بقلم: محمد عبدالمجيد علي
منذ اللحظة التي أعلن فيها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، باعتماد 2018 «عام زايد»، والمبادرات الخاصة بهذا العام تنهمر كما المطر، لتروي أرض الدولة، التي أسسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث يتربع، على عرش قلوب أبناء الدولة الذين أحبوه، ورفعوا له رايات الولاء، ليأتي إعلان صاحب السمو رئيس الدولة «عام زايد» ليكون مناسبة وطنية تبرز دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تأسيس وبناء ونهضة الدولة، وإنجازاته إقليمياً وعالمياً، وتجسيد مكانته الاستثنائية محلياً وعربياً ودولياً.
طوت دولة الإمارات العربية المتحدة صفحات عام الخير، 2017، الذي حفل سجله بالأعمال الخيرية والإنسانية التي هي سمة أساسية عرفت بها الإمارات قيادة وشعباً منذ نشأة اتحادها، ولا يعني انتهاء عام الخير توقف الإمارات عن مد يد العون لكل محتاج في شتى بقاع الأرض، بل على العكس، فتحت الإمارات أبواب عام جديد يحمل مسمى «عام زايد» الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي غرس بذور الخير في نفوس أبناء الوطن، وقد جاءت تلك المبادرة الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، تخليداً لذكرى المغفور له الشيخ زايد بالتزامن مع مرور 100 سنة على ميلاده، ولتكون بمثابة رد جزء ولو بسيطاً من العرفان للوالد المؤسس، رحمه الله، الذي وهب حياته لخدمة الوطن ورفعته، ولم يأل جهداً في تخفيف معاناة أي إنسان أينما وجد وكيفما كان.
ومع انطلاق «عام زايد» تواصل الإمارات رسالتها الإنسانية السامية التي تكتب حروفها بجهود دؤوبة لا تتوقف ومبادرات لا تعرف حدوداً أو تمييزاً، تستهدف نشر الخير وتقديم شتى أنواع المساعدات المادية والمعنوية والتنموية، ونشر مفهوم العمل التطوعي على نطاق أوسع، وفي هذا الإطار، أعلنت جمعية دبي الخيرية خلال مؤتمر صحفي بمقرها، إنشاء 4 قرى في مالي باسم المغفور له، بإذن الله تعالى، «الشيخ زايد» تضم 500 بيت، بواقع 125 بيتاً في كل قرية، ومسجداً يتسع لـ 250 مصلياً، ومدرسة مكونة من 6 صفوف، ومستوصفاً طبياً يضم 4 غرف، إضافة إلى حفر بئر سطحية بمضخة كهربائية، وذلك بتكلفة تقديرية تبلغ 4.132 مليون درهم، قابلة للزيادة بناء على المعطيات الميدانية، وتخصص هذه البيوت لصالح الفقراء وذوي الدخل المحدود، وتستمر عملية بناء هذه القرى نحو 4 سنين، بواقع عام لكل قرية، وبالفعل بدأت الجمعية تنفيذ الأعمال الإنشائية للقرية الأولى، وذلك بالتعاون والتنسيق مع جمعية البيت النوبي الفرنسية التي ستقوم بتدريب السكان المحليين في مناطق عدة بموريتانيا، على كيفية بناء مثل هذا النوع من البيوت، وذلك بناء على اتفاق مع جمعية دبي الخيرية، ويعكس هذا المشروع الدور الإنساني والتنموي الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات، مستهدفة في المقام الأول تحسين ظروف المعيشة لجميع الشعوب، وتوفير سبل الراحة والاستقرار للأسر مع الحرص على دفع عجلة التنمية في تلك البلاد.
يأتي هذا المشروع تعزيزاً للمكانة الرفيعة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة على الساحة العالمية في مجال العمل الإنساني والتطوعي، كما يبرهن على سعي جميع الهيئات والمؤسسات والأفراد بالدولة للمشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات التي تدعم العمل الخيري والإنساني في «عام زايد» الذي يعد فرصة تُغتنم من أبناء الوطن البارِّين ليؤكدوا من خلالها أنهم ماضون دوماً على النهج الحكيم المضيء للوالد المؤسس، طيَّب الله ثراه، ومستمرون في تنفيذ محددات السياسة الحكيمة التي انتهجها، ويرسمون بإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن، المستقبل الأجمل الذي نتطلَّع إليه جميعاً.
إن أهم ما يميز نهج الخير الإماراتي الذي رسم خطاه المغفور له الوالد زايد، وسارت عليه قيادتنا الرشيدة حتى يومنا هذا، أنه نهج مستدام لا يعرف مدى زمنياً، وشامل لا يعترف بأي شكل من أشكال التمييز، وذلك يرجع في الأساس لكونه يأتي انطلاقاً من مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، الداعية إلى البذل والسخاء والعطاء من دون انتظار مقابل، والتزاماً بالقيم العربية الأصيلة التي تنتهجها دولة الإمارات منذ تأسيسها.