|  آخر تحديث ديسمبر 9, 2016 , 22:46 م

« جولة خادم الحرمين الخليجية »


« جولة خادم الحرمين الخليجية »



تُحظى الجولة الجالية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باهتمامٍ كبير إقليمياً وعالمياً لأسباب عدة، من بينها المكانة التاريخية للمملكة العربية السعودية وتأثيرها القوي، إذ يكفيها فخراً كونها البلد التي تحتضن الحرمين الشريفين وقبلة لمليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض. علاوة على مكانتها السياسية والاقتصادية الرفيعة.. كما أن توقيت الزيارة في هذه المرحلة الدقيقة التي تشهد فيها المنطقة ملفات ساخنة وتحولات متلاحقة تجعل الجميع يتابع تفاصيل الجولة الخليجية لخادم الحرمين الشريفين بمزيد من التحليل والتوقعات إلى ما ستؤول إليه الأوضاع.

بدأت جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز الأولى من نوعها، من العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث تزامنت زيارته مع احتفالات الدولة بمناسبة مرور 45 عاماً على تأسيس الاتحاد، ووجدت زيارة خادم الحرمين ترحيباً رسمياً وشعبياً أكّد على عمق العلاقات السعودية الإماراتية.. عضّد ذلك الرأي تكّريم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، لللعاهل السعودي بمنحه “وسام زايد”، الوسام الأعلى في دولة الإمارات.

بعد الإمارات، غادر الملك سلمان إلى المحطة الثانية (دولة قطر)، التي تزينت واكتست حُلة زاهية في انتظار “الزيارة التاريخية” كما وصفها دبلوماسيون قطريون، ورأوا أن جولة خادم الحرمين الشريفين تفتح آفاقاً واسعة للعمل المشترك والتعاون في المجالات كافة وتؤكد المزيد من الترابط والتلاحم بين دول مجلس التعاون الخليجي. مؤكدين على تطابق السياسات والمواقف السعودية القطرية في قضايا المنطقة العربية مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.

ننظر إلى جولة الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأنها تأتي في إطار دوره الفاعل والمحوري ومبادراته لتعزيز التضامن العربي وتوحيد صف العرب والمسلمين لمواجهة التحديات المهدّدة للمنطقة” والتصدي بحزم وشدة لأي تدخلات ومساع لتمرير أجندات الفوضى والدمار في دول المنطقة.

وتؤكد الزيارة “الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في قيادة المنطقة وحفظ أمنها واستقرارها والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والاسلامية بدءاً بالقضية الفلسطينية، ومرورا بالملفين السوري والعراقي، ووصولاً إلى الوقوف بجانب الشعب اليمني في التصدي لمحاولات إيران ودعمها للحوثيين رغبة في تحويل اليمن إلى حديقة خلفية لإيران.

الجولة الخليجية للعاهل السعودي من المنتظر أن تشمل مملكة البحرين، التي ستشهد انعقاد القمة الخليجية ومن ثم تختتم بزيارة دولة الكويت.

هذه الزيارة تأتي وملفات كثيرة ستكون مفتوحة أمام القادة الخليجيين في قمتهم التي تعقد بالمنامة، ومن أهم هذه التحديات الملف الأمني والتحديات في سوريا والعراق، بجانب العلاقات الأمريكية الخليجية بعد انتخاب ترامب رئيساً لأمريكا والذي كان قد صرح إبان حملته الانتخابية بأنه سيلزم الدول الخليجية أن تدفع له أموالا مقابل الحماية الأمريكية.

بجانب ذلك كله، نتوقع أن يكون ملف ترفيع مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى اتحاد خليجي أسوة بتجارب تكتلات أخرى، سيكون حاضراً أمام قادة دول الخليج، وربما يتم التمهيد له بقرارات نافذة وقوية قد تبدأ بمناقشة الهاجس الأمني وهو الأقوى والمهدد الأول لدول الخليج، ونشير هنا إلى أن دول المجلس قد خطت خطوات واسعة في هذا الشأن بإقرارها جهاز الشرطة الخليجية واختيارها العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له منذ بداية العام الجاري.. وبطبيعة الحال سيكون للتعاون الاقتصادي وتحديات انخفاض أسعار النفط نصيب وافر من جلسات القمة الخليجية.

الاستقبالات الحافلة المنقطعة النظير، التي وجدها خادم الحرمين الشريفين والترحيب المتواصل به على وسائل التواصل الاجتماعي يدل ويؤكد على المكانة الكبيرة التي يُحظى بها الملك سلمان بن عبدالعزيز لدي القادة الخليجيين، إذ إنه الزعيم والقائد المُلهم ، ما يشير إلى أن هذه الجولة لها ما بعدها سواء على المستويين الإقليمي أو الدولي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com