|  آخر تحديث مارس 29, 2018 , 15:33 م

حاكم الشارقة يحذر من استغلال الظلامــيين التقنيات الحديثة للتأثير في النشء


حاكم الشارقة يحذر من استغلال الظلامــيين التقنيات الحديثة للتأثير في النشء



أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً في التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها، مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.

ولفت سموه إلى أن التقنية الحديثة سلاح خطير، وهو السلاح الذي دخل علينا قبل بضع سنوات، وأصبح أخطر شيء في يد العبث، والظلاميين الذين يأخذون أبناءنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم.

 

 

وأشار سموه إلى أن إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات وتقدمها بعيداً عن الركون للهزائم، مستدلاً سموه بتجارب عدد من الدول الكبرى التي عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثالاً لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، في حفل افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في نسخته السابعة، الذي ينظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار «الألفية الرقمية… إلى أين؟»

 

واستهل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي كلمته بالترحيب بضيوف المنتدى، مبتدئاً سموه حديثه عن الأجيال السابقة وتطلعاتها وما يجب عليه أن يكون المستقبل، قائلاً: نحن من الجيل القديم، وسأعبر بكم أكثر من 45 عاماً لكن إلى الوراء، لنرى ما كان، وما يجب أن نكون عليه، فنحن في الشرق هُزمنا هزيمة كبيرة في سنة 1967 وما زال شعور الهزيمة يسيطر علينا.

وتابع سموه: أنا من جيل الهزيمة، بل كنتُ في وسطها، وكنت يومها أردد ما قاله الأديب الفرنسي إنطوان ارنولد في نصه «الورقة الجافة» المعّبر عن حالة اليأس، وأتخيل نفسي تلك الورقة الجافة في مهب الريح.

ولفت سموه إلى أن الشعور الطاغي على الشعوب العربية في تلك الفترة كان سلبياً، مبيناً سموه أنه لم يكن وحده في ذلك الشعور العام، الذي مثّل نهاية النموذج القومي للإنسان العربي، تاركاً تفكير الإنسان العربي مشلولاً، وشعوره بأن صفحة قد طُويت، وفي نفس الوقت مثّلت استنزافاً لكل المنظومات والنظريات التي سادت في تلك الفترة وبعدها، وتركتنا في مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

 

وتحدث سموه عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربي، قائلاً «بدا الإنسان العربي أنه في عمق أزمة، يرى البعض أنها أزمة هوية، ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية، وبقينا كذلك إلى يومنا هذا، نتيّه في التيّه، وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة، فعلى أي أساس أرتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته».

وأكد سموه أننا يجب أن نرتقي ونحوّل بقايا تلك الهزيمة إلى فعل جاد ونأخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، لنعرف ما هي الخطوات التي اتبعوها للتطور والتقدم، وبذلك نكون قد وضعنا يدنا على المجتمع الذي سنسلمه سلاحاً خطيراً وهو التقنية الحديثة، وهو السلاح الذي دخل علينا قبل بضع سنوات، وأصبح أخطر شيء في يد العبث، والظلاميين الذين يأخذون أبناءنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم.

وبيّن سموه قائلاً: «أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه، وأنتم تنظرون إليه من باب التطور»، مضيفاً سموه: «لا بد قبل أن نبدأ في طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا، وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات، وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل، وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعي وإيمان إنساني يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا في تدمير الشعوب».

ووجه سموه رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلاً «مسؤوليتنا أن نراقب أبناءنا وبناتنا الذين أدمنوا على هذه الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيداً عن واقعهم».

كما دعا سموه الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى أبنائنا وبناتنا حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط، قائلاً سموه «اجيبوني وابحثوا ونحن بعد ذلك نشرع الأبواب، فلتأتي هذه التكنولوجيا الجديدة، ولا نخافها لأننا محصنون».

 

 

وألقى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كلمة أكد فيها ضرورة إدراك الحكومات لتسارع التطورات التقنية التي تهدد تلاشي وسائل التواصل التقليدية وتتطلب إعداد التجهيزات للاستعداد للمراحل المستقبلية التي يصعب التنبؤ بتطوراتها ومدى قفزاتها، مشيراً إلى أن وسائل الثورة الرقمية تتطور بشكل هائل وسريع ربما يفوق حتى سرعة الصوت ومنها ما يتلاشى في الوقت الذي تبقى به وسائل أخرى، مستعرضاً المراحل المقبلة وفقاً لما تشهده التقنية من مفاجآت وتطورات، مؤكداً ضرورة إعداد الخطط والآليات والبرامج التي تساهم في تسهيل سبل الحوار مع أجيال المستقبل ومخاطبتهم وفق لغتهم الرقمية للحفاظ على التواصل المستمر بين الحكومة وجمهورها.

