|  آخر تحديث نوفمبر 22, 2017 , 10:58 ص

“البنادول” مسكن ذو وجهين


“البنادول” مسكن ذو وجهين



الدكتورة روضة كريز – متابعات

 

 

دواء البنادول Panadol أو الباراستامول في جميع أنحاء العالم تقريبا, يعتبر من الأدوية واسعة الإستخدام كخافض حرارة ومسكن للألام والأوجاع الخفيفة، للكبار والصغار. ويدخل مكونا أساسيا في كثير من وصفات البرد والإنفلونزا. غير أن الكثير من الناس من لا يعرف دواء البنادول وما قد يسبب من أضرار. بل ولا يعرف لأي الحالات الصحية هو مصنوع, وكثير منهم لا يعلم شيئا عن جرعته وخطورته!

فهو ينفع للصداع ولاينفع لألم الأسنان! فيضطر المريض أن يأخذ نحو 15 أو 16 حبة يوميا, ولمدة قد تتراوح الثلاث أيام, ثم يأتي إلى الصيدلية ويقول: “استعملت شريطين بنادول ولم يسكن ألم الضرس”!

 

ولا يعلم المريض مدى خطورة ما فعله من تناول 15 حبة بنادول, والحبة بتركيز 500 ملجرام خلال اليوم الواحد, خاصة إذا لم يكن يشرب الماء الكافي خلاله أيضا. كما أن الكثيريجهل أن الجرعة السامة للبنادول  قد تبدأ من 10 حبات في اليوم لمدة أسبوع, أو 6 حبات يوميا مدة سنة, للبالغين. وهذه الجرعة كافية لأن يصاب المريض بتليف الكبد بعد 12 ساعة, والتي تظهر بشكل واضح في صورة الأشعة السينية خلال 4 أو 6 أيام.  بينما الجرعة المميتة للبنادول هي 20 حبة.

 

لذلك فإن البنادول في الجرعات المتكررة والمتراكمة بدون عادة شرب الماء الكافي مع الدواء أو خلال اليوم, فإنه سيؤدي إلى إنخفاض في الصفائح الدموية عند المريض, وإنخفاض في تكوين الكريات الحمراء الدموية في النخاع العظمي, مما يؤدي إلى الأنيميا الحادة. كما أنه سيضعف الجهاز المناعي إجمالا ويؤدي إلى سرعة تعرض المريض إلى هبوط غير طبيعي في مستوى السكر في الدم, والشعور بالإنهاك والتعب لأقل مجهود. لكنه لن يسبب السرطان أو الإدمان, حسب كل التقارير العلمية حوله. بينما سيؤدي إلى تسمم في الكلى وإلتهاب البنكرياس عند هذه الجرعات وأكثر.

 

فإذا حصل أن المريض قد وصل إلى هذه المرحلة من الجرعات العالية لدواء البنادول, فيجب إعطاءه الدواء المرادف للتسمم, ويقال له ” N-acetylcystin أساتيل سيستين ” على وجه السرعة. وهو عقار معروف لإذابة البلغم من الصدر, ويستخدم علاجا للكحة! كما أن شرب الماء بجرعات كبيرة تساعد على تخفيف تركيز الدواء في الدم, وتعمل على تسريع طرح الدواء خارج الجسم وعدم ترسب الزائد منه في الكلى أو الكبد. وينصح أن لا نأخذ الأدوية الكيميائية بناءا على رأي الأصدقاء أو الأهل. ولابد من مراجعة الطبيب, أو الإستفسار جيدا عن أي علاج أو مضاعفاته من الصيدلي, وإتباع التعليمات الصحيحة!

وهنا أجد مكانا لأذكر المتابعين والقراء الأعزاء, أنه في حال تعرض المريض لأن يتناول العلاجات لفترة طويلة, كمرضى السكر أو الضغط أو الكوليسترول, يفضل أن يقوم بعمل نظام غذائي علاجي والخاص بطرح السموم من الجسم, مع المتابعة مع خبيراء التغذية العلاجية “Nutrition Therapists”, ولو لثلاثة أيام متتالية من كل شهر. وقد ذكرنا منها في المقالات السابقة, متمنين للجميع السلامة والعافية.

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com