|  آخر تحديث أكتوبر 5, 2017 , 0:52 ص

خليفة بن محمد بن خالد يشيد باهتمام خليفة ومحمد بن زايد بالمعلمين وبجهدهم التربوي ويكرم أول معلم كفيف والمعلمين المتميزين والجهات التعليمية


شهد احتفال " واجب التطوعي " باليوم العالمي للمعلم

خليفة بن محمد بن خالد يشيد باهتمام خليفة ومحمد بن زايد بالمعلمين وبجهدهم التربوي ويكرم أول معلم كفيف والمعلمين المتميزين والجهات التعليمية



عبدالرحمن نقي – أبوظبي

 

 

أشاد الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس فريقه واجب التطوعي بدعم واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله والقيادة الرشيدة للمدرسة الإماراتية التي أثبتت فعاليتها وقدرتها على إحداث الفارق في مسيرة التعليم في الدولة ، جاء ذلك في تصريح لسموه عقب الاحتفال الذي نظمه فريق واجب برعاية سموه وفي قصر سموه بمناسبة اليوم العالمي للمعلم .

وأكد سموه خلال حضوره ليلة أمس الاحتفال أن مادة التربية الأخلاقية الذي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ضمن المنهج تعد نقلة نوعية ستنعكس على أجيال المستقبل إيجابا وستكون بمثابة ثقافة دولة”.

كما هنأ سموه الميدان التعليمي الخليجي اطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي التي جاءت لتكرس معايير الريادة في المنظومة التعليمية والارتقاء بالمعلمين المتميزين، وتحقيق الاستدامة في التعليم، ولتعكس اهتماماً كبيراً ومتنامياً من قبل القيادة في إكساب التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، الزخم المطلوب، بما يحقق تطلعات تلك الدول في إثراء العملية التعليمية عبر إحداث قفزات استثنائية في مساراتها، بما يسهم في تحقيق توجهاتها نحو نهضة تنموية شمولية.
وأكد سموه أن المعلّم يشكل عصب العملية التعليمية، ومنطلقاً لأيّ تطور منشود نبحث عنه، لذا جاءت الجائزة لتكرّس مفاهيم ومبادئ عدة، وتوثّق لمرحلة جديدة من العمل التعليمي والتربوي المتجانس، الذي يتوافق مع آخر المستجدات العصرية، والحراك الحاصل في قطاع التعليم في الدول المتقدمة، وبما يتسق مع المتطلبات الحضارية.

وأثنى سموه النقلة نوعية جديدة في المبنى والبيئة المدرسية والأنشطة اللاصفية التي تشهدها العملية التعليمية بالدولة بجهود وزارة التربية والتعليم فضلا عن تطوير منظومة الإرشاد والتوجيه للطلبة وغيرها الكثير .

مؤكدا في الوقت ذاته أن تطوير قدرات ومهارات المعلم أولوية لذا جاء التدريب المتخصص المستمر لتعزيز سمات المعلم المهاري القادر على تقديم الإضافة.
وأثنى سموه على جهود وزارة التربية والتعليم ودائرة المعارف وتنمية المعرفة بابوظبي وجامعة الامارات وكلية الامارات للتطوير التربوي وجائزة خليفة التربوية وجمعية المعلمين في اعداد المعلمين على أسس من العلم والأساليب التربوية الحديثة كما أثنى سموه على دور المدارس الخاصة في دعم المسيرة التعليمية مشيرا الى دور مدرسة محمد بن خالد للأجيال التي كرست جهودها في الارتقاء بأساليب التعليم وتطوير قدرات وكفاءات معلميها K وشكر سموه كل معلم ومعلمة على مستوى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمعلم منوها لجهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” يونيسكو” واهتمامها الدولي بمكانة وامكانات المعلم.

وحضر الحفل الشيخ خالد بن خليفة بن خالد ال نهيان والشيخ محمد بن خليفة بن خالد ال نهيان والشيخ طحنون بن خليفة بن خالد ال نهيان وأعضاء مجلس امناء فريق واجب التطوعي.

 

 

التكريم

وكرم سموه خلال الاحتفال الأستاذ احمد مختار أول معلم من أصحاب الهمم في الدولة والدكتور شادي البطاينة والدكتور صالح الحرمي والأستاذ عاطف نصار والأستاذة رقية حرز الله والسيد صديق فتح علي بن عبدالله آل خاجة رئيس مؤسس مجلس الآباء والمعلمين بابوظبي كما كرم سموه : وزارة التربية والتعليم ودائرة المعارف وتنمية المعرفة بابوظبي وجامعة الامارات وكلية الامارات للتطوير التربوي وجائزة خليفة التربوية وجمعية المعلمين.

