أذهل طفل، يبلغ من العمر 12 عاماً، رجال الشرطة والإطفاء في طريقة تعامله مع حادث حريق اندلع في منزل عائلته في ظل غياب الأبوين، وتمكن عبر تصرفه الصحيح والواعي والشجاع من إنقاذ أشقاءه الثلاثة من ألسنة اللهب، ومنع انتشار الحريق في أروقة المكان.
الطفل مسعود ناصر المزروعي، إمارتي الجنسية، كان متواجداً في مقر سكنه برفقة أشقاءه الثلاثة البالغين من العمر”2 و4 و8″ أعوام، حينما كان أصغرهم يلهو وحيداً في مصدر ناري “ولاعة” قرب ستائر المنزل ما أدى إلى اشتعال النيران فيها.
فوجئ الطفل مسعود المزروعي بالأدخنة تتصاعد من أروقة المكان قرب شقيقه الأصغر فهرع بسرعة إلى إبعاده عن ألسنة اللهب ثم أخرجه وشقيقاه من المنزل، وكان هذا التصرف الأولي الدقيق ينم عن وعي كبير لديه بطريقة وسريع ابتعاد اخوته عن مصدر النيران والأدخنة.
وبعد أن نجح الطفل في إخلاء أشقائه الصغار، بحث عن العاملة المساعدة في المنزل ونبهها لوقوع حريق ثم شرع برفقتها في منع امتداده إلى باقي الغرف عن طريق جلب المياه بواسطة أواني ورشها على النيران، وكان هذا التصرف الثاني الصحيح في منع امتداد النيران لحين حضور الجهات المختصة.
في تلك الأثناء لاحظ الجيران تصاعد الأدخنة من المنزل فقدموا بلاغاً إلى مركز القيادة والسيطرة في شرطة دبي حيث تحركت الدوريات الشرطية وسيارات الإطفاء إلى المكان وعملوا على السيطرة على الحريق واحتوائه.
ونظراً لشجاعته وحسن تصرفه ووعيه في التعامل مع الحريق، كرم العميد يوسف العديدي، مدير مركز شرطة القصيص، الطفل مسعود ناصر المزروعي بعد أن استقبله برفقة والده ناصر المزروعي في المركز، وأثنى على سرعة بديهية الطفل ويقظته التي ساهمت في إنقاذ أرواح أشقاءه الصغار وإخراجهم من المنزل حين بدأت ألسنة اللهب بالانتشار، وطلبه المساعدة من العاملة المساعدة في المنزل لإخماد الحريق إلى حين وصول جهات الاختصاص، واصفا ما حدث بالتصرف الشجاع الذي يحتذى به في المجتمع.
وأضاف العميد العديدي أنه من الضروري التسلح بالثقافة في التعامل مع الحوادث المنزلية والحرائق، وتوعية الأطفال بخطورة الاقتراب من وصلات الكهرباء وأدوات الاشتعال المختلفة، وأهمية توفير وسائل الوقاية وتركيب أنظمة إنذار للحرائق، حماية للأفراد والممتلكات.
من جانبه، أعرب الوالد ناصر المزروعي عن سعادته وتقديره لتكريم شرطة دبي، وفخره واعتزازه بابنه مسعود الذي هرع لمساعدة إخوانه والحد من الحريق قبل انتشاره على نطاق أكبر، مضيفا أن الحملات التوعوية لطلبة المدارس والمتعلقة بكيفية التصرف حين يندلع حريق ساهمت بشكل فعال في توعية طفله مسعود بالتصرف السليم وقت وقوع الحادث.