نبيل الكثيري – أبوظبي
العمل التطوعي الفردي أو الجماعي يعتمد بصفة أساسية على الإحساس الإنساني للفرد أو المجموعة، ولا يسعى المتطوعين لتحقيق مكاسب شخصية، بل خدمة الهدف الذي تطوعوا من أجله وتقديمه بأفضل السبل والطرق، ويكفيهم الإشادة والتقدير من قيادات المجتمع.
وفي المقابل يجب أن لا ننسى أن البعض ينحصر نشاطهم بمحاولة مضايقة المتطوعين والتقليل من جهودهم، وهؤلاء يجب عدم زجرهم أو إقصائهم، بل يجب القيام بمحاولات مستمرة ودؤوبة لدمجهم بالتدريج في العمل التطوعي وإعطائهم مهام تناسب مكانتهم وتجعلهم يندمجون فيه دون أن يشعروا.
ومن أنواع التطوع “التطوع في حالات الطوارئ” وهو ما يهمني في هذا الوقت من العام حيث يقوم المتطوعين بدور أساسي في جهود الإنعاش عقب الكوارث الطبيعية مثل التسونامي والفيضانات والجفاف والأعاصير والزلازل. على سبيل المثال، في عام 2004 زلزال وتسونامي المحيط الهندي جذب عدد كبير من المتطوعين من حول العالم، وللعلم في دولة سويسرا يعتبر التطوع ملزماً للذين لكل من لا تنطبق عليهم شروط الخدمة العسكرية وهم في سن 20-60 سنة.
وهنا في الدولة بدانا ندخل في موسم الأمطار والرياح وربما نصادف بعض العواصف القوية وذلك يأتي تزامنا مع إنشاء عدد كبير من الفرق التطوعية المجتمعية في مختلف مدن وإمارات الدولة تلبية لتوجيهات سيدي صاحب السمو/ الشيخ خليفة بن زايد أل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”.
أتوقع من تلك الفرق أن تبدا في وضع برامجها الميدانية الذاتية لمساعدة المتضررين والمحتاجين للمساعدات وخاصة في الشوارع والوديان والمناطق النائية دون انتظار لتوجيه من المؤسسات المجتمعية، فالسرعة في تنفيذ المهام التطوعية الطارئة هي المحك الرئيسي لجدية تلك الفرق عوضا عن الاكتفاء بحضور الفعاليات الرسمية والمجتمعية والقيام بتنظيم دخول وخروج وجلوس زوار تلك الفعاليات واخذ الصور التذكارية معهم.