|  آخر تحديث نوفمبر 5, 2017 , 22:27 م

الملتقى الثالث عشر للقرآن الكريم بالمغرب


الملتقى الثالث عشر للقرآن الكريم بالمغرب



حوار : اسمهان السراوي – المغرب

 

حوار خاص مع رئيس المجلس العلمي لعمالة مكناس بالمغرب الدكتور محمد السايسي بالملتقى الثالث عشر للقرآن الكريم.

 

1- ما سبب اختياركم لهذا الموضوع، بلاغ القرآن: هداية الإنسان؟

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلم على أشرف المرسلين، إختيار الموضوع هو إختيار مركب له دواعيه الأساسية في إطار نهج تراتبية المفاهيم والمعاني حتى أيضا كذلك تراتبية الأولويات كما هو معروف عند فقهاء الإسلام، يأتي هذا الموضوع في إطار الترتيب والأولويات حيث أن المجلس العلمي لعمالة مكناس ومنذ سنوات إتخد على عاتقه وأوجب على برنامجه أن ينظم كل سنة ملتقى قرآني معين،وهذا الملتقى القرآني بعد أن استقر ملتقى سنوي لانه بدأ بالأول مهرجانا فرتئينا أن لفظة مهرجان لا تصلح بالقرآن الكريم فحولناه إلى ملتقى ثم بعد أن استقر ملتقى سنوي حاولنا أن نمنهجه على مستوى العناوين والمواضيع، التي يمكن أخدها من القرآن الكريم في إطار بناء وعي معين عند المسلم بهذه العبارة من القرآن الكريم وكانت ملتقيات سابقة مثال (“القرآن والعمران” “القرآن والبيان” “القرآن والأمة”…)
وارتئينا في هذه السنة أن نبنيا هذا العنوان تحت موضوع: *بلاغ القرآن نقطتان هداية الإنسان* على إعتبار أن البلاغ لم يكن بلاغا هكذا بقدر ما هو بلاغ لهداية الإنسان،فإتفقت اللجنة التنظيمية للمجلس العلمي المحلي لعمالة مكناس على أن تجعل هذا العنوان هو موضوع ملتقى هذه السنة.

 

2- ما الأهداف التي ترجون تحقيقها من الملتقى الثالث عشر؟

نهدف إلى أن نذكر الناس بما يحويه هذا الكتاب الكريم من هيمنة على كل القواعد والأدوات والضوابط التي تستطيع بها أن تضبط حياتك على الصراط السوي وفي نفس الوقت أن تتجنب الإنحراف،لسيما أن الأن المجتمع يعيش نوع من الفوضى نوع من الهروب من الشريعة نوع من التقاتل نوع من الفتنة…تدعونا إلى أن نراجع ونعيد النظر في كثير من المفاهيم تصل بنا إلى صراط سوي في تدبير الخلاف والإختلاف وتدبير الشأن العام للأمة ومحاولة إصلاح ما يجب إصلاحه في إتجاه الإستجابة لآية من آيات القرآن الكريم في قوله عز وجل”يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”،وأية أخرى لطيفة جدا يقول الله تعالى فيها “قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام”.

والعالم كله الآن يشكو من الإرهاب يشكو من التطرف يشكو من الغلو يشكو من مجموعة من المشاكل، ليس المجتمع المسلم وحده حتى المجتمع الغربي رغم ما يقال عنه أنه مجتمع متحضر متمدن يشبع الإنسان وحقوق الإنسان مجموعة من العبارات والكلام الفضفاض، ولكن نحن نعلم ونعتقد أن في هذه البلدان رغم ما تدعي فيها من الويلات فيها من المصائب فيها من الخلاف فيها من الإختلاف فيها من عدم التسامح…فيها مجموعة من المسائل التي حولت حياتها وتحولها باستمرار من حياة يمكن أن نسميها الدخول في السلم كافة ليس بمعناه فقط الدخول في الإسلام وإلى معناه أيضا المسالمة في الحوار،التواصل،التسامح… في مجموعة من المصطلحات التي ظهرت في الساحة، وكثير من العقلاء يحاولون نشرها والحديث عنها والتحاضر بها في كثير من الملتقيات ولكن من حيث المنطلق الذي يرجع إليه في هذه الأشياء، لما كانت هذه المراجع وهذه المنطلقات غائبة عن بلاغ القرآن الكريم،إما مرة واحدة صدا عن هذا القرآن وبعدا عنه وموقفا منه،وإما سوء فهم لعبارات القرآن الكريم ولعلى العالم الإسلامي مشكلته في هذا المعنى أكثر هو أنه لم يفهم كثيرا من كلمات ومفاهيم البلاغ الذي هو القرآن الكريم وأعطاها من مفاهيم الفطيرة الغير الناضجة مبنية على مفهوم سليم من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،ليفتي بها ويحدد بها مسارات الحياة التي هو مطالب بأن يحياها في إطار مسؤوليته الكبيرة.

وينسى هذا الإنسان أن الإسلام في عمومه في هذا الإتجاه الذي أعطيناه نموذجا ينسى أن الله سبحانه وتعالى حتى في القرآن الكريم يضع عبارة من واجب العالم أن يتأملها في إطار الدين أو عدم اعتناق الدين في قول الله عز وجل “وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم”،ربما في بلاغها هي واضحة جلية وتطبيقها يؤدي قضية تجنب الإنحراف والسير على الصراط المستقيم ولكن في عدم فهمها أو سوء الفهم يحدث ما يحدث نوع نسميه تمردا في مقابل تمردات متعددة في العالم،والمقصود هو أن نعلم أبنائنا وبناتنا وجيلنا أحوالنا في المجتمع المسلم ونتغيا من وراء ذلك أن يصل الموضوع كما عالجته كثير من المداخلات التي بينت في هذا الموضوع قضية منهج البلاغ وللبلاغ في القرآن الكريم وكونه هادف ووظيفته معينة لمن له حق البلاغ في أن يصلوه بالإنسان من الوعي يستطيع به أن يتمثل في مسؤوليته التي ترتقى بهذا الدين الى مستوى الأمانة ليمثل هذا النوع من الوعي في سلوكه اليومي وممارسته الوظيفية في اي مجال كان من المجالات مثل وظيفة الإنسان في العمرة.

