دشنت مكتبة الاسكندرية في احتفال اقيم بالنادي الدبلوماسي المصري بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية حملة دولية لإمداد مكتبة آشوربانيبال بمائة ألف كتاب وحضر الحفل السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية المصرية للشئون العربية الذي ألقي كلمة أكد فيها علي عمق العلاقات المصرية العراقية خاصة علي الصعيد الشعبي وهنأ العراق بتحرير أراضيه من المتطرفين، كما ألقي الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الإسكندرية كلمة اكد فيها أن جملة الكتب التي ستقدم كدفعة أولي إلي مكتبة آشوربانيبال 1500 عنوان مقدمة من مكتبة الاسكندرية واللجنة الوطنية المصرية للمتاحف والمركز الفرنسي للدراسات الاجتماعية والوثائق، وذكر أن مكتبة الإسكندرية تقود حملة دولية لإمداد مكتبة آشوربانيبال بمائة ألف كتاب، ستحث عبرها دور النشر والمؤسسات العلمية والثقافية علي تقديم هذا الاهداء.
واكد الدكتور خالد عزب علي ان هذه الجهود تأتي ردا لجميل العراق الذي كان له دور في احياء مكتبة الاسكندرية الجديدة واكد علي ان العراق يشارك بعلمائه وخبراؤه في برامج وأنشطة مكتبة الاسكندرية، فمكتبة الاسكندرية أصدرت مجلدين جمعا المقالات الأكاديمية للدكتور جواد علي مؤرخ العرب الشهير، كما أصدرت دراسة مسحية للأدب العراقي المعاصر للدكتور عبد الاله عبد القادر، وهي تتعاون حاليا مع المجمع العلمي العراقي لرقمنه مجلته العلمية الرصينة، فيما اختير الدكتور علي الجبوري عالم الأشوريات العراقي الشهير عضوا في مجلس ادارة مركز الخطوط.
علي جانب آخرألقي السفير العراقي في مصر حبيب الصدر كلمة أدبية راقية نالت استحسان الحضور، أكد خلالها علي قدم حضارتي مصر والعراق ونوه إلي دور العراق عبر العصور في بناء الحضارة الانسانية وفي تقديم العديد من المنجزات الثقافية والعلمية والأدبية، واكد ان علاقة العراق بمصر منذ العصور السحيقة علاقة وطيدة،واكد ان الاهداء المقدم من المكتبة في رمزيته هو تعبير عن هذه العلاقة.
علي جانب آخر أكد الدكتور سامح فوزي نائب رئيس قطاع المشروعات في مكتبة الاسكندرية ان مكتبة الاسكندرية أبرزت في مشاريعها عراقة العراق وعلاقته الوطيدة خاصة عبر مشروع رحلة الكتابة في مصر،والقطع الأثرية العراقية في المتحف المصري، وكيف يتلاقى المجتمعان المصري والعراقي علي قيم أساسية أهمها التعددية.
وكان عدد من كبار الشخصيات المصرية والعربية شارك في الحفل علي رأسهم الدكتور مصطفي الفقي الذي اكد علي رمزية هذا الحدث، وعلي المحبة التي يكنها المصريين للشعب العراقي.
وكان الانبا أرميا قدم خلال الحفل اهداء من المركز الثقافي القبطي إلي سفير العراق في مصر،وهما اصدارات المركز لتكون ضمن الاهداءات المقدمة لمكتبة آشوربانيبال.
تعد مكتبة الملك الأشوري اشوربانيبل (668-627 ق.م ) من اقدم مكتبات العالم من حيث العدد والتنظيم والتصنيف وتنوع المعلومات وكما هو معروف فان ما اكتشف من المكتبة ما بين 1845-1854 من قبل البعثة الاثارية البريطانية يزيد على 30000 نصا وكسرة والمحفوظة الان في المتحف البريطاني .
