عقد مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في مقر الأمانة العامة بمدينة جدة، أمس، اجتماعاً طارئاً بشأن إطلاق ميليشيات الحوثي صاروخاً باليستياً باتجاه مدينة الرياض، بمشاركة الإمارات التي أكدت تأييدها مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمن السعودية واستقرارها.
فيما دعا الاجتماع إلى اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة ضدّ ما ارتكبته ميليشيات الحوثي ومن يقف وراءها في صناعة السلاح والصواريخ وتهريبها، تكفل عدم تكرار الاعتداءات الآثمة، داعياً إيران إلى الكف عن التدخل في بعض بلدان المنطقة، في وقت أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحوثيين استهدفوا المملكة بأكثر من 300 صاروخ إيراني.
وترأس معالي زكي أنور نسيبة، وزير دولة، وفد الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في جدة، وثمن معاليه دور منظمة التعاون الإسلامي في الاجتماع الاستثنائي، لبحث السبل الكفيلة للتصدي لإطلاق الحوثيين وحلفائهم صاروخاً باليستياً باتجاه الرياض.
وقال في كلمته خلال الاجتماع: «تود دولة الإمارات إعادة تأكيد وقوفها التام إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة ضد كل من يحاول أن يهدد أمنها أو يمس السلم والاستقرار على أراضيها، مشددةً في الوقت نفسه على الارتباط العضوي بين أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وأمن دولة الإمارات».
وأضاف : «أن الإمارات تؤيد مواجهة كل التحديات التي تستهدف أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة، وستستمر في موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن، إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم وتمكين الحكومة اليمنية من القيام بمهامها كافة، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216».
وترأس الاجتماع وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، إذ أكد أن «النظام الإيراني لا يزال يواصل تهريب الأسلحة والصواريخ للميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية»، مشيراً إلى أن «إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية من اليمن، التي تجاوز عددها الـ300، منها 90 صاروخاً، تعرضت لها مختلف مناطق المملكة، يؤكد مجدداً استمرار النظام الإيراني في نهجه العدواني المتمثل في دعمه للإرهاب، وتدخلاته السافرة في شؤون دول المنطقة».
وأكد أن إيران تمد الميليشيا الحوثية بالأسلحة والصواريخ، وتعمل على خلق الفتن في اليمن، مضيفاً أن الجماعات الحوثية اعترضت أكثر من 85 سفينة مساعدات ومئات الشاحنات والقوافل الإنسانية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده عقب الاجتماع أكد الجبير أن وزراء الخارجية في الدول الإسلامية، أجمعوا على قرار قوي يدين إيران مرة ثانية على السياسات التي تتبعها، ويطلب منها الكف عن ذلك مجدداً، والاستمرار في التصدي لهذه السياسات العدوانية.
من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، د.يوسف بن أحمد العثيمي، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ورادعة لا تقف عند الإدانة والاستنكار، بل يجب أن تكون حاسمة تكفل عدم تكرار الاعتداءات الآثمة ضدّ ما ارتكبته ميليشيا الحوثي ومن يقف وراءها، مؤكداً أن المساس بأمن السعودية، كدولة عضو في المنظمة، إنما هو مساس بأمن وتماسك العالم الإسلامي بأسره.
وقرر الاجتماع الإدانة بأشد العبارات لميليشيا الحوثي التابعة لإيران لإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصُنع على السعودية، كما يدين تدخل إيران في بعض بلدان المنطقة، ويدعوها إلى الكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، والامتناع عن دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.
ويؤكد الاجتماع دعم ومساندة الدول الأعضاء للسعودية في مواجهة الإرهاب وضد كـل مـن يحاول المساس بأمنها.
وعقد فريق الاتصال التابع لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالوضع في اليمن، أمس، اجتماعاً على هامش الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة.
وأكد أن منظمة التعاون الإسلامي تتابع عن كثب التطورات في اليمن، مشدداً على مواصلة دعم وتأييد الشرعية الدستورية، ممثلةً بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وجدد التزام المنظمة بالوقوف مع هادي ومع وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
وجدد البيان الختامي لاجتماع فريق الاتصال تأكيد التزامه القوي بالوقوف مع وحدة اليمن، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، مشيداً بالدور الذي تؤديه دول التحالف العربي في تقديم الدعم للقيادة الشرعية في اليمن والشعب اليمنى ومساندة الحل السلمي وإعادة إعمار اليمن، وأكد ضرورة مواصلة العمل المشترك، حتى لا يتحول اليمن إلى ملاذٍ للتنظيمات الإرهابية.
اجتماع لوزراء خارجية التحالف اليوم في الرياض
يعقد وزراء خارجية دول تحالف دعم الشرعية في اليمن، اليوم الاثنين، اجتماعاً بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك لبحث سبل دعم وتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وقال الناطق باسم الخارجية المصرية، في بيان له أمس، إن اجتماع الرياض، يعكس مجدداً، التزام تحالف دعم الشرعية باليمن، بالاستجابة السريعة للاحتياجات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، وكذا التزام مصر، حكومةً وشعباً، بالتضامن مع الأشقاء باليمن في الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وأكد حرص مصر على الوقوف إلى جانب الشعب اليمني، من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، وتمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على كامل الأراضي اليمنية.
في الأثناء، وجهت الأمم المتحدة نداء للتبرع، بهدف جمع 2,96 مليار دولار في 2018، لتقديم مساعدة عاجلة إلى أكثر من 13 مليون شخص في اليمن، الغارق في نزاع مسلح، ويواجه «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم.
وقال منسق الشؤون الإنسانية لمنظمة الأمم المتحدة في اليمن، جيمي مكغولدريك، في مؤتمر صحافي في صنعاء، إن المانحين قدموا في 2017، حوالى 1,6 مليار دولار من أصل 2,34 مليار كان يحتاج إليها سكان البلد الفقير.
وكان تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، أشار الأسبوع الماضي، إلى أن نحو 22,2 مليون يمني (76 في المئة من السكان)، بحاجة إلى المساعدة، بزيادة 1,5 مليون شخص خلال الأشهر الستة الماضية.
وتابع التقرير أن خطر حصول مجاعة في تزايد، إذ يعاني 8,4 ملايين شخص من الجوع، في مقابل 6,8 ملايين في 2017. وتشمل هذا الأرقام أكثر من نصف محافظات البلاد، من بينها 72 منطقة من أصل 95، هي الأكثر تعرضاً لخطر المجاعة.