 

 

دور كلية الامارات للتطوير التربوي

وتضمن الاحتفال مجلسا علميا حول دور الجهات المختلفة في اعداد المعلمين ، وتحدث الدكتور روبيرت ميلن مدير كلية الامارات للتطوير التربوي حول جهودها وتطور برامجها واعلانها الأخير للراغبين في الالتحاق بالكلية لنيل درجة الماجستير في التربية كمنحة دراسية كاملة لمواطني الدولة. ويتكون برنامج الماجستير في التربية والحاصل على الاعتماد الأكاديمي من التعليم العالي من 36 ساعة معتمدة. ويمتد البرنامج على مدار سنتين، وتعقد الصفوف الدراسية في الفترة المسائية خلال أيام الدراسة. ويهدف البرنامج إلى استقطاب التربويين، والقادة، والإداريين والمهنيين العاملين في قطاع التعليم، ويشتمل البرنامج على مسارات متعددة منها التربية الخاصة، وتدريس العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية، وكذلك القيادة التربوية والطفولة المبكرة وتقنيات التعليم.

وقال : إن كلية الإمارات للتطوير التربوي تساهم في تحقيق التميز في الميدان التربوي لإعداد جيل استثنائي واعد مزود بالمعرفة ويسهم بفاعلية في بناء الاقتصاد المعرفي لتحقيق المراتب الأولى عالمياً وأن كلية الإمارات للتطوير التربوي متخصصة في إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة للمساهمة في تطوير قطاع التعليم. وأكدت أنه يمكن لمواطني الدولة والمقيمين التقدم الالتحاق بالكلية من خلال تقديم الطلب عبر الموقع الإلكتروني للكلية.

دور المعلمين

وأعرب الدكتور شادي البطاينة من المعلمين المكرمين والمتميزين عن تقديره لمبادرة الشيخ خليفة بن محمد بن خالد ال نهيان وفريق واجب التطوعي واشاد في كلمة له بالانابة عن المكرمين بحرص القيادة الرشيدة في الامارات على مواكبة النهج العالمي الحديث في النظام المدرسي بما يلبي متطلبات العصر والتقنيات الحديثة مع الاحتفاظ بالخصوصية اللازمة للمجتمع العربي الأصيل وان هذا ما ميز المدرسة الاماراتية وحفاظها على الاصالة العربية في تنشئة الأجيال على مبادي القيم العربية الراسخة ومنوها بالدور الكبير الذي يقوم به اولياء الامور من اباء وامهات في دعم جهود المعلم في رسالته الحضارية وما يلقاه من تقدير واحترام كبيرين تدعمها مسيرة التربية والتعليم في المجتمعات .

جهود جمعية المعلمين

فيما تحدثت الأستاذة مريم حمد عبيد الشامسي عضو مجلس ادارة جمعية المعلمين مديرة مدرسة أم الامارات للتعليم الثانوي في العين مشيدة بمبادرة احتفال سموه وفريق واجب بيوم المعلم .

وقالت الشامسي : ونحن إذ نحتفي بالمعلم في يومه العالمي فإننا نسير على نهج قيادتنا الرشيدة التي أولت المعلم اهتماما بالغا، فهو عماد التعليم وضياء مدارسنا الذي لا يخبو، حيث يأخذنا هذا اليوم بما يحمله من معنى كبير لنا إلى مآثر المعلم، وتضحياته وإخلاصه لرسالته وللأمانة التي اؤتمن عليها في أبنائنا وبناتنا ومستقبل أوطاننا.
وأوضحت أن جمعية المعلمين تسعى إلى العمل من أجل دعم مسيرة التعليم بالدولة، والارتقاء بالميدان التربوي بتقديم خدمات متميزة للعاملين بالميدان التربوي، وتنمية قدراتهم لتحقيق مخرج تعليمي متفرد لبناء اقتصاد المعرفة في الدولة بالتناغم مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المحلي بالدولة، ودعم وتبني الكوادر المبتكرة والفاعلة، وترسيخ قيمة الانتماء والولاء للوطن.
وأشارت إلى أننا نعيشُ في زمنٍ كثيرِ التّحديّات، وكثير الفرصِ والبدائل والمُعطَياتِ أيضًا، ولأنّنا نعيشُ في عالَمٍ مفتوحٍ زاخرٍ بالتّواصُلِ والتّأثُّرِ والتّأثيرِ المُتبادل، ولأنّنا نؤمنُ بأنّ نجاحنا في تأديةِ أدوارنا العلميّةِ والمجتمعيّةِ كفيلٌ بنجاحِ رسالتِنا في بناءِ المجتمعِ المعرفيِّ المستقبليِّ والارتقاءِ به إلى مستوى متطلّباتِ القرن الحادي والعشرين، لذا فقد تصدّينا في جمعية المعلمين لِتنظيمِ مؤتمرِنا الأوَّلِ أمس الأول يحدونا الرّجاء بأنَّ يكونَ محطَّةً تطويريَّةً مهمَّةً يلتقي فيها المختصّون والمسؤولون وصنّاع القرار، آملين أن نحقِّق ما نصبو إليه من فائدةٍ منْ خلالِ المساهماتِ والمشاركات وتبادلِ خبراتِ القياداتِ التَّعليميَّةِ والتَّربويَّةِ على المُستوى المحليِّ والإقليميِّ والعربيِّ ومن خلالِ عرضِ التّجاربِ المُلهمَةِ الّتي أثبتتْ نجاحَها، وتركتْ بصمَتَها في حياةِ من بادرَ بها، وستتركُ بصمَتَها أيضًا في حياتِنا جميعًا إنْ شاءَ اللهُ.

