|  آخر تحديث أغسطس 17, 2017 , 0:29 ص

“سرطان”


“سرطان”



المدن المقمرة سحبت ظلالها وتركت الغزال شاخصا

تَأتِينِي الرِيَاحُ وَتُبَعثِرُ الأيَائِلَ المُهَروِلَة بِدَاخِلِي كُلَمَا جَزَعتُ
وَيَنهارُ قَصْرُ شَامبُور عَليّ وَلا أَرَى الا أشْلَاء مُضَمَخَة
وَأَطِيرُ نَحوَ سَمَاءٍ عَاشِرَة فَأجِدُ الرِيحَ وَضَحِكَ السنونو
لا سَمَاءَ تَعلُو القَصِيدَةَ ولَيسَ في السَمَاء الاّ السَمَاء
تَنظُرُ الى الأروَاحِ المتَطَايِرَة وَتَقبِضُهَا خَارِجَ المسَاحَة
حَيثُ الانسَانُ دُخَانٌ وَهَشَاشَة لا تَقبِضُ السَجَائِرَ
تَحتَرِقُ النُجُومُ كُلَمَا نَظَرَت اليّ وإلى خُطوَةٍ تَفصِلُني عَنهَا
تَرى عَينِي تُحَدِقُ بِطِفلٍ سَيَبقَى وَحِيدا بَعدَ حِينْ
وَزوج مَزَقَتهُ المَسَاكِنُ المستَعَارَة وَالمسَافَات البَعِيدَة
وَبنت لَنْ أضَعَ حَنَةَ زِفَافِهَا / لَنْ أبكِيهَا أمَامَ بَوَابَة الحَدِيد
وَجَسَدٌ سَأعِيدُه إلى الرّبِ حَفنَة من تُرَابْ
وَنَهدٌ تَهَشَمَ
وَيَدٌ تَشَظَتْ
وَشَعْرٌ اقتَلَعَتْهُ سُموم العِلاج
فَكَنزتُه في كَيسٍ وَمَنَحْتُهُ لِسَاحِرٍ يُعَثّر الحُظُوظَ
وَقَلبٌ سَحَقَهُ الزَمَانُ والمكَانُ والسَرَطَانْ
كَأنّ الصَيْفَ وَحْدَهُ الحَلِيفْ !

 
سَأكُونُ وَحِيدَة أمَامَ البَيَاضْ
يُؤنِسُنِي شَعرُ ابنَتِي عَالِقَا بِكَفِي حِينَ أيقَظَتني
فاستَفَاقَ القَلبُ لثَانِيَة,حَفِظَ عِطرَهَا وَمَاتْ
أيَا حَفَارَ القُبورْ !
الا وَسَعْتَ قَليلا رَحْمَة,فَمَا فَوْقَ التُرَاب ضَاقَ
فَكيْفَ بالتَحتِ يَضِيقُ
أحَرِكُ يَدِي جُثَة وَأنتَظِرُ الحَرِيقَ
فَقَدْ كَفَرْتُ بالوَلاءْ حِينَ اشْتَدَ الخِنَاقْ

 

 

بقلم: محمد رفيق طيبي 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com