للمرة الثالثة على التوالي يحاول المخرج محمد سامي الاستفادة من وزن تامر حسني الثقيل على الساحة الفنية، في فيلم يعد الثالث في إطار التعاون بينهما، حيث جاء فيلم «تصبح على خير» بعد مرور عامين على تقديمه لفيلم «أهواك» و4 سنوات على صدور «عمر وسلمى 3».

ورغم وجود ممثلين من نجوم الصف الأول في قائمة «تصبح على خير» أمثال درة ونور، إلا أن ذلك لم ينقذ سيناريو الفيلم من حالة الشرخ التي أصيب بها في قسمه الثاني، حيث لم تخدم أدوات المخرج جودة فكرة الفيلم، الذي تميزت نهايته بالضعف التام وبسلوكها لنمط المباشرة في التعامل مع الأحداث، ما يكشف الاستسهال في صياغة حبكة الفيلم، الذي حاول فيه تامر حسني تجاوز حدود «الحدوتة» الرومانسية نحو الكوميديا، لتعد هذه هي المرة الأولى التي يخرج فيها حسني من طابع الحكايات الرومانسية في السينما، لا سيما وأنه لم يجنح هذه المرة إلى تضمين فيلمه شيئاً من أغانيه، كما حدث في «أهواك» (2015).

حكاية «تصبح على خير» تدور حول رجل الأعمال حسام الخديوي (تامر حسني) الذي يعاني من اكتئاب حاد في الفترة الأخيرة بسبب عدم قدرة زوجته على الإنجاب.

تتغير حياته بعد مقابلته «سجى»، التي تخبره أن لديها اختراعاً جديداً ترغب في أن يموله، يقوم على إدخال الشخص داخل حلم، يتحول فيه إلى شخصية أخرى تعيش في عالم آخر، يتصرف فيه كأنه حقيقة، ومن أجل التجربة، يدخل حسام إلى الحلم بعد اختيار لشخصية «جمال اللالي»، الفقير المعدم المختلف تماماً عن حياته الحقيقية، وتسير الأمور على ما يرام إلى أن يقع في الحب داخل الحلم، وتصبح حياة حسام انتقالاً بين العالمين.

تقنياً يمكن تقسيم الفيلم إلى جزأين، الأول يقدم فيه المخرج محمد سامي تعريفاً لشخصياته، وموقع وحجم كل واحدة منها، ويتضمن كمية عالية من الكوميديا خفيفة الظل مستوحاة من طبيعة البيئة الشعبية المصرية، في حين أن الجزء الثاني، استخدم للكشف عن «الحيلة» التي انطلت على رجل الأعمال حسام الخديوي، ويعري فيه حالة الخداع التي تغلفت بها الشخصيات المحيطة به على رأسها زوجته عايدة (درة).

إلا أن الملاحظ هو أن القسم الثاني احتوى على خلل كبير، ولم يأت على مستوى القوة و«خفة الظل» التي تمتع بها القسم الأول من الفيلم، حيث يبدو فيه أن المخرج محمد سامي قد اجتهد في البحث عن منطق للمواقف الكوميدية، ما أحدث شرخاً واضحاً في السيناريو الذي تولى كتابته المخرج محمد سامي نفسه، ما يشير إلى أن المخرج لم يستثمر فيه كل أدواته بشكل جيد.

الأمر الذي أضاع فكرة الفيلم في «زوبعة» الاستسهال الذي اعتمده المخرج في تقديم حبكة الفيلم الذي تمتع بفكرة جيدة، قد يرى البعض أن بعض ملامحها اقتبست من فيلم المخرج كريستوفر نولان «انسيبشن» ((Inception) الذي لعب بطولته الممثل ليوناردو دي كابريو.

وكشف فيه عن حجم وعمق موهبته في التمثيل، وبعيداً عن المقارنة بين فيلم تامر حسني و«انسيبشن»، تظل فكرة الصلة بين الحقيقة والحلم والتداخل بين العالمين، تشكل مساحة واسعة للأفكار التي يمكن استثمارها سينمائياً بطريقة أو بأخرى.

في الواقع لا يوجد هناك عيب في اقتباس الأفكار، ولكن المعيب ألا يتم استثمار الفكرة الجيدة، وبالتالي تقديم فيلم ذي وزن ثقيل، فكما يبدو أن المخرج محمد سامي لم يأخذ فكرة الفيلم حتى حدودها الأخيرة، مكتفياً فقط بقشورها، وهو ما بدا واضحاً في النهاية، التي جاءت ضعيفة وهزيلة وسطحية.