ان الهدف الأساسي من مشروع احياء مكتبة اشوربانيبل والذى تبنته جامعة الموصل هو بناء صرح حضاري كبير على غرار مشروع مكتبة الاسكندرية في مصر ليشمل نماذج من هذه النصوص ومكتبة تضم كل ما نشر من كتب ومقالات ودوريات عن تاريخ العراق عامة والأشوري خاصة وفعلا بدانا في جمع ما يمكن مذ عام 2004 فقد قدمت جامعة ستونى بروك / نيويورك اكثر من 1000 كتاب ودورية اضافه الى الاهداء الشخصي من اساتذة بريطانيين ومن المعهد البريطاني لدراسات العراق ومن المعاهد الاثارية الفرنسية والالمانية وهكذا اصبح لدينا نواة للمكتبة والمودعة حاليا في المكتبة المركزية لجامعه الموصل الا انها بحاجة ماسة للدعم المالي لاقتناء امهات الكتب والدوريات العالمية خاصة وان اقسام الاثار والدارسات المسمارية اصبحت كلية ولديها العشرات من طلبة الدراسات العليا والتدريسيين الذين هم بأمس الحاجة الى معرفة ما ينشر عالميا وبشكل مستمر .
اما مكتبة الاسكندرية فقد كان تعاونها معنا كبير جدا وخاصة الدور الذى قام به الدكتور خالد عزب في تزعم حملة عربية لدعم مكتبة اشوربانيبل بالكتب والدوريات وذلك بمخاطبة المؤسسات العلمية
العربية اضافة الى المؤسسات الاكاديمية وقد لبت دعوته كل من مؤسسه جمعة الماجد العلمية
ومؤسسة السلطان على عويس الاماريتين وكذلك جامعة ام القرى السعودية . الا ان الدعم الاكبر فقد جاء من مكتبة الاسكندرية والهيئة المصرية للكتاب ووزارة شؤون الاثار المصرية ومن مركز المخطوطات المصري ومؤسسة عبد الحمن بدوى الخ .. الان يجب ان نعتمد على انفسنا بتهيئة مستلزمات هذه المكتبة من كتب ودوريات ومجلات عربية وعالمية لتكون مركزا للباحثين وان لا نعتمد على ما يقدم الينا فقط لذا يجب ان تتظافر الجهود من جامعة الموصل ومن محافظة نينوى لدعمها من خلال رفدها بالكتب والدوريات من المعارض العالمية والعربية للكتب وشراء ما يخصها
فلسفة المشروع
جاء تصمم المشروع ليلبى الامتداد الحضاري للعراق القديم في العمارة والفنون اضافة الى المنجزات العلمية والفكرية حيث ان الحضارة الاشورية ماهى الا خلاصة التطور الذى بدا قبل الاف السنين على أيدى السومربينوالاكدبين والبابليين ولذا فان فكرة تصميم المشروع المعماري والفني ماهي الا امتداد لتلك المنجزات؛ حيث ان استخدام بعض العناصر المعمارية الاشورية اصبح من اهم ميزات هذا المشروع مع التواصل المستمر للعمارة العربية الاسلامية والتي تعد حلقة الوصل بين الماضي والحاضر ، وهكذا فان النهضة الحضارية المعاصرة التي يشهدها العراق تعتمد على هذه المفاهيم التي ينبغي ابرازها في تكوين المشروع الذى يستلهم شكلة منها والتي ستعطيه ديمومتها ونهضتها ووفقا لهذا فقد تمت استعارة مجموعة من شواهد الحضارة الاشورية لوضعها في التشكيل العام والاستفادة من مدلولاتها في تحقيق التصميم فمثلا الثور المجنح والذى استخدم شكلا مجردا ليكون هيكل المكتبة هو احد المضامين المهمة للحضارة الاشورية وهى الحكمة في الراس ، السمو في الجناحين ، والقوة في جسم الثور ، كما ان المسطبة المستخدمة كقاعدة لهذا الهيكل فهي