جائزة خليفة

فيما تحدثت الأستاذة أمل عبدالقادر العفيفي أمين عام جائزة خليفة التربوية شاكرة اهتمام سموه وفريق واجب بمؤسسات اعداد ورعاية المعلم في يومهم العالمي قائلة : انطلقت الجائزة في بدايتها باسم جائزة خليفة للمعلم وتم تطويرها لتشمل كافة عناصر العملية التعليمية وتهدف جائزة خليفة التربوية لتحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وذلك بخلق جو تنافسي شريف يرقى بقدرات التربويين في الميدان التربوي ودعم التعليم، والميدان التربوي، وحفز المتميزين والممارسات التربوية المبدعة، وفي إطار سعيها الحثيث لتصبح جائزة عالمية، تحتل مكانتها اللائقة بها كجائزة تربوية، تأخذ بالمعايير العالمية، وتكتشف الأفراد والممارسات التربوية الناجحة محليا وإقليميا وعربيا، بحيث تضمن للجائزة الوصول إلى مكانة مرموقة في ركب الجوائز التربوية داخل الدولة وخارجها، بهدف تحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وذلك بخلق جو تنافسي شريف يرقى بقدرات التربويين في الميدان التربوي يقودهم نحو اطلاق طاقاتهم المخزونة التي تمثل أفضل ما لديهم من معارف ومهارات تربوية وفق معايير جائزة خليفة التربوية.
واضافت العفيفي : وتتمتع الجائزة بالرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ـ رئيس الدولة (حفظه الله)، والتوجيهات الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة، وتنفيذاً لتلك التوجيهات ارتأى مجلس الأمناء والأمانة العامة واللجنة التنفيذية أن تشمل الجائزة جميع العاملين في القطاع التربوي التعليمي على المستويين المحلي والعربي، وتتضمن الجائزة محلياً المجالات التالية: التعليم العام، وذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء شبكات المعرفة، والإعلام الجديد والتعليم، والتعليم والبيئة المستدامة، والتعليم وخدمة المجتمع، وخمسة مجالات مشتركة بين الميدانيين التربويين المحلي والعربي، هي: التعليم العالي، والبحوث التربوية، والمشروعات التربوية المبتكرة، والتأليف التربوي للطفل، والكتابة العلمية عن شخصية صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ، وإذا كان الهدف من المجالات المحلية تشجيع وتفعيل الميدان التربوي في الدولة، فإن المجالات في الميدان التربوي العربي، تنطلق من إيمان المجلس والأمانة العامة بأن الميدان التربوي العربي والمحلي يكمل بعضه بعضاً سواءً كان داخل الدولة أو خارجها. وبناء عليه فان جائزة خليفة التربوية كمؤسسة رائدة قد أخذت على عاتقها المساهمة في نشر ثقافة التميز والإبداع بشكل ايجابي في هذا الإطار منذ انطلاقتها، وحرصها على تكريم واستقطاب الكفاءات المتميزة .

مجالس الاباء والمعلمين

كما وتحدث في مجلس الاحتفال رجل الأعمال صديق فتح ال خاجة رئيس مؤسس مجلس الاباء والمعلمين في ابوظبي مشيرا الى دور مجالس الاباء والمعلمين في تقوية حلقة التواصل والاتصال بين البيت والمدرسة بين المعلمين وأولياء الامور مشيرا الى اسهامات المجلس في اطلاق المدارس المسائية لأبناء الوافدين وفصول التقوية للطلاب واطلاق رسالة الوفاء للفقيد الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة وغيرها من المشاريع التربوية ، وقدم صديق فتح لسموه هدية تذكارية لخارطة مصورة لآل نهيان الكرام .

 

 

أول معلم كفيف

وتحدث في المجلس المكرم الأستاذ احمد مختار أول مدرس من اصحاب الهمم بالدولة ” كفيف ” شاكرا لفتة سموه وفريق واجب التطوعي قائلا عن تجربته : حبي للعلم ودعم أسرتي لي واحترام رغبتي في إكمال تعليمي، كل ذلك دفعني لاتخاذ قرار إكمال دراستي. كما أنني لا أنسى المغفور له بإذن الله، عبدالله تريم وزير التربية والتعليم انذاك ، الذي يعود له الفضل الكبير في مساندتي ودعمي لمواصلة مشوار التعليم. فقد ابتعثني مع 6 من الطلاب منه اصحاب الهمم المكفوفين على مستوى الدولة للدراسة في البحرين. كان ذلك عام 1972.