 

3- ما الذي يميز الملتقى الثالث عشر للقرآن الكريم عن الملتقيات السابقة؟

أستطيع أن أقول لكل ملتقى مميزاته ومميزاته هي مرتبطة بالهدف والغاية والمقاصد أيضا التي نتقصدها من خلال عنونتي العنوان وتثبيث العنوان وعنوان هذه السنة جاء أولا نتيجة التركيب الذي ذئب المجلس على تركيبيه في العناوين كان عندنا في السنة الماضية “البلاغ في القرآن الكريم”وهذا ولد لدينا قناعة على مستوى التأمل والتدبر في بناء موضوع جديد،أن يكون هذه السنة عنوان الملتقى بلاغ القرآن: هداية الإنسان وقصدنا على اعتبار أن البلاغ في معناه ومحتواه بالمصطلح القرآني أو بالمذلول القرآني في سياقاته الكبيرة في القرآن الكريم قد تكررت الآيات المتعددة وعلى تصريفات متعددة،أنه بلاغ بمضمون يتوخى ويهدف قاصدا إلى أن يتكيف الإنسان ويعيا أن الله سبحانه وتعالى قد زوده بما يهديه في هذه الحياة على معنيين كبيرين هناك الإستقامة وهناك الإنحراف في حياة الناس والحياة تنقسم الى قسمين كبيرين، هناك إستقامة في نظري الإسلام على الأقل أقول على الأقل بمعنى أنه الأمر يحتاج الى أن ننطلق ونتكون داخل إطار مفاهيمي وإطار كذلك عقائدي وإطار تصوري وكذلك في إطار إيديولوجي كما نسميه اليوم، وعندما أقول إيديولوجي ليس بمعنى أكل الافكار بذاك المعنى السلبي ولكن بمعناه هناك عقيدة محديدة هناك عقيدة موجيهة هناك عقيدة إيمان هناك تصور في القرآن الكريم يبني به الإنسان طالبا منه بهذا التصوري أن يطور حياته ذاك هو مقصود البلاغ.بعبارة الملتقى ذاك مقصود القرآن الكريم أو القرآن الكريم هداية الإنسان وهي اعتبار أن الله سبحانه وتعالى سمى القرآن الكريم في عمومه بلاغ والقصد هو أن نبني أيضا من داخل هذه الخصوصية بين قوسين المميزة لهذا الملتقى التي تنحصر في كونه الحديث فيه عن البلاغ وكون أنه هداية الناس.

 

4 – كيف يمكن إثراء التكامل المنشود من القرآن الكريم المتعلقة بالأمن الفكري والإجتماعي والإعلامي؟

لو طلب منك أن تعطي تعريفات للقرآن الكريم ستجد أن مجموعة من التعريفات تأتي الى ذهنك ولك الحق بمنطوق هذا البلاغ وأن تضع ذلك التعريف لماذا،لأن هناك كليات كما يسميها علماء الإسلام كليات بلاغية في القرآن الكريم،تعالج إشكال الإعلام بمفهوم القرآن تعالم السياسة بمفهوم القرآن تعالج قضايا الإقتصاد بمفهوم القرآن تعالج قضايا التربية والأسرة بمفهوم القرآن…ومن تما تجد أن لك واجب لأن كلام الله المهيمن من جهة ومن جهة أخرى صادر على من خلق هذا الإنسان وطبع فيه ما طبع من الطبائع والغرائز والشعور والقدرة العقلية…والطابع لكل ذلك هو الله سبحانه وتعالى ويعلم كيف سيتصرف هذا الإنسان بهذه الطبائع ومن تما إيجاد نص أو إيجاد بلاغ بانيا للمفاهيم التي تستطيع أن تحقق ما يريده الخالق لا ما تريده مجموعة من النزاعات والنزغات لقوله تعالى “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها”.

وعلاقة القرآن الكريم بالإعلام وكيف أنه يجب أن يكون المسلم خاصة فيه ما فيه من الحظر ويتحلى ويتخلق بمجموعة من الأدبيات والمناهج حتى لا يقع فيما يمكن أن يوقعه فيه الإعلام،لأن نحن نعلم أن الإعلام عندما يتحرر من الأخلاقيات يوقع الناس في مشاكل لا حدا لها ولا حصر،الله عز وجل قال كلاما لطيفا “يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعينا وقولوا انظرنا واسمعوا”.
من حيث أن الكلام الرباني وهو يتحدث بمفرده عن مصطلح يمكن أن يكون من جهة معادية بين قوسين عندنا نقول معادية هذا ليس معناه أن الإسلام يضرب السلم والسلام بالعكس ،هناك قاعدة في الكون وهي قاعدة الإختلاف أو سنة الإختلاف المشكلة في سنة الإختلاف هو أنه عندما لا نمارس عملية الإختلاف بأدب الاختلاف الموصل بنا أن تنفق على شئ يجمعنا ونحن بعقائدنا المختلفة.

نشكركم فضيلة الدكتور على هذه الإيضاحات وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابة بدورنا نشكركم على هذه الإستضافة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com