الاخرى تمثل الرسوخ القوة والصلادة والمنعة تدعمها الاسوار الاشورية التي زينت الجدار الخارجي لهيكل المكتبة . كما عمد المصمم الى استخدام العلاقة المسمارية لتزين شبابيك المكتبة في الجدران الخارجية باعتبارها اول الحروف التي استخدمها الانسان في نقل وحفظ العلوم والمعارف ، اما من الناحية الفنية فان حالة الارتباط بين تشكيلات العلامة المسمارية فأنها تكون قوسا عربيا زيادة في التأكيد على التأكيد على حالة المد الحضاري والذى جاء متسلسلا دون انقطاع على هدة الارض المعطاء
لقد تم فصل المكتبة عن الملحق الخدمي بواسطة شارع رئيسي واعيد ارتباطهما بمساحة نصف دائرية تشبه حرف النون الذى ورد في قوله تعالى ” ن والقلم وما يسطرون ” استخدم هذا الشكل في المسقط الأفقي لما يحمله من دلالة الآية الكريمة وارتباطه بالقلم والكتابة وبمدينه نينوى ومن سمات تصميم المشروع العلاقة بين المكتبة والكلية فبالرغم من استقلالية كل من المبنيين الا انهما يعملان معا حيث يقدم الملحق الخدمات للباحثين والمختصين والذين يمثلون حلقة الوصل بين محتويات المكتبة الاصلية والكلية مؤكدة التكامل الفلسفي للمشروع والبعد الزمنى الذى يمتد من الماضي الى الحاضر والمستقبل بينما تهيئ المكتبة فرصة البحث والمناقشة والتأمل للأجيال القادمة يعتمد التصميم اساسا الفكرالعراقى والامكانات والقدرات الهندسية العراقية من حيث التصميم والتنفيذ ويهدف الى اضفاء السمة الحضارية من خلال التشكيل المعماري والفضاءات المفتوحة والمواد الانشائية المحلية المستخدمة مثل حجر الحلان والمرمر المتوفر في اطراف مدينة الموصل ، مستلهما العمق الحضاري للعراق ومتجانسه مع السياق الزماني والمكاني ومجسدا لفكرة ربط القوة والعلم وهو ما نجده في قوة الاشوريين وازدهار حضارتهم وانعكاس ذلك بما ضمته مكتبة اشوربانيبل من نصوص علمية وادبية مختلفة وهكذا فان المشروع يهدف الى :
1- يكون نقطة ارتكاز للدراسات المسمارية ومركز جذب للباحثين الآثاريين في العالم ليتطلعوا على عمق حضارة وادى الرافدين.
2- المرجعية الحضارية للمشروع تمثل حقبا تاريخيا تمتد من السومريين الى الاشوريين في العصور الاسلامية والمعاصرة استوحى المصمم فيها احواء القصور الاشورية بتشكيل الكتل والفضاءات باستعارة المساطب والمرتقيات و الفناءات المفتوحة ومحورية الحركة وصلادة الكتل والاسوار والابراج والاروقة والعقود مما يغنى المشروع حقب حضارية متنوعة
3- مداخلة ثنائية العلم والقوة ، القديم والحديث في مبنى المكتبة والكلية وتقاطع المرحلتين التاريخيتين في الجزء الاوسط والذى يحمل سمات العمارة الاسلامية مشيرا الى حرف النون
4- شكلت كتلة بناية المكتبة اشارة تجريدية للثور المجنح على مستوى الكتلة الخارجية والذى يعد من رموز الحضارة الاشورية
5- استخدام رمز العلامة المسمارية في التشكيل الخارجي للواجهات وفى شبابيك بناية المكتبة وفى تفاصيل التغليف النهائي للجدران
6- يعكس هذا المشروع الطابع المحلى للعمارة العراقية والهوية الحضارية الخاصة بها في التشكيل المعماري وفى مواد الانشاء.
