|  آخر تحديث يونيو 19, 2017 , 20:44 م

#رنا_مروان تكتب : ” نبْضة حب “


هـمــســات إيــمــانـيــة

#رنا_مروان تكتب : ” نبْضة حب “



 

قاسية ٌ هي َ الحياة!
لمَ الكذب بشأنها وإختزال ألم ِ مجرياتها بينَ الجوارح المرهقَة وكأننا نمارس النفاق على أنفسنا قبل أن نخدع به الدنيا حولنا بأجمعها، نتلّفق كلمات ٍ غير َ ذي الحشرجات التي في صدورنا ونكابر ُ بما نفعل ولنا في القلب سهاماً ترغمنا على ذلك مؤتلفة ً من ضياع ٍ وسُكات!
قاسية ٌ هي الحياة؛ فهي تعصف ُ برياحها في أشدّ الأماكن نحن حبّاً لها، وتدوي بعواصفها في تفاصيل أشياء نعشقها ونتمناها دوماً أن تكون َ لنا بخير وأن تضلَّ الأجمل في حياتنا، ولكن سرعان ما تتبعثر تلك التفاصيل أمام أعيننا في لحظة ٍ لعلّنا كنّا الأحرص فيها عليها، في لحظة ٍ كانت تلك التفاصيل فيها أحبّ الأشياء إلينا وأقربها منّا دفئا ً ورونقاً، مروّعة ٌ معالم الإنكسار التي نعتاشها لحظة َ أن تتبعثر تفاصيلنا الجميلة أمام أعيننا وكأنها قطع ُ زجاج مهمّشة، أو تعابير مصطنعة؛ فتصبح مكوّمة ً أمامنا بلا معنى إلى أن نقوم بدفنها في دواخلنا وهي بضع ٌ من أشياء كثيرة متفرقة ذات بصمات حارقة في حنايا الروح لدينا ولكن بلا أن يكون لها معنى غير الألم، الحسرة والكثير من العذاب والإرهاق!
تُباغت الحياة، تسرق، تدوي، تعصف وتُرهق! ولكن لا شأن لها بكلِّ ذي الأفعال؛ فحياة ُ كلٍّ منّا محكومة ٌ إمّا لقدر ٍ يُسيّرها أو لإختيارات ٍ وقرارات قمنا بها سواء أكنّا على دراسةٍ محكمة أثناء إتخاذها أم لا! نحن ُ نخطىء! ونخطىء كثيراً أيضاً وإن منّا إلا ويجد ُ نفسه ُ في أحد الأوقات المضنية ضحيّة دوامّة ٍ من الأسئلة المطروحة على مرئا العلن أجمع من نفس ٍ، قلب ٍ وروح ٍ معاً!
هكذا هي الحياة لا تتحمل إلا التوقعات، ولا شيءَ سار ٍ فيها ذي إعداد ٍ مسبق ٍ إلا من عند الله، ومن أضنك نفسه ُ أبعدها عن الله وسبب لها إضافة ًً إلى الضيق، ظلاماً آخر وخسرها وخسر الدنيا والآخرة. البدايات ُ في الدنيا  تؤول دوماً إلى النهايات فجأة؛ دون َ علم ٍ منّا، فتجدنا في طول الدرب قد أُخذنا منه ُ إلى منعطف ٍ مغلق ٍ أحكم قبضته ُ علينا وأنهى البدايات مهما كان مفادها في دواخلنا!
ولكن ما الحل؟!
ماذا يفعل الإنسان في ضوء هذه المتغيرات! ما الذي يجب عليه أن يُجريه على نفسه من تعديل ليصبح أشّد قوة ً وإتزاناً أمام الدنيا بتقلّباتها! التفكير في أنّ الحياة ستنقلب على عقبيها يوماً ما لتصبح دوماً أجمل لا يجدي نفعاً فهي كما حسبنا منضبعة ٌ تحت الأقدار والقرارات، وإتخاذها مساراً صحيحاً دوماً بفعل ٍ سحري ونحن ُ جالسون قبالتها ننتظر ذلك السحر يغيّرها يبدوا مربكاً أكثر من الفكرة ذاتها. ولكن لا بدَّ من حل، لا بدَّ من مسار ٍ دائم يعود ُ به ِ الإنسان إلى فطرته التي عليها خُلق، وإلى أصله السويِّ الذي منه أتى، وهذا الطريق هو في العادة مزدان بفحوى الأفئدة السليمة، الصالحة، النقيّة غير المتآكلة بفعل صدى الظلمات المُضنك!
قال تعالى (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) صدق الله العظيم
الحياة ُ الضنكا من هُنا، من الإبتعاد عن ذكر الله، والقلب الخالية حجراته ُ من أسماء الله ضعيف ٌ وهش، ولا يقدر على مجابهة أيّ سوء ٍ من أحوال الدنيا، القلب العامر بذكر الله لا يُضام، وتعصف في قلبه الدنيا بمجرياتها دون َ أن يشعر بذلك، العيون ُ الملىٓ بالإيمان لا ترى الدنيا إلا بعيون ٍ راضية، ولا ترجع إلى ربّها إلا وهي هانئة. فإن آلمتك يا ابن آدم الدنيا تكراراً وتكرارا، فانظر إلى صحيفة أعمالك فيما ملئتها وميزان حسناتك وسيئاتك إلى أيّ كفّة ٍ رجّحتها، إن الله لا يظلم الناس شيئا وحاشاه سبحانه من أن نكون له شاكرين فيردّنا على أعقابنا خائبين.
الفرج لا يأتي إلا من الله، وهو َ نتيجة ُ إجتياز قلوبنا إختبار الصبر ذا الرضى، لا القنوط! لن نخسر من أنفسنا بضعاً إن جالسنا مصحفنا بكل قنوت، ولن ينقص َ منّا شيئاً إذا ما خصصنا لقلوبنا موائد َ من إستغفار وذكر ٍ، تهليل وتسبيح، الدنيا ستشرق دوماً أمام ناظرينا إذا ما دمنا مقرّبين من الله، وسُتغلق أشرعتها ومصابيح أنوارها عن سبل حياتنا بالإبتعاد عنه سبحانه، وأن نكون َ مع الله لا يتطلب منّا ذاك الشيء الكثير، هي خطوة ٌ نخطوها إليه جلّ وعلا لنرى مفعولها علينا وما ألمّته ُ بنا من رضىً لكلِّ ما يسري علينا وكفى!
بقلم: رنـا مروان – ( الأردن )

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com