مثلما قادت القوات المسلحة الإماراتية معركة تحرير الساحل الغربي لمحافظة تعز تقود اليوم باقتدار معركة تحرير محافظة الحديدة آخر الموانئ اليمنية الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين وأكثرها أهمية، حيث تتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة المواقف في مساندة اليمنيين للتحرر من ميليشيات الحوثيين الإيرانية،.
تقديماً لجميع أنواع الدعم من حيث احتياجات المعارك أو الدعم اللوجستي أو الإنساني المتمثل في مساعدات الإغاثة تقدم بشكل عاجل ومستمر للمناطق التي يتم تحريرها على امتداد الساحل الغربي، وبالوقت نفسه يستمر عطاء ودعم دولة الإمارات في الجبهات الأخرى في تعز المدينة ومديرياتها وغيرها من المحافظات في اليمن.
ومن أجل استكمال التجهيزات اللازمة للمعركة تولت القوات المسلحة الإماراتية تدريب وتأهيل وتجهيز لواءين من المقاومة التهامية ليكونا في مقدمة صفوف قوات التحالف في معركة تحرير الحديدة وبقية مناطق الساحل الغربي، كما تولت تجهيز وتسليح وحدات الجيش اليمني والمقاومة لهذه المعركة المهمة.
حيث تمكنت وخلال يوم واحد فقط من التوغل على مسافة 60 كيلومتراً في عمق محافظة الحديدة من جهة الجنوب ضمن عملية واسعة تستهدف إنهاء سيطرة ميليشيات الحوثي الإيرانية على ميناء الحديدة الذي يعد أهم منفذ لتهريب الأسلحة وتوفير الأموال اللازمة لاستمرار الميليشيات الإيرانية في حربهم ضد الشعب اليمني.
العملية العسكرية التي شاركت فيها القوات البرية والبحرية والجوية الإماراتية حققت انتصارات كبيرة وسريعة على الميليشيات الإيرانية وتمكنت من تحرير كامل مديرية الخوخة ومديرية حيس واتجهت صوب مديرية التحيتا على ساحل البحر الأحمر، فيما اتجهت وحدات أخرى نحو مديرية الجراحي وهدفها مدينة زبيد التاريخية قبل الوصول إلى مشارف مدينة الحديدة.
ولأن القوات المسلحة الإماراتية تعمل بشكل متواز في الجانب العسكري والإنساني فإن الهلال الأحمر الإماراتي كان حاضراً في المعركة وتولى مهمة إغاثة السمان في المناطق المحررة، فإنها تقود اليوم معركة كبيرة ضد ميليشيات إيران لاستكمال تحرير مناطق الشريط الساحلي لليمن بشكل كامل لحرمان هذه الميليشيات من منفذ بحري مهم يستخدم لتهريب الأسلحة وبالذات قطع الصواريخ البالستية التي استهدفت الأراضي والمدن السعودية عدة مرات.
ومع وصول القوات المشتركة من المقاومة والجيش اليمني ومعها قوات الحرس الجمهوري التي انضمت لقوات الشرعية إلى مشارف الجراحي ودفع ميليشيات إيران بتعزيزات كبيرة في محاولة لوقف الانهيارات المتتالية تتولى القوات الجوية الإماراتية مهمة تدمير هذه التعزيزات وتوفير الغطاء الجوي لقوات الشرعية لتواصل تقدمها صوب مدينة الحديدة.
وفي السياق، قتل عدد من قيادات الميليشيات الإيرانية في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي في مديرية حيس بينهم علي محمد سليمان حليصي ونادي حميد قاسم هيكل وآخر يكنى أبو مالك، حيث إن حليصي وهيكل وأبو مالك من أبرز القيادات في ميليشيات إيران المسؤولة عن تركيب الصواريخ في مزارع المنطقة واستهداف القوات البحرية وأيضاً مواقع ومعسكرات الجيش اليمني والمقاومة.