وتناول رئيس مجلس الشارقة للإعلام حكاية مستقبلية جسّدها في الطفل (عمر) وهو من الأجيال التي نشأت وترعرعت في ظل العصر الرقمي، والذي باتت ألعابه لا تشبه ألعاب طفولة الحاضر والماضي فكلها رقمية وكذلك طريقة تواصله، متطرقاً إلى توقعات المراحل المستقبلية القادمة التي ربما يتلاشى فيها الهاتف النقال وتتغير وسائل التواصل الاجتماعي لتكون من تاريخ الأجداد ويحل محلها أدوات تواصل أخرى.

وأشار إلى أبرز أبحاث تقنية المستقبل التي تتناول التواصل بالتخاطر بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر دون تدخل الآلة وربما بأدوات جديدة لم يتصورها العقل البشري حالياً، لافتاً إلى تقنية الواقع المعزز للحصول على المعلومات التي يحتاجها الشخص دون الحاجة إلى الاتصال بجهاز الحاسوب أو الهاتف الذكي، وإلى توقعات تمكّن العقول بعد التواصل بسحابة مرتبطة بآلاف أجهزة الكمبيوتر من تضخيم الذكاء الأصلي ليصبح تفكيراً اصطناعياً، كما أطلقت عليه أبحاث المرحلة الماضية بالتفكير الهجين.

وأضاف قائلاً «قد تبدو هذه الأفكار الخارجة عن نطاق إدراكنا الحالي غريبة نوعاً ما وغير قابلة للتطبيق، ولكن يجب أن نتذكر أنه منذ 15 سنة فقط لم يكن لنا أن نتصور أن نحمل مكتبنا ومنزلنا وحسابنا المصرفي وكتبنا وصورنا كلها في جيّبنا وفي آلة واحدة اسمها الهاتف الذكي، مؤكداً أهمية التفكير في مستقبل الاتصال الإنساني، وطبيعة تواصل الحكومات مع شعوبها في المستقبل في سياق هذا التطور الجذري الهائل في طريقة تواصلنا مع بعضنا وتواصلنا مع الآلة».

واختتم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كلمته متحدثاً عن وسيلة التواصل المستقبلية القادرة على أن تتفوق على الهاتف الذكي الذي تمكن من جمع العالم بكل أبعاده وصلاته في شريحة صغيرة، مشيراً إلى حكاية الطفل (عمر) الذي طرحه كشخصية تمثل أجيال السنوات القادمة مقدماً تساؤله للحكومات: «ماذا أعددنا كحكومات لمرحلة (عمر) وما بعده؟».

 

 

وألقت الدكتورة أمينة غريب، ضيف شرف المنتدى، كلمة عبّرت فيها عن شكرها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على استضافتها في هذا المنتدى المهم الذي يهدف إلى تمكين حكومات المنطقة من التواصل بفعالية مع شعوبها، ويشكل في الوقت ذاته مدعاة فخر لقادة دولة الإمارات.

وتجول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، بعد حفل الافتتاح في أروقة المنتدى، مطلعاً سموه على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع جانباً من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات المشاركة، واستمع سموه إلى شرح مفصل عن منصات وأجنحة الجهات المشاركة.

وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي رئيسة جامعة زايد لـ(البيان) أن المنتدى يلعب دوراً حيوياً في تطوير ممارسات الاتصال المؤسسي داخل الدولة وعلى مستوى دول المنطقة، كما أنه يمثل منصة مثالية لتلاقي الآراء ووجهات النظر بين القادة والمسؤولين وصناع الرأي والفكر بشأن الدور المتنامي لمنظومة الاتصال والإعلام وتأثيرها في إبراز الجهود الحكومية.

من جهتها قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة لـ”البيان” إن المنتدى منصة جاذبة لكافة رواد الاتصال خصوصاً في ظل التطور الهائل الذي طرأ على أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة وما تبعه من تغيير في المفهوم التقليدي للعمل الإعلامي.

 

 

سموه يثني على مجلس شورى أطفال الشارقة

شارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال زيارة سموه إلى منصة مجلس شورى أطفال الشارقة ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، جانباً من الجلسة الثالثة للمجلس في دورة الانعقاد الـ 15، والتي أقيمت تحت شعار «معاً نبني وطن الخير»، والمقامة برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وذلك في مركز إكسبو الشارقة.

ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة بوفود ملتقى الشارقة للأطفال العرب وتمنى لهم إقامة سعيدة في الشارقة، وحثّهم على البقاء على تواصل مع بعضهم البعض بعد مغادرة دولة الإمارات؛ وأن يتعاونوا معاً على بلوِرة أفكارهم المشتركة، ويطوروا ما تعلموه خلال فعاليات الملتقى من أجل تحقيق أحلامهم. وأثنى سموه على مجلس شورى أطفال الشارقة قائلاً «إن هذه التجربة غنية بالنسبة للأطفال لأننا نحن نعطي الأطفال الجرأة والتحدث وتكوين الأفكار السديدة النيرة؛ وهؤلاء سيكونون هم في القيادات ما داموا في صغرهم يقودون هذه المجموعة؛ ونحن زرناكم اليوم لنرحب بكم ونتمنى لكم كل التوفيق والسداد».

وأثنى سموه على جهود مجلس شورى أطفال الشارقة لاستضافة أشقائهم العرب في هذه الجلسة الهامة، التي تتناول الاستدامة في التعليم، وكيفية الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتطوير معارفهم، واستكشاف مواهبهم ليكونوا في طليعة الأجيال المتميزة التي تبني مستقبلاً أكثر أماناً واستقراراً واستدامة.واستضافت الجلسة الثالثة لمجلس شورى أطفال الشارقة كلاً من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس اللجنة العليا ي في إمارة الشارقة، والد كتورة نجلاء النقبي مدير برامج الابتكار والتعلم الإلكتروني بدائرة التعليم والمعرفة ADEK حيث تناولت محور دور تكنولوجيا المعلومات في التعليم والتعلم والاطلاع على أبرز المزايا والإيجابيات لاستخدام التكنولوجيا في التعليم الذاتي.

وأوصى نواب مجلس شورى أطفال الشارقة بإنشاء منصة إلكترونية باسم أطفال الشارقة بالتعاون مع قناة عالمية على أن تتواجد أحد فروعها بالدولة، أو قناة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتفعيل تكنولوجيا التعليم من خلالها؛ كما أوصى المجلس باستحداث جائزة للأطفال لدعم الاستدامة بالدولة.

 

 

 

 

الجلسة الافتتاحية تدعو لتكامل الحكومات مع «الخاص»

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة السابعة من المنتدى، والتي أقيمت تحت عنوان «الحكومات والقطاع الخاص.. ماهيتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي».وشارك في الجلسة مصطفى الخلفي الوزير المنتدب والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، وشون سبايسر المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، ونجيب ساويرس الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة في مصر، وأدارها الإعلامي محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام.

 

 

وتناولت الجلسة عدة تساؤلات حول مدى خطورة الشركات العاملة في مجال بيع المعلومات، وحساسية العلاقة بين القطاعين الحكومي والخاص، وتأثير التحول الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي على المتغيرات الاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية.

وأكد شون سبايسر أن الولايات المتحدة الأميركية لديها قطاع خاص كبير وضخم يقود حراك التكنولوجيا ويقدمها ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، مضيفاً أن ما تحتاجه الحكومات في التعامل مع القطاع الخاص هو تحقيق التوازن على مختلف المستويات، الأخلاقية، والأمنية، والاقتصادية، مشيراً إلى أن المستخدمين الذين ينشؤون حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي يوافقون على شروط كثيرة من دون قراءتها، وهذه الشروط تمنح الشركات الخاصة حق التصرف والاستفادة من معلوماتهم الشخصية.

واعتبر شون سبايسر أن التعامل مع الجمهور يضع الحكومات أمام جملة من التحديات، أهمها، أن الجماهير ترى في تدخل الحكومات فرضاً لنظام، وحجباً لمعلومات، وتراجعاً لمستوى الحريات، الأمر الذي يحتم على الحكومات انتهاج سياسة الشفافية في تعاملها مع الجمهور.