والتحقت أنا وزملائي بمعهد النور في البحرين. وهو معهد أسس بمساهمة من دولة الإمارات، بعد أن كان تابعاً للمركز الإقليمي في السعودية. في بداية دراستي واجهت صعوبة، إذ فوجئت بمناهج «برايل» التي كانت عبارة عن مجرد نقاط، فكانت غريبة بالنسبة لي، وفي البداية ظننت أنها نفس الخط العادي، ومرسومة فقط من خلال النقاط، وسرعان ما اتضح لي أنها تختلف بشكل كامل.

وبما أنني قبل أن أفقد البصر كنت أدرس في مدرسة للأسوياء، وقد وجدت في المعهد مجموعة من الطلبة الذين تقدموا علينا بعدة شهور في الدراسة، لذا قررت العودة إلى الدولة وترك الدراسة. ولكن إدارة المعهد أقنعتني بإكمال الدراسة، وأنه من الطبيعي أني سأجد صعوبة في تعلم هذه اللغة. وبعد فترة اعتدت عليها، فأكملت دراستي الابتدائية والإعدادية في المعهد. وفي المرحلة الثانوية كنت من أوائل الطلبة الملتحقين بمدارس الدمج، وفي عام 1982 تخرجت من الثانوية بمعدل جيد جداً.

واحمد مختار هو أول معلم من اصحاب الهمم كفيف في الدولة وأول من بادر بتعليم الطلاب المكفوفين بطريقة برايل ويقول : عدت إلى الدولة وكنت أتطلع إلى إكمال دراستي الجامعية، فتقدمت لجامعة الإمارات، لكني لم أُقبل لعدم توفر مناهج «برايل». فكانت التجربة جديدة لم تُطبّق في الجامعة في ذلك الوقت، فقررت أن ألتحق بالعمل في مركز المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وبدأت تعليم الأطفال المنتسبين للمعهد. إذ لم تكن لديهم مناهج مطبوعة بلغة «برايل»، فقدمت لهم الكتب ووسائل التعليم المختلفة التي كانت متوفرة لدي، وبدأت طباعة مناهج اللغة العربية والرياضيات ووضعها في ملفات ووزعتها على الطلبة.. فكنت أول من طبع المناهج بلغة «برايل» في المركز، وقد استعان مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي بنا لتوفير المناهج الخاصة بالمكفوفين. وفي النهاية فإن دور المعلم لا ينحصر في التلقين والتعليم، بل عليه أن يربي ويضحي ويتعامل مع الطلبة كأنهم أبناؤه، فهم جيل المستقبل.

وتابعت العمل في التعليم من عام 1982 إلى 1988، ثم قدمت أوراقي للالتحاق بالجامعة في البحرين لإكمال دراستي، فواجهت مشكلة مع الجهة التي أعمل بها، إذ لم يكن هناك بديل ليكمل تعليم الطلبة، ولكن أمام إصراري تمت الموافقة.

وفي عام 1993 تخرجت من الجامعة، في تخصص اللغة العربية والتربية. وفي دراستي الجامعية لم أجد صعوبة، فقد كنت اعتمد على السمع والتسجيل وتلخيص المحاضرات بطريقة «برايل»، لذلك كنت أنوي المتابعة للحصول على شهادة الماجستير، ولكن بسبب الظروف العائلية عدت لأكمل مشوار التعليم في مركز المعاقين. ولكن حين تقرر تطبيق الدمج، عملت في المركز التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وفي مدارس وزارة التربية والتعليم، من خلال الزيارات الميدانية وتدريب المعلمين على استخدام المناهج المطبوعة بلغة «برايل» وكيفية التعامل مع الطلبة المكفوفين على مستوى الدولة.

وفي عام 2011 انتقلت للعمل في وزارة التربية والتعليم بوظيفة اختصاصي إعاقة بصرية، وخلال هذه الفترة نفذت الكثير من الدورات التدريبية وورش العمل للمعلمين، حيث إنني مارست مهنة التعليم على مدى 30 سنة، فاكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال. فمن خلال هذه الدورات نقلت خبرتي للمتدربين لتعم الفائدة، كما أنني دربت أولياء أمور الطلبة المكفوفين على كيفية التعامل مع الطفل المعاق من المراحل السنية الأولى، فمعظم الأسر التي لديها طفل كفيف، لدي معها علاقة مباشرة ومتابعة مستمرة. فهم بحاجة إلى من يوجههم ويساعدهم على تفهم احتياجات الطفل الكفيف، كي يستطيع العيش بشكل طبيعي وحتى يتكيف مع أقرانه.

