تحتفل الكويت الشقيقة هذه الأيام بثلاث مناسبات غالية على شعبها وكل الشعوب العربية، وهي اليوم الوطني الـ57 والذكرى الـ27 لعيد التحرير، والذكرى الـ12 لتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد.
وتأتي هذه الاحتفالات فيما تتسم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة بالمتانة والرسوخ، وترتكز على دعائم ثابتة وأرضية صلبة تنطلق من حرص القيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين على دعم وتطوير هذه العلاقات في جميع المجالات حتى أصبحت نموذجاً يحتذى لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فخلال السنوات الماضية قدمت القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين الإرادة القوية والدعم المتواصل لدفع العلاقات العميقة والراسخة بينهما إلى آفاق رحبة تضعها في مرتبة العلاقات الخاصة والمتميزة على مختلف المستويات، الأمر الذي عكس مستوى من التميز والرقي قلما تتصف به العلاقات بين الدول.
وشهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة محطات بارزة بالتميز أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدماً سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين، وقد أرسى دعائم هذه العلاقة التي جمعت دولة الإمارات وشقيقتها دولة الكويت المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- وأخيه الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله، في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن.
ويؤكد الخبراء أن المستقبل يحمل الكثير من التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، سواء ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي أو عبر التعاون الثنائي، كذلك التحديات المستقبلية التي تواجه البلدين مشتركة، سواء الاقتصادية أو السياسية والعمل سوياً على وضع قواعد عملية للتعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات.
وأشاروا إلى أن من بين أهم ما يميز العلاقات الثنائية بين البلدين التفاهم الكامل والشفافية والمصداقية والصداقة العميقة ليس على مستوى القيادات والحكومات فقط بل بين الشعبين أيضاً، الأمر الذي أدى إلى أن تستمر هذه العلاقات وتتطور من دون أن تواجه أزمات، بل يمكن اعتبارها نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، حفظه الله، حيث تعتبر هذه العلاقة مثالاً للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، وما أضفى على هذه العلاقة من الزيارات المتبادلة بين القيادتين ومنها الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى دولة الكويت بتاريخ 28 مارس 2005 بعد توليه مهام الحكم حيث أعطت الزيارة قوة دفع وزخماً كبيرا للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وكانت آخر زيارة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى دولة الإمارات في يونيو 2017، حيث أقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصر سموه في زعبيل مأدبة إفطار تكريماً له، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيوخ وكبار المسؤولين.
كما وتشهد العلاقات السياسية بين دولة الكويت ودولة الإمارات تطوراً ملحوظا يعكسه التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصلحة الجانبين، معززة بالزيارات الرسمية المتبادلة رفيعة المستوى بين المسؤولين في البلدين الشقيقين.
وعلى المستوى الخليجي تتوافق الرؤى بين الإمارات والكويت تجاه مجمل القضايا الإقليمية، ففي اختتام قمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ38 أعمالها في الكويت أكد «إعلان الكويت» أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -التي أقرها المجلس الأعلى في ديسمبر عام 2015- وضعت الأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات، كما أكد على ضرورة مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول المجلس والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولاً إلى الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025 وفق برامج عملية محددة.
وفي الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي استضافته دولة الكويت أخيراً، أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية على أهمية الاجتماع الذي يؤكد التزام دولة الإمارات بالتحالف ضد «داعش» ويعبّر عن قناعة الإمارات بضرورة التصدي لخطر التطرف والإرهاب، مشيرا إلى طبيعة التحدي في المرحلة القادمة وضرورة التصدي للفكر المتطرف والإرهابي وأن دولة الإمارات شريك صلب وملتزم في التصدي لخطاب الكراهية والإرهاب، مستعرضاً معاليه جهود الإمارات في هذا الصدد.
وبمناسبة اليوم الوطني الـ57 (ذكرى استقلال الكويت) والذكرى الـ27 لعيد التحرير والـ12 لتولي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الكويت، أقامت سفارة الكويت في الإمارات مساء الأربعاء الماضي احتفالية وطنية.
وشارك سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في حفل الاستقبال الذي أقامه صلاح محمد البعيجان سفير دولة الكويت لدى الدولة بمناسبة اليوم الوطني لدولة الكويت الشقيقة، كما حضر الحفل الذي أقيم في فندق فيرمونت باب البحر في أبوظبي معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة، ومعالي سلطان بن سعيد البادي الظاهري وزير العدل، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة.
كما حضر الحفل عدد من المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة.
وبهذه المناسبة، رفع سفير دولة الكويت لدى الإمارات صلاح محمد البعيجان أسمي آيات التهاني والتبريكات إلى أمير الكويت وولي عهده والحكومة الرشيدة والشعب الكويتي الكريم.
وصرح السفير الكويتي بأن الاحتفالات الوطنية هي مناسبات غالية وعزيزة تعكس في طياتها معاني الوفاء والولاء والانتماء ومشاعر المحبة والتلاحم بين الشعب الكويتي وقيادته الحكيمة.
وأضاف إن دولة الكويت تحت قيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أضافت العديد من الإنجازات المشرفة على مختلف الأصعدة.
وقال السفير البعيجان إن تلك الجهود عكست الصورة المشرفة للكويت، وتشكل إضافة جديدة ناصعة لصورتها الحضارية الحافلة بالمبادرات الإنسانية انطلاقاً من عقيدتها وقناعتها بأهمية التنمية المستدامة والشراكة الدولية.
وأشاد البعيجان بعمق الروابط التاريخية والمتأصلة بين دولتي الإمارات والكويت ومتانة العلاقات الثنائية والمتنامية في العديد من المجالات وعلى الأصعدة كافة، وأعرب عن اعتزازه بمشاطرة القيادة السياسية في دولة الإمارات وكبار المسؤولين والشعب الإماراتي لدولة الكويت في احتفالاتها الوطنية.
وشدد على أن العلاقات بين البلدين تعد نبراساً مضيئاً ومثالاً صادقاً لمعاني المحبة والإيثار والاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين وقيادتهم الحكيمة، التي تمتد لتصل إلى بقية شعوب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، متمنياً للعلاقات الخليجية والعربية المزيد من التعاون والتلاحم في مختلف الجوانب، وبدأت الاحتفالية التي أقيمت في فندق (فيرمونت باب البحر) في أبوظبي بعزف فرقة موسيقية عسكرية للسلام الوطني الكويتي والإماراتي، ومن ثم فقرة غنائية وطنية وأشعار وطنية، كما تضمنت الاحتفالية فقرات تراثية فولكلورية وعروضاً لإبراز عدد من المهن والحرف اليدوية الكويتية في الماضي.
وهنأت الإمارات شقيقتها الكويت بمناسبة انتخابها للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي للعام 2018 و2019، وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها بهذه المناسبة عن كامل ثقتها في قدرات الدبلوماسية الكويتية العريقة لتمثيل العالم العربي وقضاياه خير تمثيل.
وقالت إن الدبلوماسية الكويتية تلعب دوراً إيجابياً في قضايا المنطقة، منوهة بصفة خاصة بدورها التنموي والإنساني.