البعض لا يُولي اهتماماً كبيراً لمسألة غسل الملابس الجديدة باعتبارها قاعدة واجبة الاتباع خاصة للأطفال الصغار، لاسيما أن الأطفال يستعجلون ارتداء ملابسهم الجديدة، وفي بعض الأحيان يرغبون في أن تبدو أقمشتها زاهية، ويخشون أن يتسبب الغسيل في فقدان هذا البريق.
وتضاف مواد إلى الملابس الجاهزة تساعد على تفادي تجاعيد القماش الناتجة عن كثرة الارتداء والتجربة من المستهلكين، وهذه المواد ليست صديقة لجلد الإنسان.
وهناك عدة أوجه تجعل غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها ولمسها للجلد خطوة صحية، ففي طريقها إليك لمستها عدة أيادٍ، كما أن أقمشة هذه الملابس خضعت لعدة معالجات لقصها وخياطتها وتعبئتها قبل أن تصل إلى البائع الذي اشتريتها منه.
لكن ما سبق ليس السبب الوحيد لأهمية غسل الملابس الجديدة، خاصة قبل أن يرتديها الأطفال. فمعظم هذه الملابس تمت تجربتها من قبل مستهلكين آخرين لم يناسبهم مقاسها أو شكلها، من هؤلاء من كان متعرِّقاً، أو حتى كان لديه مشكلة جلدية قد تنتقل إليك إذا لم تغسل قطعة الملابس قبل ارتدائها.
من ناحية أخرى، تستخدم مصانع الأقمشة والملابس الجاهزة كثيراً من المواد الكيميائية؛ لمعالجة صبغات الأزياء فتبدو ألوانها مميزة. وعندما تقوم بغسل الملابس بعد شرائها فإنك تتخلص من الصبغات والمواد الكيميائية الزائدة.
وأكد الخبير دونالد بيلسيتو، أستاذ الأمراض الجلدية في المركز الطبي لجامعة كولومبيا، أن عدوى تهيج الجلد أو الجرب أو القمل أو الفطريات، قد تصيب من يرتدي الملابس الجديدة دون غسلها أولا.
وأشار إلى أن تلك الثياب تكون معرضة للتلوث بسبب وجودها في المتاجر وارتدائها وتجربتها من قبل بعض الأشخاص وقد يكون لديهم أمراض جلدية.
من جانبها، أكدت طبيبة الأمراض الجلدية، ليندسي بوردون، من المركز الطبي في جامعة كولومبيا، الأهمية البالغة لغسل الملابس الجديدة، مشيرة إلى أن بعض المتاجر قد تستخدم مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية، التي يمكن أن تنتقل إلى بشرة المشتري وتلحق بها الضرر.
وأوضحت أن المواد الكيميائية تتضمن مركب الفورمالدهيد، المشاع استخدامه في الملابس لمنع العفن، والحفاظ على الملابس خالية من التجاعيد. ويمكن أن تسبب هذه المواد ردود فعل شديدة، مثل “الأكزيما” الجلدية، كما أن بعض الأصباغ الموجود في الملابس، قد تسبب نوعا من الحساسية. وأنه يمكن تجنب معظم هذه المشاكل بسهولة، عن طريق غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها.