(في الثواني الأخيرة التي كانت تفصلهما على انتهاء المكالمة فجأة…حادث مؤلم ذهب ضحيته قائد السيارة….)
هذا السيناريو أصبح يتكرر في شوارعنا مراراً.
بالرغم من تعدد وظائف الهاتف المحمول والتقدم السريع في وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة هو عامل رئيس في وقوع الحوادث المرورية،فضلاً عن كونه مخالفة مرورية من الدرجة الأولى،وكثيراً مانسمع بحوادث أليمة تسبب فيها الانشغال بالهاتف المحمول إما بمكالمة هاتفية أو الانهماك في كتابة رسالة أو دردشة عابرة في الواتس اب أو التقاط لحظة نادرة وتوثيقها في السناب شات..
لازلت أتذكر مقولة أن (قائد السيارة في الحقيقة يقود خمس سيارات من الأمام والخلف وعن اليمين والشمال والسيارة الخامسة هي سيارته التي يقودها)..
إن البعض يعتقد أن رجل المرور هو المسؤول الأول ولكن الصواب في أن المسؤولية تطال كل فرد منا،فالأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع والمنابر الدينية والثقافية جميعها تشترك في التوعية،بالاضافة إلى دور الجهات الأمنية في التوجيه والمراقبة والمحاسبة وتطبيق العقوبة بحق المستهترين.
والمتابع لهذه القضية يدرك أنَّ الإعلام بوسائله المختلفة له دورٌ كبير في إيصال الرسالة وتحقيق الهدف الأسمى،ولاسيما مع ثورة الاتصالات والتقنية الحديثة،وقد أكدت الإحصاءات العالمية أن استخدام المحمول أثناء قيادة السيارة يشتت الذهن ويفقد السيطرة ويزيد من السرعة،كما أنَّ غالبية حوادث السيارات بفعل استخدام الهاتف المحمول إما بالانحراف المفاجئ عن المسار وانقلاب السيارة أو الارتطام وجهاً لوجه بالدخول على مسار الطرف المقابل.
لنقف سوياًّ ضد هذه الظاهرة المتفشية والخطيرة ونفرض على ذواتنا الانضباط قبل الغير، فلا تتحقق الممارسة الصحيحة إلا بالمبادرة الواعية.
الكثير من المواقف اليومية التي نصادفها في طرقاتنا هي دروس قد تكشف لنا شيئاً من واقع نعيشه وقد نتجاهله لكننا سندفع ثمنه غالياً، وإذا رسخ في أذهاننا أنَّ قيادة السيارة فن وذوق واحترام مع تطبيقها على أرض الواقع نكون حينها قادرين أن نهديها لأسرنا وأصدقائنا ومجتمعاتنا محققين بذلك مفهوم (السلامة المرورية)،ليكون اليوم والغد لنا ولمن حولنا مزهريْن بالفرح.
بقلم : عبدالرحمن بن أحمد البهكلي
المملكة العربية السعودية
Aalbahkali@hotmail.com
2 التعليقات
حاتم بن محمد
2017-09-05 at 4:26 م (UTC 4) رابط التعليق
مقال رائع أصبح السائقين يقودون الجوال وهذا ما سبب حوادث
(0) (0)بدر
2017-09-05 at 6:28 م (UTC 4) رابط التعليق
يقولون ضربت فأوجعت، وأنا أقول طرحت فأبدعت..
(0) (0)