شهد احتفال ” واجب التطوعي ” باليوم العالم العالمي للمعلم

خليفة بن محمد بن خالد يشيد باهتمام خليفة ومحمد بن زايد بالمعلمين وبجهدهم التربوي ويكرم أول معلم كفيف والمعلمين المتميزين والجهات التعليمية

ابوظبي : أشاد الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس فريق واجب التطوعي بدعم واهتمام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة حفظه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله والقيادة الرشيدة للمدرسة الإماراتية التي أثبتت فعاليتها وقدرتها على إحداث الفارق في مسيرة التعليم في الدولة ، جاء ذلك في تصريح لسموه عقب الاحتفال الذي نظمه فريق واجب برعاية سموه وفي قصر سموه بمناسبة اليوم العالمي للمعلم .

وأكد سموه خلال حضوره ليلة أمس الاحتفال أن مادة التربية الأخلاقية الذي وجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ضمن المنهج تعد نقلة نوعية ستنعكس على أجيال المستقبل إيجابا وستكون بمثابة ثقافة دولة”.

كما هنأ سموه الميدان التعليمي الخليجي اطلاق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي التي جاءت لتكرس معايير الريادة في المنظومة التعليمية والارتقاء بالمعلمين المتميزين، وتحقيق الاستدامة في التعليم، ولتعكس اهتماماً كبيراً ومتنامياً من قبل القيادة في إكساب التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خصوصاً، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، الزخم المطلوب، بما يحقق تطلعات تلك الدول في إثراء العملية التعليمية عبر إحداث قفزات استثنائية في مساراتها، بما يسهم في تحقيق توجهاتها نحو نهضة تنموية شمولية.
وأكد سموه أن المعلّم يشكل عصب العملية التعليمية، ومنطلقاً لأيّ تطور منشود نبحث عنه، لذا جاءت الجائزة لتكرّس مفاهيم ومبادئ عدة، وتوثّق لمرحلة جديدة من العمل التعليمي والتربوي المتجانس، الذي يتوافق مع آخر المستجدات العصرية، والحراك الحاصل في قطاع التعليم في الدول المتقدمة، وبما يتسق مع المتطلبات الحضارية.

وأثنى سموه النقلة نوعية جديدة في المبنى والبيئة المدرسية والأنشطة اللاصفية التي تشهدها العملية التعليمية بالدولة بجهود وزارة التربية والتعليم فضلا عن تطوير منظومة الإرشاد والتوجيه للطلبة وغيرها الكثير .

مؤكدا في الوقت ذاته أن تطوير قدرات ومهارات المعلم أولوية لذا جاء التدريب المتخصص المستمر لتعزيز سمات المعلم المهاري القادر على تقديم الإضافة.
وأثنى سموه على جهود وزارة التربية والتعليم ودائرة المعارف وتنمية المعرفة بابوظبي وجامعة الامارات وكلية الامارات للتطوير التربوي وجائزة خليفة التربوية وجمعية المعلمين في اعداد المعلمين على أسس من العلم والأساليب التربوية الحديثة كما أثنى سموه على دور المدارس الخاصة في دعم المسيرة التعليمية مشيرا الى دور مدرسة محمد بن خالد للأجيال التي كرست جهودها في الارتقاء بأساليب التعليم وتطوير قدرات وكفاءات معلميها K وشكر سموه كل معلم ومعلمة على مستوى العالم بمناسبة اليوم العالمي للمعلم منوها لجهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” يونيسكو” واهتمامها الدولي بمكانة وامكانات المعلم.

وحضر الحفل الشيخ خالد بن خليفة بن خالد ال نهيان والشيخ محمد بن خليفة بن خالد ال نهيان والشيخ طحنون بن خليفة بن خالد ال نهيان وأعضاء مجلس امناء فريق واجب التطوعي.

التكريم

وكرم سموه خلال الاحتفال الأستاذ احمد مختار أول معلم من أصحاب الهمم في الدولة والدكتور شادي البطاينة والدكتور صالح الحرمي والأستاذ عاطف نصار والأستاذة رقية حرز الله والسيد صديق فتح علي بن عبدالله آل خاجة رئيس مؤسس مجلس الآباء والمعلمين بابوظبي كما كرم سموه : وزارة التربية والتعليم ودائرة المعارف وتنمية المعرفة بابوظبي وجامعة الامارات وكلية الامارات للتطوير التربوي وجائزة خليفة التربوية وجمعية المعلمين.