تصميم المشروع
تتكون المكتبة من عدة طوابق الاسفل منها تحت الارض وهو عبارة عن مخازن محصنة اما الطابق الأرضي فسيكون عبارة عن قاعات كبيرة وصغيرة تعرض فيها النصوص المسمارية الخاصة بمكتبة اشوربانيبل المستنسخة والمصنعة والتي يعمل المشروع للحصول عليها من المتحف البريطاني وكذلك النصوص التي سيتم الكشف عنها من خلال التنقيبات التي تقوم بها كلية الاثار حاليا في قصر اشوربانيبل هذا بالإضافة الي قاعات كبرى للندوات والمؤتمرات .
اما الطابق الاول مخصص لمكتبة حديثة والتي تضم كل ما نشر وترجم من كتب ومقالات عن نصوص اشوربانيبل بخاصة والعراق القديم عامة مع غرف لأساتذة وقاعات للدرس اما الطابق الثاني فيكون مركز للمعلوماتية وسيضم مركز لأنترنت وحاسبات متطورة تتلائم والدراسات المسمارية ويخصص الطابق الثالث للباحثين والاساتذة الزائرين مجهزا بكل ما يحتاجونه من اجهزة واثاث وقنوات اتصال حديثة اضافة الى مكتبة الاقراص الليزرية وكل ما يمكن توفيره من تقنيات اخرى حديثة تخدم المشروع يكون مكانها الطابق الرابع .بينما يستغل السفلى كمخازن
اما الوصف العام لبناية المكتبة وكلية الاثار وملحقاتها والمواد الاولية التي يجب استخدامها والدور الذى تقوم به جامعة الموصل من حيث التصميم والانشاء
المظهر الخارجي
1-تغليف جدران البناية الخارجية بمداميك من حجر الحلان وبأحجام وقياسات مشابه لما هو موجود في سور نينوى ، وتزينها بالنقوش الاشورية الملونة
2-الشرفات العليا للجدران تكون بشكل البرابيتالاشورى
3-المدخل الرئيسي للبناية يصمم بالحلان والمرمر ويكون مشابه لبوابة نركل او بوابة المسقي الآشورية
4-الشبابيك الخارجية العليا والمستطيلة تنفذ بالحلان والمرمر الملون أو السيراميك الملون وتصمم علي شكل علامتين مسماريتين عموديين حيث ان التقاء كل مسمار مع الآخر يشكل قوس اسلامي مدبب
5-استخدام الآجر المفخور أو قطع صغيرة من الحجر بحجم الاجرة لرصف الشوارع والأرصفة علي غرار الشوارع الآشورية والبابلية وتشجيرها
6 –تشجير محيط المكتبة بالأشجار والنباتات التي كانت موجودة في العصر الآشوري
المظهر الداخلي
يغلف الطابق الأرضي بالمرمر وتنفذ عليه بعض المشاهد الآشورية مثل”صيد الأسود، مشاهد من المعاك الحربية، مشهد الاحتفال بانتصار الملك الآشوري آشوربانيبال ومشاهد أخري من عالم الحيوان والنباتات التي كانت موجودة آنذاك والتي توضحها المنحوتات الآشورية الاصلية” إضافة إلي تدوين نماذج لأهم النصوص وبالخط المسماري مثل مقاطع من قصة الطوفان، ملحمة كلكامش، كتابات تذكارية، رسالة ملكية، نص رياضي، نص فلكي، نص معجمي الخ…
تزين الاجزاء العليا من الجدران والسقوف بأفاريز ملونة علي غرار قصر آشورناصربال الثاني في مدينة كلخو(نمرود).
