عبدالرحمن نقي – راس الخيمة
تحت رعاية الشيخة مهرة بنت سالم بن محمد القاسمي رئيسة مكتبة اليقظة العربية للمرأة والطفل براس الخيمة وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية واحياء لدور الحوار في الفكر وتعزيزا لعملية التعلم المستمر، أقامت اليوم اللجنة الثقافية بالمكتبة وبالتعاون مع قسم الطب النفسي بمستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله، ليلة البارحة، ندوة معرفية ، قدمتها الدكتورة رفيعة غباش رئيسة الشبكة العربية للمرأة في الغلوم والتكنولوجيا رئيسة متحف المرأة بدبي عضوة مجلس ادارة المكتبة لمناقشة كتاب “كيف تفكر الانثى”، للدكتور عماد فوزي الشعيبي، أستاذ الابستمولوجيا ورئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية.
ساد الندوة جو من الألفة والمحبة والرغبة الجارفة المتعطشة للعلم والمعرفة ، و الدكتورة رفيعة، الطبيبة النفسية والباحثة الاماراتية، غنية عن التعريف، بما قدمته وتقدمه من إنجازات في المجال العلمي والعملي لبلدها والخليج عموما.
وكان الحضور النسائي فيها متميزا، بينما غاب الرجل عنها باستثناء رجال قليلين جذبهم عنوان الكتاب” كيف تفكر الأنثى”، فحرصوا على الحضور، إدراكا منهم بأهمية هذا الكتاب المعرفي لكل من الرجل والمرأة، ورغبة في الاستفادة الذاتية منه حيث كشفت الإعلانات السابقة عن محتواه.
ومن بين هؤلاء الرجال قامة من قامات العلم والمعرفة، هو الدكتور طلعت مطر، الطبيب النفسي، مصري الجنسية، “اماراتي- مصري” الهوى، الذي أثرى النقاش وأبرز أهمية الكتاب مضيفا اليه ما اكتسبه في تخصصه من خلال خبرته الطويلة كطبيب نفسي، ودراساته المتعمقة ومعايشته في الامارات لمجتمع شهد تحولات سريعة ومفاجئة كان لها بعض السلبيات على الصحة النفسية.
في كتابه هذا، يتجاوز الدكتور الشعيبي بمنظوره المعرفي، ما يؤكد عليه التيار الانثوي (Feminism) في زمن ما بعد الحداثة من مساواة بين الجنسين وانكار فكرة التفرد العقلاني للرجل، فيطور هذا المنظور بوضع تصورا اجرائيا لتقسيم المخ الى قسمين: القسم الأيمن (خاص بالأنثى تستخدمه الى درجة كبيرة) ويتعلق بعالم الشعور والحدس ويعرف بأنه عالم “الفهم والمعرفة”. أما الجانب الايسر حسب هذا التصور خاص (بالرجل، يستخدمه بدرجه كبيره) وهو عالم الحواس والمنطق، ومعرفيا هو عالم التفسير. وعلى كل من الرجل والمرأة، ينصح الشعيبي، أن يبذل كل منهما جهدا ، لاستخدام القسم المغاير من مخه لفهم كل منهما الآخر. ويعتمد هذا التصور على فكرة أن لكل من الرجل والمرأة بصمة مخية في المعرفة والعواطف والجنس، التي تتشكل في المرحلة الجنينية وتعرف “بالبصمة الجنينية” أو “العارف المتموضع ” (situated knower )، وهي لا تتغير ولكن تصقلها البيئة المحيطة والخبرات. الكتاب يحتوي على معلومات كثيرة ومهمة لا غنى عنها لكل من المرأة والرجل ومعرفة كل منهما بالآخر وهو بمثابة نبراس لاكتساب حياة اسرية هادئة تتجاوز المطبات والعثرات.
وقالت السيدة فدوى فاضل عضوة اللجنة الثقافية بالمكتبة : تأتي هذه الندوة كحجر أساس لندوات فكرية أخرى نطمع أن يوجهنا فيها الدكتور عماد فوزي الشعيبي، والذي سيشارك بنفسه في أحدها من خلال نشاطات المكتبة في معرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام. كما تأتي انطلاقا من سعي المكتبة لصقل الفكر وتنقيته من شوائب كانت سببا لكوارث خطيرة عصفت بمجتمعاتنا العربية في السنوات القليلة الماضية.