دور كلية الامارات للتطوير التربوي

وتضمن الاحتفال مجلسا علميا حول دور الجهات المختلفة في اعداد المعلمين ، وتحدث الدكتور روبيرت ميلن مدير كلية الامارات للتطوير التربوي حول جهودها وتطور برامجها واعلانها الأخير للراغبين في الالتحاق بالكلية لنيل درجة الماجستير في التربية كمنحة دراسية كاملة لمواطني الدولة. ويتكون برنامج الماجستير في التربية والحاصل على الاعتماد الأكاديمي من التعليم العالي من 36 ساعة معتمدة. ويمتد البرنامج على مدار سنتين، وتعقد الصفوف الدراسية في الفترة المسائية خلال أيام الدراسة. ويهدف البرنامج إلى استقطاب التربويين، والقادة، والإداريين والمهنيين العاملين في قطاع التعليم، ويشتمل البرنامج على مسارات متعددة منها التربية الخاصة، وتدريس العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية واللغة الإنجليزية، وكذلك القيادة التربوية والطفولة المبكرة وتقنيات التعليم.

وقال : إن كلية الإمارات للتطوير التربوي تساهم في تحقيق التميز في الميدان التربوي لإعداد جيل استثنائي واعد مزود بالمعرفة ويسهم بفاعلية في بناء الاقتصاد المعرفي لتحقيق المراتب الأولى عالمياً وأن كلية الإمارات للتطوير التربوي متخصصة في إعداد الكوادر الوطنية المؤهلة للمساهمة في تطوير قطاع التعليم. وأكدت أنه يمكن لمواطني الدولة والمقيمين التقدم الالتحاق بالكلية من خلال تقديم الطلب عبر الموقع الإلكتروني للكلية.

دور المعلمين

وأعرب الدكتور شادي البطاينة من المعلمين المكرمين والمتميزين عن تقديره لمبادرة الشيخ خليفة بن محمد بن خالد ال نهيان وفريق واجب التطوعي واشاد في كلمة له بالانابة عن المكرمين بحرص القيادة الرشيدة في الامارات على مواكبة النهج العالمي الحديث في النظام المدرسي بما يلبي متطلبات العصر والتقنيات الحديثة مع الاحتفاظ بالخصوصية اللازمة للمجتمع العربي الأصيل وان هذا ما ميز المدرسة الاماراتية وحفاظها على الاصالة العربية في تنشئة الأجيال على مبادي القيم العربية الراسخة ومنوها بالدور الكبير الذي يقوم به اولياء الامور من اباء وامهات في دعم جهود المعلم في رسالته الحضارية وما يلقاه من تقدير واحترام كبيرين تدعمها مسيرة التربية والتعليم في المجتمعات .

 

جهود جمعية المعلمين

فيما تحدثت الأستاذة مريم حمد عبيد الشامسي عضو مجلس ادارة جمعية المعلمين مديرة مدرسة أم الامارات للتعليم الثانوي في العين مشيدة بمبادرة احتفال سموه وفريق واجب بيوم المعلم .

وقالت الشامسي : ونحن إذ نحتفي بالمعلم في يومه العالمي فإننا نسير على نهج قيادتنا الرشيدة التي أولت المعلم اهتماما بالغا، فهو عماد التعليم وضياء مدارسنا الذي لا يخبو، حيث يأخذنا هذا اليوم بما يحمله من معنى كبير لنا إلى مآثر المعلم، وتضحياته وإخلاصه لرسالته وللأمانة التي اؤتمن عليها في أبنائنا وبناتنا ومستقبل أوطاننا.
وأوضحت أن جمعية المعلمين تسعى إلى العمل من أجل دعم مسيرة التعليم بالدولة، والارتقاء بالميدان التربوي بتقديم خدمات متميزة للعاملين بالميدان التربوي، وتنمية قدراتهم لتحقيق مخرج تعليمي متفرد لبناء اقتصاد المعرفة في الدولة بالتناغم مع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المحلي بالدولة، ودعم وتبني الكوادر المبتكرة والفاعلة، وترسيخ قيمة الانتماء والولاء للوطن.
وأشارت إلى أننا نعيشُ في زمنٍ كثيرِ التّحديّات، وكثير الفرصِ والبدائل والمُعطَياتِ أيضًا، ولأنّنا نعيشُ في عالَمٍ مفتوحٍ زاخرٍ بالتّواصُلِ والتّأثُّرِ والتّأثيرِ المُتبادل، ولأنّنا نؤمنُ بأنّ نجاحنا في تأديةِ أدوارنا العلميّةِ والمجتمعيّةِ كفيلٌ بنجاحِ رسالتِنا في بناءِ المجتمعِ المعرفيِّ المستقبليِّ والارتقاءِ به إلى مستوى متطلّباتِ القرن الحادي والعشرين، لذا فقد تصدّينا في جمعية المعلمين لِتنظيمِ مؤتمرِنا الأوَّلِ أمس الأول يحدونا الرّجاء بأنَّ يكونَ محطَّةً تطويريَّةً مهمَّةً يلتقي فيها المختصّون والمسؤولون وصنّاع القرار، آملين أن نحقِّق ما نصبو إليه من فائدةٍ منْ خلالِ المساهماتِ والمشاركات وتبادلِ خبراتِ القياداتِ التَّعليميَّةِ والتَّربويَّةِ على المُستوى المحليِّ والإقليميِّ والعربيِّ ومن خلالِ عرضِ التّجاربِ المُلهمَةِ الّتي أثبتتْ نجاحَها، وتركتْ بصمَتَها في حياةِ من بادرَ بها، وستتركُ بصمَتَها أيضًا في حياتِنا جميعًا إنْ شاءَ اللهُ.
جائزة خليفة

