نظم المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر 2017” ثلاث جلسات، قدّمها مصورون عالميون تجولت بالحضور في ذكريات خاصة، مستعرضةً حكايات الظروف القاسية للعمل التي مرت بهم من أجل إنجاز صور مبدعة ومتميزة. قدّم الورش كل من المصوّر العالمي بول نيكلين، بعنوان “الهاجس القطبي”، فيما حملت الثانية عنوان “تحية إجلال آنجا نيدرينغاوس”، قدمها المصور محمد محيسن، أما الجلسة الثالثة فقدمها المصور لارس بروين تحت عنوان “التغييب”.

وعرض المصورون الثلاث في جلسات المهرجان الذي يتواصل حتى 25 نوفمبر الجاري في اكسبو الشارقة، تجارب من حياتهم وعلاقتهم مع التصوير، حيث توقف المصور بول نيكلون عند شغفه في تصوير الحياة بالقطب الشمالي والقطب الجنوبي، مشيراً إلى أن دافعه في خوض تلك الرحلات ومواجهة قسوة الظروف في ذلك المكان، كانت بهدف نقلها إلى الناس، وجعلها تبدو مثل حياة حقيقية يعيشون تجربتها كما لو أنهم من سكان المكان.

وأكد نيكلون أن توثيقه للحياة في القطبين الشمالي والجنوبي، جاء بعد سنوات من العمل كمحترف يغوص في المحيطات المتجمدة، واصفاً تجربة تصويره تحت الماء البارد بالقول: “في أول خمس دقائق من الغوص سوف تفقد جميع المشاعر فى وجهك ورأسك، بينما يحاول جسمك البقاء على قيد الحياة، وفي المرحلة الثانية تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع قليلاً، لكنك بالكاد تستطيع الإمساك بالكاميرا، إلّا أنه بعد التقاط الصور والخروج تتأكد أنها كانت تجربة تستحق المخاطرة”.

في الجلسة الثانية، استعاد المصور الفلسطيني محمد محيسن، نموذج وأداء وطريقة عمل المصورة العالمية آنجي التي قتلت خلال أدائها مهمة تصوير في أفغانستان، قائلاً: “من الصعب التحدث عن آنجي بصيغة الماضي، فقد كانت شخصية خاصة جداً وواحدة من قلائل الصحفيين الذين يمكن أن يعيشوا تجربة الحرب بهدوء، فقد كنت أراها المصورة الصحفية السعيدة في العالم، على الرغم من تصويرها للحروب والصراعات”.

وتوقف محيسن عند لحظة مقتل آنجي خلال الانتخابات الأفغانية، مشيراً إلى حجم الجرأة التي كانت تتمتع بها، والصلابة التي تدفعها لمواجهة كل ما يمر عليها بسهولة، منطلقة من إيمانها بشغفها وحبها لمهنتها، لافتاً الى أن هذه الصفات هي ما جلعتها مصورة عالمية متميزة.

وكشف المصور لارس بروين العوالم المرتبطة بالتصوير الصحفي، مشيراً إلى أن مهمة الصورة في الإعلام وضع الجمهور في حالة متابعة لما يجري من متغيرات حولها، لذلك كثيراً ما يواجه المصورون ظروفاً تضيق على عملهم ليصبح الجمهور في حالة تغييب. كما تطرق بروين الى أهمية المصداقية والحذر في التعامل مع الصور، مؤكداً أن الصدق في العمل مهم، لأننا نشارك العالم بإنتاجنا من الصور.