدمون أفكاراً رائدة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية، و”مسابقة الطاهي الصغير” التي يتنافس فيها مجموعة من الطهاة الصغار لنيل استحسان الحكام على الوجبات التي يعدونها بأنفسهم”.
ومن جهته قال سعادة محمد حسن خلف، في كلمة الراعي الإعلامي للمهرجان: “تخصص مؤسسة الشارقة للإعلام سنوياً كادراً متخصصاً من الإعلاميين، لمتابعة مجرياته، وتغطية أحداثه، وفعالياته بكافة الوسائل الإعلامية، التلفزيونية منها، والإذاعية، والإلكترونية، حيث توفر المؤسسة تغطية يومية للمهرجان من خلال برنامج “صباح الشارقة” الذي يبث من قلب الحدث يومياً ما عدا الجمعة، وتقدم متابعة متواصلة من خلال برنامج “أطفالنا والكتاب”، كما سيكون لبرنامجي “أماسي” و”أدب وفن” نصيب من هذه التغطية، إلى جانب التغطيات والتقارير الخاصة التي تعرض عبر نشرات “أخبار الدار”، والترويج للمهرجان عبر إذاعة وتلفزيون الشارقة، فيما ستعمل إذاعة الشارقة على تغطية المهرجان عبر برنامجها “الأثير”.
وأوضح سعادة محمد خلف أن مؤسسة الشارقة للإعلام تفخر أن تكون واحدة من الدعائم الرئيسية التي يستند عليها مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نقل رسالته وتعزيز حضوره على المستوى المحلي والعالمي. مؤكداً أن ما تقدمه المؤسسة من تغطيات، وما تعرضه من حوارات، وما تنقله من أنشطه، يعد جوهر رسالتها، وصلب هويتها، فهي مؤسسة للارتقاء بالمجتمع، ورفع مستواه الحضاري، قبل أن تكون مؤسسة إعلامية لها دورها المعروف.
وتقام الدورة العاشرة من المهرجان بالتعاون مع نخبة من الرعاة والشركاء وهم: الراعي الرسمي: شركة “اتصالات”، والراعي الإعلامي: مؤسسة الشارقة للإعلام، والشريك الاستراتيجي: مركز إكسبو الشارقة، إضافة إلى العديد من المؤسسات والهيئات المشاركة في تنظيم الفعاليات والعروض، والجهات المعنية بالعمل الثقافي والتربوي.
يشار إلى أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يعتبر من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.