تشارك دولة الامارات دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الذي يصادف الـ25 فبراير من كل عام .. في مشهد يجسد عمق العلاقات التاريخية و أواصر الأخوة والمحبة والمصير المشترك الذي يجمع بين البلدين في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.
وبهذه المناسبة غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عبر حسابه على “تويتر” قائلا: ” إلى كويت المحبة قيادة وشعبا كل التهنئة بمناسبة أعيادكم الوطنية المجيدة”.
وأضاف سموه : ” أعيادكم عيد لنا ومناسباتكم فرحة لشعبنا ننقل لكم و لأميركم أمير الإنسانية تمنيات شعب الامارات بدوام العزة و المنعة والرفاه”.
و هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عبر حسابه على “تويتر” الكويت حكومة وشعبا بمناسبة العيد الوطني متمنيا لهم دوام العزة و الرفعة والرخاء.
وقال سموه : ” تهانينا القلبية إلى أشقائنا في الكويت بمناسبة أفراحهم الوطنية مقرونة بأمنياتنا الطيبة أن يديم على كويت الخير العزة والرفعة والرخاء والتقدم في ظل قائد مسيرتها و راعي نهضتها أمير المحبة والإنسانية “حفظه الله”.
و احتفلت مطارات الدولة بالمناسبة من خلال تقديم الهدايا التذكارية وتوزيع الورود والحلوى والضيافة العربية والأعلام الكويتية على الزوار الكويتيين القادمين إلى الإمارات لقضاء إجازاتهم في ربوعها.
وتنظم عدد من إمارات الدولة بمناسبة اليوم الوطني الكويتي باقة من العروض الفنية والتراثية والحفلات الغنائية التي يحييها مطربون إماراتيون وخليجيون.. كما تضاء أبرز المعالم العمرانية في الدولة مثل برج خليفة في دبي و جسر الشيخ خليفة في أبوظبي بعلم دولة الكويت الشقيقة.
و تمتد العلاقات الإماراتية – الكويتية لعقود مضت شهد البلدان خلالها محطات بارزة حافلة بالتميز أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدما، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين.
وأرسى دعائم هذه العلاقة التي جمعت دولة الإمارات وشقيقتها دولة الكويت المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوه الشيخ جابر الأحمد الصباح في إطار العلاقة الأخوية التي ترسخت عبر عقود من الزمن، وتوطدت منذ اللقاء الذي جمع المغفور لهما في العام 1973.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تمسكا ورسوخا في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة.
و تعتبر هذه العلاقة مثالا للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك إلى جانب الزيارات المتبادلة بين القيادتين، ومنها الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى دولة الكويت بتاريخ 28/3/2005 بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد وهي الزيارة التي منحت قوة و زخما كبيرا للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتحتل دولة الكويت موقعا خاصا في وجدان شعب الإمارات وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، والتي أولى لها فائق العناية والاهتمام .
و تشهد العلاقات السياسية بين دولة الإمارات ودولة الكويت تطورا ملحوظا يعكسه التنسيق المتبادل بينهما في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصلحة الجانبين.
وتتويجا لمتانة العلاقات بين البلدين، تم توقيع اتفاقية إنشاء ” اللجنة المشتركة” للتعاون الثنائي العام 2006 في مدينة الكويت، وتم عقد الاجتماع الأول للجنة في أبوظبي أول مارس العام 2008، وترأسه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.
وفي يونيو 2013، عقدت الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة وتم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة، منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014-2015، والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015، كما تم التوقيع على برنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، إضافة إلى توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت، واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات.
و عقدت الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة للتعاون بين دولة الإمارات ودولة الكويت في 14 و15 ديسمبر 2014 في مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات وتم التوقيع على مذكرة تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات ومصادر الطاقات الجديدة والمتجددة، وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال المكتبات والثقافة والفنون بين هيئة أبوظبي للثقافة ” حينئذ ” والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت خلال الأعوام من 2014 إلى 2017.
و ترجع جذور العلاقات التاريخية الثقافية بين الإمارات والكويت الشقيقة إلى عمق التاريخ وبنيت على العلاقات الاجتماعية بين شعبي البلدين من خلال البحث عن مصادر الرزق وتبادل الخيرات التي أوجدت لأبناء الشعبين أدوات التواصل لتبادل الثقافات والخبرات.
و ازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم فكانت دولة الكويت سباقة بين دول الخليج في حركات التعليم والفكر، حيث نشرت العلوم والثقافة ولم تبخل بتلك العصارة الأدبية والفكرية.
وتواصل زخم العلاقات الثقافية بين البلدين حتى بعد قيام الاتحاد حيث تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون .
وشهد قطاع التعليم في البلدين تطورا في جميع مراحله، كما أن رغبة أبناء الشعبين في تحصيل العلم والمعرفة شاهد على ازدياد عدد المدارس والجامعات.
فقد فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالا واسعا أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلا مناسبا عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى أوروبا وأميركا وتشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الدولة تزايدا مستمرا إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من تواجد لطلبة دولة الإمارات بها .
و تتميز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت بمتانتها و مصدر ذلك عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط والتي تطورت بعد اكتشافه.
وتؤكد مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين فالإمارات والكويت تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام، ما ينبئ بمستقبل زاهر ينتظر مسيرة هذا التعاون الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.