|  آخر تحديث سبتمبر 28, 2017 , 19:05 م

ملتقى رواية الشباب يتدارس آفاق وتحديات الرواية الإماراتية الجديدة


ملتقى رواية الشباب يتدارس آفاق وتحديات الرواية الإماراتية الجديدة



في رحاب مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أقيمت، مساء أول من أمس، فعاليات «ملتقى رواية الشباب في الإمارات» التي تنظمها المؤسسة، ويشارك فيها عشرون روائياً وكاتباً وباحثاً، خلال الفترة من 26-28 سبتمبر 2017 في مقر المؤسسة بدبي، وقد حضرها عبد الحميد أحمد، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وجمهور نوعي من الأدباء والمثقفين.

 

أدار الجلسة الأولى الفنان الإماراتي د. حبيب غلوم، وقد تحدث فيها الكاتب الإماراتي إبراهيم الهاشمي عن «الرواية الإماراتية بين الكم والكيف»، وقال: «الرواية في الإمارات عنوان كبير، فهل الرواية موجودة فعلاً بالمعنى الدقيق للرواية، أم أن غواية النشر هي التي تقود ملامحها؟ فالرواية في الإمارات ترتبط عند النظر إليها بعناصر عدة تتكون من المؤلف أو الكاتب والناشر والناقد والإعلام والجوائز، وتحت كل واحد منهم هناك مؤشرات، وكلها تعاني غوايات مختلفة تعيش في أجواءها»، مشيراً إلى مشكلات النشر والفن الروائي وسهولة النشر والترويج، ولافتاً إلى بعض الأسماء الشابة الواعدة في مجال الرواية الإماراتية التي تسيطر عليه الوجوه النسائية.

 

أما الكاتب والناقد عبد الفتاح صبري، فقد تحدث عن «الرواية الإماراتية من سرد الماء والصحراء إلى سرد الذات»، مشيراً إلى ظهور الرواية الإماراتية منذ رواية «شاهندة» في عام 1974 حتى يومنا المعاصر، مؤكداً أن بدايات الرواية الإماراتية ستظل لافتة لجهة بعض الظواهر التي تؤكد خصوصية الثقافة العربية، وكذلك لمدى التأثير الذي يمنحه التلاقح والتبادل الثقافي في تأسيس الوعي بالفن والأدب.

 

 

وفي الجلسة الثانية التي أدارها الشاعر محمود نور، تحدث الدكتور صالح هويدي عن «الحضور المهيمن للمرأة في الخطاب الروائي الإماراتي: فتحية النمر نموذجاً»، وقال: «إن هذه المقاربة تسعى إلى الوقوف على نماذج من نتاج الكاتبة فتحية النمر، في محاولة لاستكناه البنية الدلالية لخطابها، متخذةً من ثيمة حضور المرأة فيها محوراً لاستجلاء ملامح صورة المرأة التي تبدو الروائية مهتمة بها»، مشيراً إلى توصيف طبيعة المعالجة الروائية لموضوعة المرأة لدى الكاتبة، في ضوء مدونة السرد الروائي في دولة الإمارات.

 

وعن «أثر الحداثة وما بعدها في رواية الشباب الإماراتي»، قال الناقد عزت عمر: «دخلت الإمارات مجال المعلوماتية مبكراً، قياساً بالدول العربية الأخرى، وقد أدى هذا الدخول المبكر إلى دخول الشباب الإماراتي فكر الحداثة، عبر ثورة المعلوماتية وعبر التعليم الحديث»، مشيراً إلى أبرز الروايات الشبابية التي تفاعلت مع الحداثة بشكل مذهل، واتخذت من دبي مسرحاً لأحداثها، ومن بينها رواية «اسبريسو» لعبد الله نعيمي، ورواية كلثم صالح: «جميرا.. Made in»، ولافتاً إلى أن هناك نقلة نوعية في طريقة كتابة وعرض الرواية في الإمارات.

 

وقد شهد اليوم الأول للملتقى حواراً ساخناً بين المشاركين والجمهور، لما تم طرحه من آراء جدلية أثارت زوبعة من الأسئلة عن بعض المصطلحات الجاهزة، ومنها «الأدب النسوي»، وكذلك عن موضوعات سهولة النشر ومفهوم الشباب في الكتابة الروائية، وقال الكاتب الإماراتي إبراهيم الهاشمي، رئيس تحرير مجلة «قاف» الشعرية، في حديثه لـ«البيان»: «ما زال الكم يغلب على الكيف في الرواية الإماراتية، فالساحة الثقافية أو بالأخص الروائية تحتاج إلى تكاتف المؤسسات الثقافية والعمل على توفير ورش الكتابة الإبداعية والدورات والاحتكاك، لنحصل على جيل واعٍ، وأنا أرى أن القسوة الإيجابية مع الكاتب تدفعه إلى أن يقرأ كثيراً ويتعب على مؤلَّفه وفكرته وإنتاجه الإبداعي، كما أننا نحتاج أيضاً إلى حرص ومصداقية من الناشر.

 

اليوم الثالث والختامي للملتقى يقام اليوم ويشهد جلستين، الجلسة الأولى للمداخلات النقدية، وأولها بحث بعنوان «فضاءات الرواية الإماراتية الجديدة: مريم الغفلي ولولوة المنصوري نموذجاً»، ويقدمها الباحث أحمد الزعبي، فيما يقدم الكاتب إسلام بوشكير المداخلة الثانية، وعنوان البحث «الرواية الإماراتية والتأسيس الجديد: «غرفة واحدة لا تكفي» لسلطان العميمي.. جماليات الموضوع والإدارة»، وتدير الجلسة الدكتورة مريم الهاشمي، أما الجلسة الثانية فقد خصصت لمجموعة من شهادات الكتاب، من بينهم: مريم الغفلي وسلطان العميمي وإيمان اليوسف، ويدير الجلسة محسن سليمان.

 

وقال عبد الحميد أحمد، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في حديثه لـ«البيان»: إن الملتقى في دورته الثانية يستكمل البحث عن مدى تطور رواية الشباب في الإمارات، وهل هناك بالفعل حالة من التطور أم حالة من الكثرة، ونتطلع في هذه الدورة إلى أن نقدم لهم الدعم اللازم والتشجيع من خلال تبادل الأفكار والثقافات، فإن ذلك من شأنه أن يخلق سبلاً وفرصاً كبيرة للكتّاب الشباب.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com