متحف المكتبة
يخصص الطابق الأرضي لأجنحة المكتبة الإدارية إضافة إلي قاعات متحفيه لعرض نماذج لأهم الآثارالعراقية ولمختلف العصور ابتداء من العصور الحجرية ثم العصور التاريخية(السومرية،الاكدية، البابلية، الآشورية، وفترة ما قبل الإسلام ثم العصور الإسلامية). يتم الحصول علي هذه النماذج بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث(المتحف العراقي)، المتحف البريطاني الذي ابدي استعداده للتعاون مع كلية الآثار كما مبين في رسالة الدكتور جون كيرتز أمين أثار الشرق الأدني القديم في المتحف البريطاني بعد زيارة الاستاذ الدكتور ابي سعيد الديوة جي رئيس جامعة الموصل للمتحف حيث يقول:
الفقرة 2-تجهيز اعداد قليلة من نسخ جبسيه لنصوص مسمارية من مكتبة آشوربانيبال الموجودة في المتحف البريطاني والتي ستعرض في متحف مكتبة آشوربانيبال في الموصل.
الفقرة3-اهداء مطبوعات المتحف البريطاني ذات العلاقة لمكتبة آشوربانيبال تم تقديم قسم منها الآن كدفعة اولي وهي:-فهرس للنصوص البابلية في المتحف البريطاني الجزء 7،8،الكتابات المسمارية علي الآجر(الطابوق)،نصوص تقنيات اور الجزء 6،الفن والامبراطورية.
الفقرة4- تتبني جامعة الموصل برنامج ارسال طلبة الدراسات العليا او دراسات ما فوق الدكتوراه في النصوص المسمارية الي المتحف البريطاني للتدرب علي دراسة النصوص المسمارية والمواضيع ذات العلاقة والمتحف مستعد لاستقبالهم.
كما نأمل مفاتحة المتاحف العالمية التالية والتي تحتوي علي كميات هائلة من الآثار العراقية كمتحف اللوفر ومتحف برلين ومتحف انقرة، ومتحف اشموليان بمدينة اكسفورد، متحف المعهد الشرقي لجامعة شيكاغو الخ. للغرض نفسه. الاستفادة من خبرات المتاحف في طريقة العرض، الإنارة، صيانة وحفظ الآثار وذلك من خلال عقد اتفاقيات تعاون ثقافي وعلمي معها علي غرار اتفاقية التفاهم مع المتحف البريطاني .
سيستفاد من المتحف وقاعاته لعرض الآثار المؤمل اكتشافها من قبل هيئة التنقيب الاثرية التي شكلتها كلية الآثار بعد استحصال إجازة التنقيب من الهيئة العامة للآثار والتراث/بغداد 2011.وقد باشرت كلية الآثار-جامعة الموصل بالتنقيب قرب قصر آشوربانيبال في تلقوينجق لاستخدامه كحقل عملي لطلبة كليه الآثار وبنفس الوقت فإن ما يكتشف سيضيف معلومات جديدة لتاريخ وحضارة العراق القديم.
وبعد اكتمال المشروع في عام 2014 نأمل بأن تتم افتتاح بناية المكتبة بحفل رسمي وإقامة مؤتمر عالمي حول الحضارة الآشورية علي ان تبدأ الاستعدادات منذ الآن ويستدعي اليه اساتذة وآثاريين عرب وأجانب.
دور جامعة الموصل في دعم المشروع
كانت جامعة الموصل السباقة بالاهتمام بحقل الدراسات المسمارية واللغات القديمة كالسومارية والاكدية اذ بادرت بفتح قسم علمي مستقل للدراسات المسمارية في كلية الآداب في العام الدراسي 1999-2000 وقبلت فيه عددا محدودا من الطلبة تم تدريسهم وتعليمهم كيفية قراءة النصوص المسمارية السومارية والبابلية والآشورية واعطائهم خلفية تاريخية كاملة عن تاريخ العراق القديم وتاريخ حضارته الاصيلة وفق مناهج خاصة اعدت لهم من قبل لجان علمية متخصصة كما تم تكليف الاساتذة المتخصصين باعداد وتأليف الكتب العلمية اللازمة عن الكتابة المسمارية وعن لغات العراق القديمة السومارية والأكدية صدر الأول منها”قاموس اللغة الاكدية-العربية في العام 2010، قواعد اللغة الاكدية،نماذج من الكتابات المسمارية،ترجمة معجم العلامات المسمارية وينتظر صدور الكتب الاخري قريبا.
