|  آخر تحديث فبراير 13, 2017 , 22:55 م

سقطت أخلاقنا بالتقادم


بقلم: مجد الشيخة - ( سوريا )

سقطت أخلاقنا بالتقادم



تحدبت ظُهورنا بما حملنا من أخلاقٍ أثقلت كواهلنا، فقررنا رميّ كُلَّ ماكان وكُلَّ ما قد يكون ثقيلاً؛ لنبحث عن الخفةِ أينما ذهبنا، حتى صارت أخلاقُنا تتغير باِستمرار بين مدٍ وجزر، لذا نرى أن ماكان مِنذُ سنوات محظوراً أخلاقياً صار اليوم وبِكُلّ سهولة من صميم العادات الأجتماعية السائدة، كيف؟ و متى؟ لا أحد يعلم.
أخلاقنا مستمرةٌ بالهبوط كُلّما زاد جهلُنا و كُلّما ارتفعت أرصدتنا البنكية، ثم إنه كيف لأخلاقٍ قامت عليها مجتمعاتٌ بأكملها أن تكون عِبئاً علينا اليوم؟، نُحاول مخالفتِها بمختلف الطُرق دون مبرر، اللهم إلا التطور و الانفتاح.
لبُ المشكلة أن هناك عادات نشأت وتحولت إلى أخلاق وهي ليست بالأخلاقِ من شيء، وهذه الأخيرة امتدت حتى أصبحت تُشكل روح المجتمع يتبعها الأغلبية وكأنها قانون يرتب جزاءً على مخالفته.
لكن البعد الزماني للمشكلة مرتبط بالماضي و بالحاضر ومؤثر جداً على المستقبل ذلك أن ما زرعناه لا بد لنا من حصاده، أي أن الذي مازال يعتبر أخلاقاً إلى اليوم ولم تدهسه عجلات التطور، رُبَّما يصبح بعد فترة موروثاً ثقافياً ليس إلا.
لا أحد يختلف حول وجود عادات وتقاليد توارثناها ولا تصلح لحاضرنا.
و هناك خلطٌ شائع بين الأخلاق الأساسية التي تعتبر لبِنةَ المجتمع و تتميزُ بالثبات النسبيّ و بين الأخلاق الثانوية التي تختلف باِختلاف المجتمعات وما إلى ذلك من اِختلافات أُخرى.
ينصبُ حديثي على الأخلاق الأساسية التي لولاها لما نهضَ أجدادنا، و ليس ببعيدٍ عن الأجداد إلى الأحفاد الذين ينشئون و أخلاقهم أوروبية و أقوالهم أمريكية، فهل وصلنا إلى مرحلةِ غسيل الأخلاق أم أن هذا المصير بات قريباً.
هل في مرحلتنا هذه نستطيع المحافظة على ماتبقى لنا من أخلاق حتى لانصل للهاوية؟. خلال فترةٍ قصيرة تحولنا إلى قلةٍ من الثائرين وكثيرٌ من الخونة، كثيرٌ من القتلة وقليلٌ من الأبرياء، اكتسبنا في مخزوننا الأخلاقي اِمتهان للثقافة وتمثيل للإنسانية.
لن تكون كُلّ النواحي سلبية حتماً، لكن وحدي من يؤمن بسلبيتها، فكيف يمكننا أن نسميّ التدهور تطوراً؟، فهل ننجو بعد أن توسدنا أخلاقنا الجيدُ منها والرديء؟.
لا نبحثُ عن شيء إلا فقدنا آخر، حين بحثنا عن الطريق أضعنا الخارطة، وحين أردنا السلام استُبحيت دِمائُنا، وحين بحثنا عن التطور وضعنا أخلاقنا جانباً وابتدعنا أخرى تتناسب مع تطورنا حتى صارت أخلاقنا تستورد من الخارج، لامشكلة فيما ذكرت لكن في أننا استوعبنا ومازلنا نستوعب كُلّ جديد مهما كان سيئاً أو جيداً دون تفرقة بانفتاحٍ أعمى. كُلّ شخص منا إن لم يكن سيفاً قُطع بسيفٍ أخر.
من الطبيعي أن أخلاق شخصٍ واحد مهما بلغت من السوء لا تمثل المجتمع، لكن أن ينتشر هذا السوء بين أفرادِ المجتمع كَكُل حينها يمكننا أن نوصم المجتمع بالسوء، ولا يسعُنا أن نُشير إلى من حسنت أخلاقه مِنا إلا بمفاهيم عكسية.

 

بقلم: مجد الشيخة – ( سوريا )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com