أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، رئيسة مؤسسة “القلب الكبير”، “صندوق أميرة” لدعم علاج مرضى السرطان حول العالم، وذلك مبادرة من سموها لتخليد الجهود الإنسانية الكبيرة التي قدمتها الفقيدة أميرة بن كرم، ومواصلة لمسيرتها التطوعية والخيرية في دعم مرضى السرطان، داخل دولة الإمارات وخارجها.
وأعلنت سمو الشيخة جواهر القاسمي عن تبرعها بالمبلغ التأسيسي للصندوق، ليشكل أول إيرادات “صندوق أميرة”، كما دعت سموها كافة الأفراد والمؤسسات من داخل الدولة وخارجها الراغبين في المساهمة في العمل الإنساني لعلاج مرضى السرطان المحتاجين إلى التبرع لدعم أهداف الصندوق من خلال الحساب المصرفي في الفرع الرئيسي لـ”مصرف الشارقة الإسلامي”، رقم الحساب، 0034-430430-015، ورقم الحساب المصرفي الدولي (آيبان) AE740410000034430430015 أو التواصل مع مؤسسة القلب الكبير على الرقم 0097165941283.
وأوضحت سمو الشيخة جواهر القاسمي أن الفقيدة أميرة بن كرم كانت دوماً تؤمن بضرورة المساهمة في توفير التكاليف العلاجية الباهظة لمرضى السرطان وخصوصاً أولئك الذين لا يستطيعون تحملها، وكانت تعمل جاهدة لتحقيق ذلك على النطاق المحلي والعالمي، وأيضاً كانت دائماً تسعى لتفعيل الدور المجتمعي للمساهمة في توفير تكاليف العلاج لإيمانها بأن المجتمع عليه مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه هؤلاء المرضى في أي بقعة من العالم، ولذلك وتقديراً لما قدمته قررنا أن نواصل ما كانت تسعى إليه مِن أهداف نبيلة في هذا الشأن.
وسيعمل “صندوق أميرة” تحت إشراف مؤسسة “القلب الكبير”، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً لها، فيما ستنفذ المشاريع والمبادرات المعتمدة من الصندوق، من قبل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، كما سيتم تمويل الصندوق من خلال حملات خاصة ومساهمات المتبرعين من مختلف أنحاء العالم.
” أميرة بن كرم أيقونة الإنسانية و رمز من رموز العمل المجتمعي في إمارة الشارقة ” .
وقالت سموها: “أميرة بن كرم، هي أيقونة الإنسانية، ورمز من رموز العمل المجتمعي في إمارة الشارقة ودولة الإمارات، وكانت دائماً نموذجاً للمرأة الإماراتية التي تقدم لشعبها ووطنها وللعالم أجمع، كل أنواع البذل والتضحية والعطاء، من أجل تخفيف آلام والناس والحد من معاناتهم، وتعزيز البيئة الداعمة لتمكين المرأة، وقد تركت برحيلها عنا، ألماً في نفس كل من عرفها عن قرب، أو سمع عن مآثر أعمالها الإنسانية وفضائلها النبيلة”.
وأكدت أن إطلاق اسم الفقيدة أميرة بن كرم على هذا الصندوق، جاء تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلتها، يرحمها الله، لدعم مرضى السرطان في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها من خلال جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومبادرة القافلة الوردية، وتوفير نفقات العلاج للمصابين، والتوعية بخطورة المرض، إضافة إلى العديد من المبادرات والمشاريع الأخرى في دول عربية وأجنبية، والتي أحدثت جميعها تأثيراً كبيراً على المستفيدين منها.
” صندوق المرحومة أميرة سيشكل إمتدادا لروحها الانسانية …”
وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: “سيشكل صندوق أميرة، إحياءً وامتداداً لروحها الإنسانية التي لا تعرف الكلل، ومواصلة لمسيرتها المعطاءة في الوقوف إلى جانب كل مريض، ومتضرر، ومحتاج، وسيبث الدعم الذي سيقدمه الصندوق مزيداً من الطاقات في المبادرات والمشاريع التي أسهمت أميرة بن كرم في إطلاقها، كي تظل مستمرة في تحقيق الأهداف التي اختارت الفقيدة أن تظل وفية لها، وملتزمة بها، إلى آخر يوم قدر الله لها أن تحياه”.
ودعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، جميع الأفراد والمؤسسات إلى دعم هذا الصندوق، والتبرع له لتحقيق أهدافه الإنسانية المتمثلة في توفير العلاج والرعاية الصحية لمرضى السرطان، ونشر الوعي بالمرض، وتشجيع كافة أفراد المجتمع على إجراء الفحوصات اللازمة للوقاية منه، حيث ستحرص مؤسسة “القلب الكبير” بالتعاون مع جمعية أصدقاء مرضى السرطان على تنفيذ مشاريع علاجية للأشخاص المصابين بالمرض والمحتاجين لنفقات العلاج في أي بقعة من العالم.