 

بدوره أكد نجيب ساويرس أن القطاع الخاص ينظر إلى التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي نظرة ربحية، وغرضه منها تحقيق المكاسب، في الوقت الذي ينظر القطاع الحكومي إلى هذا التحوّل الرقمي بوصفه خروجاً عن السيطرة، لافتاً إلى أن الحكومات كانت في زمن التلفزيون قادرة على ضبط المعلومات وتقنينها، فيما هي اليوم غير قادرة على فرض سيطرتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وشدد ساويرس على ضرورة وجود منظم محايد لضبط آلية تعامل القطاع الخاص مع الجمهور، وفي الوقت نفسه الالتزام بمعايير ومحددات تكفل عدم التلاعب بالمعلومات وتضمن حمايتها، مشيراً إلى أن المنظم يمكن أن يكون لجنة تضم مؤسسات مجتمع مدني، مع ممثلين عن القطاع الخاص، إلى جانب ممثلي القطاع الحكومي.

 

 

من جانبه أجاب مصطفى الخلفي على تساؤل: كيف يمكن التعامل مع خطر تحول كل مستخدم للوسائل الذكية والرقمية، إلى إعلامي، وصانع للمعلومة؟ بالقول: أعتقد أن الثورة الرقمية فرصةٌ وتحدٍ في الوقت نفسه، فعندما تغيب الحكومات والمجتمع المدني، نكون إزاء مشكلات كبيرة، لذلك ينبغي بناء علاقة تكاملية بين الحكومات والقطاع الخاص، حيث يبقى الأمن الرقمي، والسياسة الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية، مسؤولية حكومية، ولا يمكن للقطاع الخاص التعامل معها.

ونبّه الخلفي إلى أهمية أن تظل الحكومات مواكبة لما يجري على صعيد التكنولوجيا، والتطبيقات الذكية، مؤكداً أنه في حال غياب القطاع الحكومي عن هذا التحول لن تتمكن من إنتاج خطاب مضاد لما توظفه بعض الجهات، والجماعات، من أفكار متطرفة وإرهابية، وستتولى هذه الجهات تقديم صور عن الحكومات بما يخدم مصالحها.

وعرض الخلفي تجربة المملكة المغربية في توظيفها للمنصات الإلكترونية وإشراك المواطن المغربي في صنع القرار، وقال: كانت المغرب تحتل المرتبة 117 عالمياً على مستوى إشراك المواطن في صناعة القرار الوطني، وخلال عشرة أعوام، باتت تحتل المرتبة 17، بعد أن استحدثت منصات للتواصل مع الجمهور.

كما حضر صاحب السمو حاكم الشارقة الخطابات التفاعلية الخمسة التي تلت الجلسة الافتتاحية، حيث تناولت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل، فيما عرض تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة، وجهة نظره حول «مستقبل البيانات المفتوحة».كما تحدث تانمي باكشي أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم وعضو فريق «آي بي إم» للذكاء الاصطناعي، عن التحديات والفرص الكامنة في الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي.وتطرق خليفة حسن الشامسي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة لمجموعة اتصالات إلى موضوع «قطاع الاتصالات ودعم حكومات المستقبل»، بينما تحدث سايمون آنهولت مستشار السياسات ومؤسس مؤشرات «الدول الجيدة والبلد الجيد والعلامات التجارية للدول»، عن أفضل ممارسات التواصل في سبيل «الدولة الجيدة».

 

 

نورة الكعبي: قيادتنا أرست قواعد الاتصال الحكومي مبكراً

أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، في خطابها التفاعلي الذي حمل عنوان «دور القيادات الشابة في حكومات المستقبل»، أن قيادة دولة الإمارات حرصت منذ قيام الدولة على ترسيخ قواعد الاتصال بينها وبين الشعب، إذ كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أول من تبنى أسس التواصل اليومي مع الشعب عبر المجالس والزيارات الميدانية والتفقدية للمواطنين والمقيمين في أنحاء الإمارات، وأسس الأب القائد مبكراً لهذا النهج الذي لا يزال ميزة تنفرد بها قيادتنا الرشيدة إلى الآن.

 

 

وقالت الكعبي إنه بالعودة بالذاكرة إلى 50 عاماً مضت، فإننا نرى كيف كان هناك اتصال بين الحاكم والمحكوم، وكيف تطورت هذه العلاقة بين القيادة ومختلف شرائح المجتمع، إذ كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد يتواصل يومياً مع شعبه ويشاركهم في الاحتفالات والمناسبات والمجالس والمراكز وغيرها.

