كشفت صور التقطتها طائرات دون طيار، تفاصيل جديدة عن مدينة قد يكون بناها الإسكندر الأكبر شمالي العراق، ومفقودة منذ أكثر من ألفي عام.
“قلتجا دارباند”.. مدينة محصنة بها قلعة حربية وأسوار محصنة ومزارع كروم ومعاصر لصناعة النبيذ، لم يسجلها التاريخ حتى اكتشف علماء بريطانيون مؤخرا بقاياها، بمساعدة الـ”درونز”.
وتعرف العلماء إلى المدينة المفقودة لأول مرة، أثناء فحص صور بالقمر الصناعي التقطتها الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي، وظلت سرية حتى رفعت عنها هذه الصفة عام 1996.
وكان من غير الممكن التنقيب عن المدينة إبان فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وأيضا أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، لكن التحسن التدريجي في الأوضاع الأمنية ساعد علماء المتحف البريطاني على استكشاف الموقع مؤخرا.
ويوجد الموقع الأثري ضمن محافظة السليمانية بإقليم كردستان، وتحديدا عند الطرف الشمالي الشرقي من بحيرة دوكان ما بين أربيل والسليمانية.
وحسب صحيفة “تايمز” البريطانية، يعمل علماء آثار بريطانيون على تدريب العراقيين على إنقاذ المواقع التي تم تدمير أجزاء منها على يد مسلحي “داعش”.
وقال جون ماكغينيس، عالم الآثار المسؤول عن البرنامج العراقي للتدريب على إدارة التراث في حالات الطوارئ، الممول من الحكومة البريطانية، للصحيفة، إن المتدربين العراقيين ساعدوا في الكشف لأول مرة عن المدينة التي يمكن أن تعود للقرن الأول والثاني قبل الميلاد.
ويعتقد أن المدينة بنيت على طريق سلكه الإسكندر المقدوني، أثناء توجهه إلى غزو بلاد فارس، حيث هزم الملك داريوس الثالث في معركة غوغميلا، عام 331 قبل الميلاد.
وقال ماكغينيس: “أعطتنا صور الطائرات معلومات ممتازة. حصلنا على صور عامة للموقع في الربيع”، وأضاف: “عرفنا أن هناك جدرانا تحت الأرض لأن القمح والشعير لا ينمو جيدا. هناك اختلافات في ألوان المحاصيل” في حال وجود جدران أو عدمه في الأسفل”.