|  آخر تحديث أكتوبر 28, 2017 , 18:22 م

“ستور ببساطة”


“ستور ببساطة”



بقلم: هند الظاهري

 

 

قد لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية، ولكنهم يتقنون تماماً معنى كلمة «ستور»، فهو مكان ذو أهمية مطلقة في حياتهم، يحرصون على وجوده بشده أينما يحلون، لديهم مواصفات دقيقة فيما يتعلق بحجمه ومساحته. في «رحلة» إلى الستور هذا، لابد أن تكون مستعداً جيداً، ستجد نفسك في مكان مظلم وكئيب، الأشياء متراكمة فوق بعضها البعض، لا تعرف أولها من آخرها، ماهيتها، بعض الحشرات والعث أحياناً، رائحة العفن والغبار تغلب على المكان في معظم الأوقات، لا بداية له ولا نهاية.

 

ماذا يوجد في هذا الستور؟ لماذا يعد بالنسبة لهم بهذه الأهمية؟ هل يستخدمونه لتخزين بعض الأشياء المهمة حقاً، إذاً لماذا لا يضعونها بترتيب وبطريقة واضحة تسمح بالانتفاع بها لاحقاً؟ الحقيقة أن أغلبهم لا يعرفون ما الذي وضعوه فيه فعلاً، من أشياء قديمة ظلوا يحملونها معهم سنوات من مكان إلى آخر وأشياء جديدة اشتروها ظناً منهم أنهم قد يستفيدون منها يوماً ما، إلى أشياء لا يعرفون ما هي ولا كيف يتصرفون بها، فقرروا أن يضعوها في هذا المخزن بدلاً من رميها، «لعل وعسى».

 

«البطل» هو من قرر أن ينظف هذه الزاوية المبهمة الوضع، فشمر عن ساعديه ونوى أن «يقتحمها»، ليُفاجأ بوجود أشياء جميلة لم يكن يعلم أنها هناك، لم يتذكر من أين حصل عليها، لكنها حقاً تسعده وتنفعه وتعيد تنظيم حياته بصورة غير متوقعة، بينما كانت بقية المواد «عوائق وقذارات» مختلفة منعته عن الكثير من الخير.

 

«الستور» ليس في منازلنا وأماكن عملنا ووجودنا فحسب، هو معنا ونحمله ليلاً نهاراً، هو ذلك «العقل» الذي كثيراً ما حمّلناه أموراً لا فائدة منها سوى أنها أعاقتنا وأثقلتنا ومنعتنا سعادة جمة، وكثيراً ما تركناه دون «اكتشاف» ما يخزنه من طاقة ومواهب وأمور شغف كانت ستجعل الحياة أجمل.
«الأبطال» يشمرون عن «بصيرتهم» مقتحمين عقولهم لتنظيفها واكتشافها من جديد.

 

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com