وأشارت إلى أنه من أهم صفات القائد، القدرة على التواصل مع الشعب، وهو ما يجعل قنوات التواصل من الوسائل الفعالة في مسيرة التنمية وتطوير المعرفة والابتكار وتحرك الشعوب نحو المزيد من التقدم والازدهار، مستشهدة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين أكد على أن «التطورات العالمية حولنا متغيرة ومتسارعة، والتركيز على القضايا والأولويات التي تهم الناس يتغير أيضاً، في عالم متسارع، ما يتطلب منا تواصلاً ومرونة أكبر في التعاطي معها، والتواصل مع الجماهير المعنية بشكل أكثر فاعلية من جانب آخر»، مضيفة أن التطورات حولنا تتطلب تطوير أنظمة تواصل مبتكرة وأكثر مرونة، وهو ما يجعل الاتصال الحكومي إحدى ركائز ودعائم صنع القرار الحكومي في الدولة من خلال إيصال الرسائل الإعلامية، وبناء الكوادر المتخصصة، وتطوير آليات التواصل والتخطيط الإعلامي الفعال.

 

 

وقالت معالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: هناك طفرة عالمية في مجال الاتصال والذكاء الاصطناعي، وعمادها المستخدمون وخاصة شريحة الشباب التي ضغطت على الحكومات في تسريع تبني الأفكار الجديدة، لأن تلك الحكومات تمتلك هياكل تواصل تعود إلى حقبة التسعينيات من القرن الماضي، فيما يجب عليها تبني خطاب حكومي يكون بلغة الشباب.

وعرضت الكعبي تجربة برنامج «صنّاع الأمل» الذي يندرج ضمن استراتيجية دولة الإمارات في تعزيز جسور التواصل مع الشباب، إذ حقق أكثر من أربعين ألف مشاركة في ثلاثة أيام، وغيره الكثير من المبادرات، موضحة أن الاتصال الحكومي مع الشباب لا يقتصر على نشر الرسائل المعتادة، بل علينا أن ندرك أهمية بث رسائل حكومية موجهة وقادرة على مواكبة توجهاتهم، مع التأكيد على استمرار الاستثمار في إيصال الخطاب الحكومي عبر وسائل مختلفة، وتدريب الخبرات والمهارات الشابة للتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الهواتف الذكية، لافتة إلى أهمية الشباب في قياس تأثير الرسائل الاتصالية، وتوظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، بالتالي يجب تشجيعهم وجذبهم للتخصص في هندسة الذكاء الاصطناعي.

ورداً على كيفية تعزيز أداء الاتصال الحكومي مع الشباب، قالت معالي نورة محمد الكعبي، إن الزمن يتغير، فقبل 10 سنوات كان الفيسبوك هو القناة الوحيدة للتواصل الاجتماعي، والآن هناك عشرات الوسائل الأخرى، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة تحديد دور التواصل الحكومي وهيكلته ليكون قادراً على توجيه الرسائل الصحيحة إلى الفئة المناسبة، وذلك يستدعي التنسيق بين الجهات الحكومية دائماً، داعية إلى مواصلة الاستثمار في المواهب والمهارات وتطوير قدرات الشباب لقيادة المستقبل القائم على الابتكار.

 

 

تحدث تانماي باكشي، أصغر خبير ذكاء اصطناعي في العالم، في خطابه التفاعلي عن «الذكاء الاصطناعي كمفتاح لمستقبل الاتصال الحكومي»، متناولاً خلاله عرضاً لأهم الخيارات التقنية، والابتكارات الحديثة على مستوى الواقع التكنولوجي، والثورة الصناعية الرابعة، والعوامل التي يحققها الذكاء الاصطناعي في تطوير وتنمية واقع الاتصال الحكومي بالعالم.وأوضح باكشي أن ما نشهده من واقع تكنولوجي متقدم في عالمنا الراهن، وانتشار ملموس لمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع الفاعلة على الشبكة العنكبوتية لم يكن وليد الصدفة، بل بُني بجهود مضنية، أساسها تشكّل من الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذا التقدم أسهم في طرح أسئلة حول ماهية الاختلاف بين تفكير الإنسان والتفكير الاصطناعي، الأمر الذي أوجد تنافساً ملحوظاً على صعيد الارتقاء بوتيرة خدمة أداء الأعمال.

وأكد تانماي باكشي أن الإمارات أولت اهتماماً بالغاً بالذكاء الاصطناعي عبر مبادرات عدة، منها إطلاق استراتيجية «الإمارات للذكاء الاصطناعي»، وإنشاء وزارة خاصة به.

وقال باكشي: «أستهدف من خلال الذكاء الاصطناعي الوصول إلى 100 ألف شاب، لمساعدتهم في عملية التطوير والابتكار في التكنولوجيا الرقمية الحديثة، إضافة إلى توظيف الذكاء في الرعاية الصحية الذهنية والعقلية، من خلال وضع أدوات تسمح للأطباء بتشخيص الاعتلالات الذهنية لبعض المرضى الذين لا يتمكنون من التواصل بشكل طبيعي، من خلال ابتكار يسمح للأطباء بمعرفة أنظمتهم الدماغية».