كما يعمل القسم علي توفير اهم الكتب والمراجع الاجنبية المتخصصة وبأساليب شتي لتلبية حاجة الطلبة والباحثين اليها.
لقد خطط لأن تنهض الدراسات العليا ذات العلاقة بالنصوص المسمارية وهكذا ثم يعمل علي انتخاب مجموعة من خريجي قسم النقوش واللغات القديمة والاخذ بيدهم لاكمال دراساتهم العليا في هذا التخصص الذي اصبح من التخصصات النادرة في العراق وقد فتحت دراسة الدكتوراه في الآثار والدراسات المسمارية الي جانب دراسة الماجيستير لتوفير الكادر العلمي المتخصص الذي سيعمل في مكتبة آشوربانيبال الحديثة وكما خطط له بأن يكون مركزا بحثيا علميا يستقطب الباحثين والدارسين من داخل العراق وخارجه.كما إن من أهداف المشروع الرئيسية وضع أسس متينة لمدرسة عراقية متميزة في دراسة النصوص المسمارية من حيث قراءتها وتدوينها بالخط العربي إلي جانب الخط اللاتيني وترجمتها باللغة العربية مباشرة وسيكون من مهام المكتبة الرئيسية الاشراف علي اعمال التنقيب عن الآثار في مدينة نينوي،التي احتضنت بقايا مكتبة آشوربانيبال وحافظت عليه لأكثرمن الفين وخمسمائة عام حتي اختطفتها ايادي الاجانب المنقبين الرواد، وسيكون التنقيب بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث كما سيكون من مهام المكتبة اقامة مؤتمرات وندوات علمية وحلقات دراسية واصدار الكتب والمجلات العلمية وتوطيد العلاقات العلمية الوطيدة مع المؤسسات العلمية الرصينة في الوطن العربي وخارجه.
من خلال تنفيذ مشروع إحياء مكتبة آشوربانيبال وتأسيس كلية للآثار نأمل أن تكون المكتبة والكلية بؤرة علمية ينجذب إليها الباحثون والدارسون من داخل العراق وخارجه وتكون مركز إشعاع حضاري كما كانت مكتبة آشوربانيبال في القرن السابع قبل الميلاد.
وهكذا نلخص الي ان المشروع سيكون مؤسسة علمية رائدة ليس في العراق فحسب وانما في الوطن العربي والعالم ،تهدف الكلية لسد النقص الحاصل في تخصص الدراسات المسمارية وذلك من خلال فتح القبول في الدراسات العليا(الماجيستير والدكتوراه) في هذا التخصص والذي سيضم الحضارات السومارية، الأكدية(البابلية،الآشوراية). هذا بالإضافة الي ان المشروع سيكون مركزا بحثيا علميا ويعمل علي توفير كافة مستلزمات البحث العلمي الاساسية ومنها التقنيات الحديثة.
ان احياء مكتبة آشوربانيبال والتي عدت اكبر واقدم مكتبة مكتشفة من التاريخ القديم حتي الوقت الحاضر،سيكشف وجها مشرقا من تاريخ العراق القديم الزاخر بالمعطيات الحضارية كما ان هذا الاحياء سيكون وفق صيغ جديدة تتناسب والتقدم العلمي والتقني الذي يشهده القرن الحادي والعشرون لتصبح مركز اشعاع حضاري تنير الطريق امام الاجيال المقبلة وتبعث الاعتزاز بالماضي بما قدمه الاجداد من مساهمات رائدة للحضارات الانسانية.