فيما تحدثت الأستاذة أمل عبدالقادر العفيفي أمين عام جائزة خليفة التربوية شاكرة اهتمام سموه وفريق واجب بمؤسسات اعداد ورعاية المعلم في يومهم العالمي قائلة : انطلقت الجائزة في بدايتها باسم جائزة خليفة للمعلم وتم تطويرها لتشمل كافة عناصر العملية التعليمية وتهدف جائزة خليفة التربوية لتحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وذلك بخلق جو تنافسي شريف يرقى بقدرات التربويين في الميدان التربوي ودعم التعليم، والميدان التربوي، وحفز المتميزين والممارسات التربوية المبدعة، وفي إطار سعيها الحثيث لتصبح جائزة عالمية، تحتل مكانتها اللائقة بها كجائزة تربوية، تأخذ بالمعايير العالمية، وتكتشف الأفراد والممارسات التربوية الناجحة محليا وإقليميا وعربيا، بحيث تضمن للجائزة الوصول إلى مكانة مرموقة في ركب الجوائز التربوية داخل الدولة وخارجها، بهدف تحرير الطاقات الكامنة لدى التربويين، وذلك بخلق جو تنافسي شريف يرقى بقدرات التربويين في الميدان التربوي يقودهم نحو اطلاق طاقاتهم المخزونة التي تمثل أفضل ما لديهم من معارف ومهارات تربوية وفق معايير جائزة خليفة التربوية.
واضافت العفيفي : وتتمتع الجائزة بالرعاية السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ـ رئيس الدولة (حفظه الله)، والتوجيهات الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء الجائزة، وتنفيذاً لتلك التوجيهات ارتأى مجلس الأمناء والأمانة العامة واللجنة التنفيذية أن تشمل الجائزة جميع العاملين في القطاع التربوي التعليمي على المستويين المحلي والعربي، وتتضمن الجائزة محلياً المجالات التالية: التعليم العام، وذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء شبكات المعرفة، والإعلام الجديد والتعليم، والتعليم والبيئة المستدامة، والتعليم وخدمة المجتمع، وخمسة مجالات مشتركة بين الميدانيين التربويين المحلي والعربي، هي: التعليم العالي، والبحوث التربوية، والمشروعات التربوية المبتكرة، والتأليف التربوي للطفل، والكتابة العلمية عن شخصية صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ، وإذا كان الهدف من المجالات المحلية تشجيع وتفعيل الميدان التربوي في الدولة، فإن المجالات في الميدان التربوي العربي، تنطلق من إيمان المجلس والأمانة العامة بأن الميدان التربوي العربي والمحلي يكمل بعضه بعضاً سواءً كان داخل الدولة أو خارجها. وبناء عليه فان جائزة خليفة التربوية كمؤسسة رائدة قد أخذت على عاتقها المساهمة في نشر ثقافة التميز والإبداع بشكل ايجابي في هذا الإطار منذ انطلاقتها، وحرصها على تكريم واستقطاب الكفاءات المتميزة .

مجالس الاباء والمعلمين

كما وتحدث في مجلس الاحتفال رجل الأعمال صديق فتح ال خاجة رئيس مؤسس مجلس الاباء والمعلمين في ابوظبي مشيرا الى دور مجالس الاباء والمعلمين في تقوية حلقة التواصل والاتصال بين البيت والمدرسة بين المعلمين وأولياء الامور مشيرا الى اسهامات المجلس في اطلاق المدارس المسائية لأبناء الوافدين وفصول التقوية للطلاب واطلاق رسالة الوفاء للفقيد الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس الدولة وغيرها من المشاريع التربوية ، وقدم صديق فتح لسموه هدية تذكارية لخارطة مصورة لآل نهيان الكرام .

أول معلم كفيف

وتحدث في المجلس المكرم الأستاذ احمد مختار أول مدرس من اصحاب الهمم بالدولة ” كفيف ” شاكرا لفتة سموه وفريق واجب التطوعي قائلا عن تجربته : حبي للعلم ودعم أسرتي لي واحترام رغبتي في إكمال تعليمي، كل ذلك دفعني لاتخاذ قرار إكمال دراستي. كما أنني لا أنسى المغفور له بإذن الله، عبدالله تريم وزير التربية والتعليم انذاك ، الذي يعود له الفضل الكبير في مساندتي ودعمي لمواصلة مشوار التعليم. فقد ابتعثني مع 6 من الطلاب من اصحاب الهمم المكفوفين على مستوى الدولة للدراسة في البحرين. كان ذلك عام 1972.