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي نظام مميز يسمح للتكنولوجيا بأن تقوم بما لا يقوم به الإنسان، ويمكن توظيف الذكاء مع القدرات البشرية المميزة للتعامل مع الكثير من البيانات اليومية، مبيناً أن النمو المتسارع للتكنولوجيا يتطلب مرافقين أكفاء لذلك النمو.

وأوضح باكشي أن الدولة التي تريد السبق والريادة عليها أن تستخدم الذكاء الاصطناعي في المرافق كافة، وذلك لما يمثله من ركيزة أساسية لاستشراف المستقبل ولخدمة الإنسانية، وليس لاستبداله، لافتاً إلى أن دولة الإمارات بدأت رحلتها إلى المستقبل منذ وقت مبكر، ما يعزز جهودها في صناعة المستقبل وتبني أدواته، انسجاماً مع التحولات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم.

 

 

آنهولت: التواصل الناجح بين الحكومات والشعوب يحقق التقدم

 

توقف سايمون آنهولت، مستشار السياسات ومؤسس مؤشرات «الدول الجيدة» و«البلد الجيد» و«العلامات التجارية للدول»، في خطابه التفاعلي، عند أهمية الاتصال بالنسبة للحكومات، والتأثير الذي يلعبه على صعيد تواصلها مع الجماهير، حيث دعا إلى ضرورة تبني الحكومات لأساليب تواصل ناجحة مع الشعوب، بهدف تحقيق التقدم المطلوب.

واعتبر آنهولت أن سمعة البلد الجيد عامل أساسي ومهم يخدم مسيرة التقدم والتطور، قائلاً: الجميع حول العالم يدرك أن صورة البلد وسمعته مهمة بشكل أساسي بما يتعلق بمجالات النمو والتقدم، لذلك يجب على الحكومات أن تفكر كثيراً بصورتها وسمعتها، وأن تعمل على تحسينها إذا أمكن ذلك، خصوصاً أن سمعة البلدان تقودها العملية الاتصالية، وإن أي شخص في العالم يعتبر ممثلاً للبلد الذي ينتمي له، ويمكنه أن يصدّر رسائل إما إيجابية وإما سلبية عنه.وأوضح آنهولت أن هناك بلداناً تواجه تحديات كبيرة في وقتنا الراهن، منها ما يفتقر للموارد سواء كانت اقتصادية أو ثقافية، الأمر الذي يسهم في زعزعة حضور البلد على مراتب التصنيف المتقدم للدول صاحبة السمعة والمكانة الجيدة.

 

 

تيموثي: «البيانات المفتوحة» تسهم في الحفاظ على المنظومة البيئية

 

تناول السير تيموثي جون بيرنرز لي، مخترع الإنترنت ورئيس معهد البيانات المفتوحة بالمملكة المتحدة، في خطابه التفاعلي «مستقبل البيانات المفتوحة»، مستهلاً حديثه بالإشارة إلى الدوافع، التي أدت إلى وجود بيانات مفتوحة المصدر على الإنترنت، لافتاً إلى أن البيانات في السابق كانت توجد ضمن ملفات وأوراق، لكن ومع تقدم مجالات التقنية وتسارع وتيرة ثورة شبكة الإنترنت بات لزاماً أن توجد البيانات بشكلها الدقيق على الشبكة كي يتسنى لجميع الراغبين الحصول عليها بيسر وسلاسة.

واستعرض تيموثي لي النصائح التي قدّمها للحكومة البريطانية ممثلة برئيس الوزراء الأسبق غوردون براون في سبيل إتاحة بيانات الحكومة البريطانية عبر شبكة الإنترنت، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تصب في مصلحة العلاقة بين الحكومة والجماهير من جهة، ومن جهة أخرى تسهم في الحفاظ على المنظومة البيئية لإنشاء واستحداث البيانات واستخدامها، حيث لفت إلى وجود كم كبير من الدول التي تتنافس على تقديم معلومات حكومية خاصة بها على شبكة الإنترنت.

وتطرق السير تيموثي جون بيرنرز لي إلى الدور الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الصدد، لافتاً إلى أنها تحمل في قواعدها بيانات هائلة وضعها المستخدمون بحسن نية، وذلك في سبيل إنجاح العملية التواصلية.

 

 

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com