|  آخر تحديث نوفمبر 15, 2016 , 21:06 م

لنتسامح فالحياة لحظة


بقلم الكاتبة: خوله الطنيجي - (الإمارات)

لنتسامح فالحياة لحظة



عندما أدرك تماماً ، أن هذه الحياه ، مجرد لحظة ، وأتمعن هذه الكلمة وهذا المفهوم جيداً …
هنا أقف مع ذاتي أولاً ، وأسألها بكل لطف : لماذا ؟ وإلى أين ؟!!!
نعم ؛ لماذا أكره فلان من الناس ؟ ولماذا أحقد على هذا وذاك ، ولماذا لا أنوي الحب للجميع ؟!!
إلى أين أنا ذاهبه ؟ وماذا أخذت معي ؟!
هنا فقط ؛ أصمت قليلاً ، وأتدبر حياتي جيداً …
تُرى لماذا أنا ذاهبه إلى هذا العزاء ؟ هل لأنه واجب ؟ أم مجاملة إجتماعية ؟ أم ليقول الناس عني قد حضرت فلانه ، وأدت واجبها ؟!!!!
هنا المصيبة مصيبتان ؛ عندما أذهب لعزاء ولا أتعظ ، ولا أتفكر مع نفسي قليلاً ، ولا أسألها ، يا نفسي ، تُرى ماذا أخذ هذا الميت معه إلى قبره ؟ فهو بيته الجديد ،..
هل قام ببناء صحيح وأساس سليم ؟!
هل فرشه بأجمل المفروشات وأرقاها ؟!
هل طيبه بأجمل أنواع الطيب ؟!
نعم ؛ هذه أسئلة كلها تدور في رأسي الصغير ، وعقلي الكبير …
عندما ندرك تماماً ، أن الحياة بابان فقط ، دخول وخروج ، ونسأل الله حسن الخاتمة والنجاة من النار …
هنا علينا أن نعيد جميع حساباتنا مع أنفسنا قبل الغير ، علينا بالصفح والعفو ، فهذا عمل تحصل عليه بمكافأة ربانية ، وهل بعد هذه المكافأة شيئٌ يذكر ؟!!

أحبتي في الله ، نحن في هذه الحياه بين مد وجزر ، بين لحظة وضحاها كنا فأصبحنا …
ما أجمل الحياه وما أروعها ، حينما نطبق قوانين الرحمن الرحيم ..
الصلاة والصيام وغيرها ، هي واجبات وغير قابله لنقاش …
بينما التسامح والصفح والعفو ، هو منزلة عظيمة ، علينا التحلي بها ، لأن المؤمنون أخوة ، كالبنيان المرصوص ..
كيف لنا أن نكون بنيان جميل ؟! ونحن في قلوبنا غلظة ؟!
لنعلن السلام الداخلي ، والعفو ، والتسامح ، كيف لا ؟! وأنا ديني يدعوني إلى ذلك ؟!
ليعم السلام العالم ، أبدئه بذاتي وعائلتي ، ثم أنطلق به إلى مجتمعي وعالمي …
اللهم إني أشهدك أني قد عفوت عمن أساء لي بقصد أو بدون قصد ، إبتغاء مرضاتك با الله …
اللهم رضاك والجنة ، فهل بعد رضاك شيئٌ يذكر ؟!!

 

بقلم: خوله الطنيجي – (الإمارات)


2 التعليقات

    1. 1
      عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون

      ما أجمل ما سطر يراعك استاذة خولة…
      الحياة جميلة إن نظرنا إليها بنظرة الصفح والتسامح وحين نغلفها بالحب والألفة مع كل من حولنا…
      من أساء لنا فلنعامله بهدوء وود فما أكثر إساءاتنا للآخرين ولن نجد مهما بحثنا أحدا خاليا من النقص…
      هي أيامنا فلنعشها بما يهبنا الطمأنينة فيها ويسعدنا في الدار الأخرى…

      (0) (0) الرد
    2. 2
      ناصر الناصر

      موضوع جميل و متميز بمحتواه
      بانتظار الجديد المميز
      شكرا لك ا. خولة

      (0) (0) الرد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com