والتحقت أنا وزملائي بمعهد النور في البحرين. وهو معهد أسس بمساهمة من دولة الإمارات، بعد أن كان تابعاً للمركز الإقليمي في السعودية. في بداية دراستي واجهت صعوبة، إذ فوجئت بمناهج «برايل» التي كانت عبارة عن مجرد نقاط، فكانت غريبة بالنسبة لي، وفي البداية ظننت أنها نفس الخط العادي، ومرسومة فقط من خلال النقاط، وسرعان ما اتضح لي أنها تختلف بشكل كامل.

وبما أنني قبل أن أفقد البصر كنت أدرس في مدرسة للأسوياء، وقد وجدت في المعهد مجموعة من الطلبة الذين تقدموا علينا بعدة شهور في الدراسة، لذا قررت العودة إلى الدولة وترك الدراسة. ولكن إدارة المعهد أقنعتني بإكمال الدراسة، وأنه من الطبيعي أني سأجد صعوبة في تعلم هذه اللغة. وبعد فترة اعتدت عليها، فأكملت دراستي الابتدائية والإعدادية في المعهد. وفي المرحلة الثانوية كنت من أوائل الطلبة الملتحقين بمدارس الدمج، وفي عام 1982 تخرجت من الثانوية بمعدل جيد جداً.

واحمد مختار هو أول معلم من اصحاب الهمم كفيف في الدولة وأول من بادر بتعليم الطلاب المكفوفين بطريقة برايل ويقول : عدت إلى الدولة وكنت أتطلع إلى إكمال دراستي الجامعية، فتقدمت لجامعة الإمارات، لكني لم أُقبل لعدم توفر مناهج «برايل». فكانت التجربة جديدة لم تُطبّق في الجامعة في ذلك الوقت، فقررت أن ألتحق بالعمل في مركز المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وبدأت تعليم الأطفال المنتسبين للمعهد. إذ لم تكن لديهم مناهج مطبوعة بلغة «برايل»، فقدمت لهم الكتب ووسائل التعليم المختلفة التي كانت متوفرة لدي، وبدأت طباعة مناهج اللغة العربية والرياضيات ووضعها في ملفات ووزعتها على الطلبة.. فكنت أول من طبع المناهج بلغة «برايل» في المركز، وقد استعان مركز ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي بنا لتوفير المناهج الخاصة بالمكفوفين. وفي النهاية فإن دور المعلم لا ينحصر في التلقين والتعليم، بل عليه أن يربي ويضحي ويتعامل مع الطلبة كأنهم أبناؤه، فهم جيل المستقبل.

وتابعت العمل في التعليم من عام 1982 إلى 1988، ثم قدمت أوراقي للالتحاق بالجامعة في البحرين لإكمال دراستي، فواجهت مشكلة مع الجهة التي أعمل بها، إذ لم يكن هناك بديل ليكمل تعليم الطلبة، ولكن أمام إصراري تمت الموافقة.

وفي عام 1993 تخرجت من الجامعة، في تخصص اللغة العربية والتربية. وفي دراستي الجامعية لم أجد صعوبة، فقد كنت اعتمد على السمع والتسجيل وتلخيص المحاضرات بطريقة «برايل»، لذلك كنت أنوي المتابعة للحصول على شهادة الماجستير، ولكن بسبب الظروف العائلية عدت لأكمل مشوار التعليم في مركز المعاقين. ولكن حين تقرر تطبيق الدمج، عملت في المركز التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وفي مدارس وزارة التربية والتعليم، من خلال الزيارات الميدانية وتدريب المعلمين على استخدام المناهج المطبوعة بلغة «برايل» وكيفية التعامل مع الطلبة المكفوفين على مستوى الدولة.

 

وفي عام 2011 انتقلت للعمل في وزارة التربية والتعليم بوظيفة اختصاصي إعاقة بصرية، وخلال هذه الفترة نفذت الكثير من الدورات التدريبية وورش العمل للمعلمين، حيث إنني مارست مهنة التعليم على مدى 30 سنة، فاكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال. فمن خلال هذه الدورات نقلت خبرتي للمتدربين لتعم الفائدة، كما أنني دربت أولياء أمور الطلبة المكفوفين على كيفية التعامل مع الطفل المعاق من المراحل السنية الأولى، فمعظم الأسر التي لديها طفل كفيف، لدي معها علاقة مباشرة ومتابعة مستمرة. فهم بحاجة إلى من يوجههم ويساعدهم على تفهم احتياجات الطفل الكفيف، كي يستطيع العيش بشكل طبيعي وحتى يتكيف مع أقرانه.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com