الفجيرة، 27 يوليو 2017 ـ نبض الامارات
نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية بالتعاون مع نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية، رحلة بحرية ثقافية ضمن برنامجها الصيفي “قيّظ في الفجيرة”. حيث جسدت فعاليات الرحلة مشهداً يحمل طابعاً ثقافياً وتراثياً مميزاً، ربط الماضي الإماراتي العريق، بحاضره ومستقبله، وتجلت هذه الصورة من خلال مشاركة شخصيات من إمارة الفجيرة، دمج بينها خبرة كبار السن والشباب الذين تحدثوا عن تراث الآباء والأجداد ودعم الفعاليات الثقافية المستمدة من صميم ماضي أهل الإمارات الأصيل، وتعزيزه في نفوس الأجيال المقبلة، لينقلها الخلف عن السلف.
وأكد الشاعر خالد الظنحاني رئيس جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية خلال الرحلة البحرية على أهمية المحافظة على التراث والثقافة، بما في ذلك المواقع الأثرية والتاريخية في إمارة الفجيرة وتعزيز مكانتها، على اعتبارها وجهة مفضلة للراغبين بالاستمتاع بالأنشطة السياحية والفنية والثقافية خلال رحلاتهم، مشيراً إلى أن المهرجانات الموسمية التي تقام في الإمارة وأبرزها مهرجانا الفنون والمونودراما وفّرا لأهالي الفجيرة والقادمين من الإمارات والدول المجاورة، التعرف على أفضل الفرق الدولية في الغناء والموسيقى والمسرح وأسهم في الاحتكاك بين ثقافات الدول المستضيفة.
ولفت الظنحاني إلى إن الحياة الثقافية في الإمارات مرت بتاريخ طويل من البذل والعطاء الذي مهد الطريق لتأسيس الكثير من المؤسسات الثقافية، المنتشرة على امتداد الوطن، مشيراً إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت دولة الإمارات حراكاً ثقافياً كبيراً على صعيد تفعيل العمل الثقافي ودعمه، على المستويين الرسمي وغير الرسمي.
ثم قرأ الظنحاني قصيدة بعنوان “فلسفة”، قائلاً:
فلسفة (سقراط) ما تجدي الوصوف
صرت أدوّر عن جديـدٍ واكشفه
من وصوفك.. عيني ما قامت تشوف؛
غيرك انته والقمر نفس الصفه
سلسبيل ومرمر وعسجد ولوف
كل علامات الجمال مْصففه
من جانبه ثمّن أحمد إبراهيم المدير التنفيذي لنادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية دور جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية في إطلاق هذه المبادرة الثقافية التي ضمت مختلف الفئات العمرية وجمعت الكبار من أصحاب الخبرة والشباب وتبادل المعلومات والمعارف التي تتعلق بالثقافة الخاصة بالتراث البحري، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في الإعلان عن مبادرات ثقافية لتحقيق التواصل الدائم بين شرائح المجتمع.
وبدوره نوّه خبير ومدرب التنمية البشرية الدكتور سيف المعيلي إلى أهمية الرحلة البحرية الثقافية التي جمعت مجموعة من الشعراء والمثقفين في إمارة الفجيرة والتي أضفت مزيجاً ثقافياً جميلاُ جمع ما بين خبرات الماضي واستكشاف خبرات الشباب مثمناً دور الكبار في تكريس التراث الإماراتي في نفوس الشباب.
من جانبه قال الدكتور سعيد الحساني إن الرحلة البحرية التي ضمت نخبة من المثقفين وأصحاب الخبرة استرجعت أيام الأجداد وحكايا التراث البحري، إضافة إلى إلقاء القصائد الشعرية التي تزخر بالتراث والأصول المتجذِّرة بعمق التاريخ، في ذلك الموروث الثقافي القادم إلينا من البعيد محملاً بما خلفه الأجداد.
وأكد الشاعر والباحث عبد الله خلفان الهامور على أهمية الحفاظ على الموروث الحضاري والتراث الإنساني الإماراتي،وترسيخ مشهد الماضي العميق بالأصالة في نفوس الجيل الجديد.
واستعرض الهامور الموروث الشعبي في إمارة الفجيرة عبر إلقائه أبيات من الشعر الشعبي “الطرايق” قائلاً:
يا مالكين الغلا ماقْدر مَراعيكم
ساكن هواكم معي وعيني مراعكيم
لمّا هجرت الحشا ما هو الْمرا عيْكم
خديتوا قلبي شرع والا حكم أعراف
عندنا ظلمكم عدل احنا بكم أعراف
أقسمت بالله قسم وسورة الأعراف
إنكم ملوك الحما وهذه مراعيكم
وقرأ الشاعر أحمد الطوفان اليماحي مجموعة من القصائد الوطنية والعاطفية المميزة، قال في إحداها:
تمر أيامنا الأجمل وحنّا؛
على العادات دايم ما حيينا
نحافظ على الأصالة في وطنّا
وسَنِع لجدود ما أصبح دفينا
وألقى نائب رئيس جمعية شعراء الإمارات الشاعر محمد نهيول الكندي مجموعة من القصائد الشعرية التي تخاطب الموروث البحري الإماراتي، قائلاً:
بالشعر بقصد وبتغنّا
وبرسل الأبيات مختومه
من سمعته قول لمعنّا
البحر بعطيكم عْلومه
م البحر ياكم تعلمنّا
وكمّ واحد حقّق حْلومه
كما كان للشاعر أحمد خميس ضاحي الكندي عدد من القصائد الشعرية التي تغنت بحبّ دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، قائلاً:
البيت متوحّد على سبْع عمدان
ما عاش منهو يهدمه يابوخالد
والحكم دايم عند آل نّهيّان
ما دام في شريانهم دمّ زايد
وفي ختام الرحلة البحرية الثقافية، كرمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية نادي الفجيرة الدولي للرياضات البحرية والمشاركين بالفاعلية الثقافية بدورع تذكارية تقديراً لمشاركتهم المتميزة.