وفي سبيل حماية المدنيين في مناطق الصراع خصوصاً وأن ميليشيات إيران تستخدم المناطق السكنية وسيارات المدنيين في نقل مسلحيها وتخزين الأسلحة فقد أبلغت قوات التحالف التي تقودها القوات المسلحة الإماراتية في الساحل الغربي تجنب استخدام سيارات الدفع الرباعي المكشوفة والتي تستخدمها ميليشيات إيران لنقل المسلحين والأسلحة في التنقل بين المناطق.
ومنذ تولي القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية قيادة العمليات العسكرية في الساحل الغربي تم تحرير مضيق باب المندب ومديرية ذباب المطلة عليه كما تم تحرير ميناء المخا ومديرية المخا وقاعدة خالد بن الوليد العسكرية في مديرية موزع وما إن استكملت تحرير وتأمين الشريط الساحلي لمحافظة تعز تقود اليوم عملية تحرير محافظة الحديدة آخر المناطق والموانئ التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيات إيران.
وبخصوص الدعم الكبير والمتنوع الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، يشير رئيس عمليات اللواء 170 دفاع جوي في تعز معاذ الياسري، إلى تقديم الإمارات دعماً كبيراً من حيث العتاد والآليات والمدرعات وجميع احتياجات المعركة لتحرير الساحل الغربي باتجاه محافظة الحديدة، وحيث يشرف ويشارك القادة العسكريون الإماراتيون وعلى مستوى عال على سير هذه المعارك وبمعنويات تناطح السحاب ومن دون كلل أو ملل.
ويضيف الياسري: «إن دور دولة الإمارات في تحرير الحديدة يتجلى في صورة لن ينساها أبناء اليمن، حيث يواكب تحرير مديريات محافظة الحديدة، العمل الإنساني للهلال الأحمر الإماراتي في تقديم المساعدات الإغاثية العاجلة والتي ترسم الفرح والسرور على وجوه اليمنيين مع فرحة النصر بالتحرير من ميليشيات الإجرام الإيرانية.
كما أن دولة الإمارات تقدم أروع وأنصع صور الأخوة والتعاون بكل جدية وإخلاص في اليمن وسيسجل التاريخ وتشهد الإنسانية على هذه الصورة المشرقة التي يرسمها الإماراتيون في وطنهم الثاني اليمن».
بدوره، يقول الخبير الإعلامي د. فيصل الحذيفي لقد كان للتكتيك العسكري المحكم والمتبع لنقل المعركة من جبال نهم إلى الساحل الغربي، دوره المهم في تشتيت ذهن العدو وإفقاده توازنه وإعادة تموضعه، وهذا التكتيك سهل استعادة الأرض وقلل الخسارة البشرية كثيراً، كما أن تطويق العدو من هذه الجبهة الحيوية بالنسبة له سيجعله يتهاوى.
أما راشد محمد السامعي، الإعلامي في اللواء 35 مدرع بتعز فوجه التحية للجيش اليمني والمقاومة على الانتصارات السريعة التي يحققونها في الساحل الغربي للجمهورية اليمنية بإسناد مباشر من قبل طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كان لها ولا يزال، حسب السامعي، الدور الأبرز في معارك تحرير الساحل الغربي.
ويشير السامعي: وهي إذ تقوم بهذا الدور، فإنها تجسد المعاني السامية للتلاحم العروبي والموقف الأخوي المساند للشعب اليمني.
وتتحرك جبهة الساحل الغربي وفق خطط عسكرية دقيقة وتكتيكات حربية عالية، تعكس إرادة التحرير، والملاحظ أيضاً الدور الأبرز للقوات الإماراتية في هذه الجبهة. ويؤكد راشد السامعي، الإعلامي في اللواء 35 مدرع بتعز، على مثل هكذا تكتيكات وإمكانيات عسكرية وإرادة لتحرير تعز، كما أكد أن تحريرها مقدمة لتحرير صنعاء.