وتحفل مسيرة المغفور لها بإذن الله، أميرة بن كرم، التي توفيت الأسبوع الماضي مع والدتها وشقيقتها نتيجة حريق بمنزل الأسرة في الشارقة، بالعديد من المبادرات والمشاريع الإنسانية، التي تركزت في التوعية بمرض السرطان ومكافحته ودعم المرضى المصابين به، إضافة إلى تمكين المرأة وتشجيعها على المساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية، إلى جانب اهتماماتها بالعديد من المجالات الأخرى ومن بينها العمل الخيري والتطوعي، وريادة الأعمال، والأمراض غير المعدية، والمسؤولية الاجتماعية.
وقد خصصت الراحلة، الجزء الأكبر من جهدها ووقتها في السنوات الأخيرة، للاهتمام بمكافحة مرض السرطان، من خلال جمعية أصدقاء مرضى السرطان التي تأسست في عام 1999، وأشرفت على العديد من المبادرات والحملات والمشاريع التي أطلقتها الجمعية لنشر الوعي حول السرطان، وتوفير العلاج اللازم للمرضى، إضافة إلى الدعم والتأهيل النفسي والعاطفي لمرضى السرطان وأسرهم، وهو ما أسهم في الحفاظ على حياة آلاف المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وعملت بن كرم، على تنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المتمثلة بإطلاق مبادرة القافلة الوردية عام 2011، حيث اختيرت، المغفور لها، رئيساً للجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية، وعملت على مدى خمسة أعوام، على إدارة هذه المبادرة بكفاءة عالية، لتتمكن من تحقيق أهدافها في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن مرض سرطان الثدي، وتعزيز التوعية به، وهو ما مكن القافلة الوردية من تقديم الفحوصات المجانية المبكرة عن المرض إلى أكثر من 41 ألف رجل وامرأة خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة.
وقد كُتب لرئيس اللجنة المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية أن تعيش لتشهد ثمرات نجاح هذه المبادرة الإنسانية هذا العام، مع تدشين مشروع العيادة المتنقلة “اقربوا اكشفوا” بمباركة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي القافلة الوردية، والتي تم تجهيزها بأحدث المعدات والأجهزة اللازمة لإجراء للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والفحوصات الأخرى المرتبطة به، على مدار العام، إلى جانب افتتاح مركز الشارقة لأمراض الثدي، الأول من نوعه في المنطقة، والتابع لمستشفى الجامعة بالشارقة. وبفضل هذه الجهود، حازت الفقيدة على جائزة الامتياز من شركة “إتش إم إتش” لإسهاماتها في مكافحة مرض السرطان في دولة الإمارات.
وقادت، يرحمها الله، الاستضافة الناجحة لإمارة الشارقة للنسخة الأولى من المنتدى العالمي لاتحاد منظمات الأمراض غير المعدية الذي أقيم في نوفمبر 2015، تحت شعار “المناصرة والمسؤولية تجاه الأمراض غير المعدية في عصر ما بعد عام 2015″، بحضور 206 ممثلين من 173 منظمة صحية دولية، و43 تحالفاً من منظمات الأمراض غير المعدية المحلية والإقليمية. حيث تمكن المنتدى الذي أقيم بالتعاون بين تحالف منظمات الأمراض غير المعدية، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، من وضع معالم خريطة طريق فعالة لمكافحة هذه الأمراض في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشغلت بن كرم العديد من المناصب القيادية، من بينها نائب رئيس مؤسسة “نماء” للارتقاء بالمرأة، ورئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة، كما ترأست قطاع المرأة في نادي الرؤساء التنفيذيين، أقدم وأكبر اتحاد أعمال غير ربحي على مستوى العالم، إضافة إلى عضويتها في جمعية أولاف بايدن- باول، ومجلس صندوق تنمية الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة (WAGGGS)، وكانت قد اختارتها السفارة الأميركية بدولة الإمارات للمشاركة في برنامج الزائر الدولي القيادي (IVLP).
واختيرت أميرة بن كرم كذلك ضمن أعضاء مجلس المؤسسين الفخري في “منتدى الشارقة للتطوير”، وتم انتخابها في جمعية “الإمارات للأمراض الجينية”، وهي عضو في عدد من اللجان منها “اللجنة العليا لجائزة الإمارات للسيدات”. وتقديراً لإسهاماتها الكبيرة في دعم وتمكين النساء مهنياً واقتصادياً، إلى جانب نشاطها الفاعل في العمل الخيري والإنساني، تم تكريمها من قبل التحالف الدولي للمرأة (TIAW) في واشنطن، عندما منحها في نوفمبر 2015 جائزة التميز الدولية، وهي أول امرأة عربية تحظى بالمشاركة في برنامج كلية بوسيريوس الصيفية الألمانية، وتم منحها في عام 2012 لقب “إنسانية العام” من قبل جائزة المرأة العربية في دبي.
ويعتبر “صندوق أميرة”، ثاني صندوق عالمي لمكافحة السرطان تنشئه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، حيث أطلقت سموها في مايو 2015، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، “الصندوق الدولي لسرطان الأطفال” الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به، وتبرعت سموّها بمليون دولار أمريكي من خلال مؤسسة القلب الكبير، ليشكل هذا المبلغ أول إيرادات الصندوق، الذي سيكون له شأن كبير في حماية الأطفال من هذا المرض الذي يزداد انتشاره في العالم كل يوم.