في تطور ميداني غير مسبوق منذ تفجر الحرب في سوريا قبل 5 سنوات، وجه نظام بشار الأسد صواريخ مقاتلاته الحربية نحو مدينة الحسكة المحسوبة كردياً، فيما تواصلت غارات النظام وروسيا الكثيفة على حلب وإدلب والأحياء الشرقية من العاصمة دمشق، فيما توعدت وحدات حماية الشعب الكردية بالرد تزامناً مع إعلان موسكو استعدادها لتنفيذ هدنة مدتها 48 ساعة كل أسبوع في مدينة حلب.
وقصف طيران النظام، أمس، وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع مناطق تحت سيطرة المقاتلين الأكراد مستهدفاً ستة منها في الحسكة.
وجدّدت طائرات النظام وفق المرصد قصفها مساء لمواقع كردية في المدينة. وأفادت مصادر طبية في حصيلة أولية مقتل 11 شخصاً على الأقل بينهم أربعة مدنيين.
في الأثناء، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية في بيان، أنها «لن تصمت» على هجمات النظام بما في ذلك ضربات جوية في الحسكة وصفتها بأنها اعتداء سافر.
وذكرت الوحدات في البيان: «نحن في وحدات حماية الشعب لن نصمت على تلك الهجمات الهمجية السافرة ضد شعبنا وسنقف بحزم لحمايته. كل يد ملطخة بدماء شعبنا ستحاسب على ذلك بكل الوسائل المتاحة والممكنة».
وعلى الفور، حاصرت قوات كردية مقرين لقوات النظام في الحسكة. وقال مصدر أمني سوري في المحافظة، إن «المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب والأسايش حاصرا نقطتين لقوات النظام، الأولى عند معسكر الصاعقة غرب مدينة الحسكة والثانية في أعلى سلسلة جبال السراق بالجزء الشرقي من جبل عبدالعزيز، ويوجد ضمن النقطتين ما يقارب 50 عنصراً من القوات الحكومية».
ويشار إلى أن الأكراد يسيطرون على ثلثي مدينة الحسكة فيما تسيطر قوات النظام على الجزء الآخر من المدينة وتحتفظ بمقار حكومية وإدارية تابعة لها.
من جهة أخرى، تواصلت الغارات السورية والروسية الكثيفة على حلب. ومع تزايد القلق الدولي، أبدت روسيا استعدادها لإعلان هدنة إنسانية أسبوعية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل في حلب، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للمعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في المدينة.
على صعيد آخر، تعرضت الأحياء الشرقية في مدينة حلب ومناطق تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب) لغارات كثيفة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن «تشن طائرات سورية وروسية عشرات الغارات يومياً على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، لمنع الفصائل من إرسال تعزيزات إلى مواقعها في جنوب مدينة حلب».
في غضون ذلك، أبدت روسيا استعدادها لإعلان هدنة إنسانية أسبوعية لمدة 48 ساعة اعتباراً من الأسبوع المقبل في مدينة حلب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن هذه الهدنة الإنسانية هدفها إفساح المجال أمام إيصال المساعدات إلى سكان حلب، مشيراً إلى أن الموعد والوقت الدقيقين سيحددان بعد تلقي الأمم المتحدة المعلومات حول تحضير القوافل والضمانات من جانب شركائنا الأميركيين بأنها ستنقل بأمان.
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري للقتال في حلب لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى العالقين فيها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات تابعة لها شنت ضربات جوية ضد المتشددين في سوريا، أمس، لثالث يوم على التوالي من قاعدة جوية في إيران.
كما أرسل تنظيم داعش المئات من المقاتلين من مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي في سوريا، إلى مدينة الباب، بعد إعلان
تأسيس مجلس الباب العسكري التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية» منذ أيام.