كشف عمر بن عدي نائب الرئيس التنفيذي للخدمات الهندسية في مطارات دبي عن تنفيذ أكبر مشروع تعهيد وتوسعة في تاريخ صناعة الطيران العالمية لتطوير نظام نقل الحقائب في مطار دبي الدولي.
وأوضح ابن عدي أن مطار دبي الدولي هو أول مطار دشن نظام نقل الأمتعة الاتوماتيكي في المنطقة ويعتبر أول مطار في العالم يشغل نظام التخزين الذكي غير المتحرك – عامودي التصميم – بطاقة تخزينية قدرها 15 ألفا و800 حقيبة في المبنى3 لخدمة المسافرين على طيران الامارات الراغبين بالاستفادة من فرصة انجاز إجراءاتهم وتسليم حقائبهم قبل موعد سفرهم الفعلي.
ولفت إلى أن مطارات دبي تسلمت خلال العام الفائت من مؤسسة مشاريع الطيران الهندسية حزمة من مشاريع التوسعة لتطوير نظام نقل ومناولة الحقائب مما ضاعف من طول احزمة الحقائب المستخدمة في المطار الى 138 كلم وربط احزمة الحقائب بين مختلف مباني المطار ضمن شبكة واحدة .. مؤكدا أن مطار دبي الدولي تعامل مع اكثر من 55 مليون حقيبة في العام 2015 بزيادة نسبتها 18 في المائة عن عام 2014.
وحول نظام نقل ومناولة حقائب المسافرين عبر مطار دبي الدولي قال عمر بن عدي إن النقل الجوي يمتاز بمنافسة كبيرة بين مختلف الشركات للوصول لمختلف الوجهات حول العالم دون تأخير في زمن اقلاع الرحلة والتقليل من عدد الحقائب المفقودة التي لم يتم تحميلها الى الطائرة وتلعب خدمات نقل الامتعة ضمن الوقت المحدد دورا رئيسيا في هذه المنافسة مما يشكل أهمية بالغة لتحسين كل من تنافسية شركات الطيران العاملة والمطار معا وبالتالي ضمان ولاء المسافرين وتفضيلهم السفر عبر مطارنا الدولي وتعظيم دور دبي كمحور رئيسي في صناعة النقل الجوي العالمي”.
وأضاف ” انها عملية في منتهى الروعة ان تنظر الى احزمة الحقائب المتعرجة في الطابق السفلي من المطار التي تحمل على سطحها أسطوانات جميلة الشكل محملة بالحقائب لحفظها من التطاير او السقوط من الحزام نتيجة السرعة الكبيرة وايصالها الى وجهتها النهائية بعد ترميزها برموز معينة لتسهيل معرفتها ويصبح هذا أوضح وأهم اذا ما عرفنا ان السرعة القصوى للحقيبة على الحزام تصل الى 7.5 متر في الثانية الواحدة في حين تصل السرعة في الأماكن المتعرجة الى متر واحد فقط في الثانية وفي الحقيقة انها صناعة مهمة لحياة أي مطار وضمان تقدمه وثقة الناس به فنحن نتلقى تدفق الحقائب من عشرات الحاويات التي علينا التعامل معها بكفاءة عالية لكي تلحق بالرحلة المقصودة بواسطة إشارات ورموز الكترونية”.
وقال ” أما هذا الصعيد يسعدني ان أوكد أن مطار دبي هو من افضل مطارات العالم ويتمتع بسجل ممتاز في مجال الحفاظ على الحقائب من الإصابة الجزئية او التلف او الفقدان وتبلغ نسبة الحقائب التي تتأخر او لا يتم تحميلها الى الطائرة المقصودة واحدة من كل الف حقيبة على الرغم من ان المطار يتعامل في أوقات الذروة مع اكثر من 140 الف حقيبة في اليوم الواحد وفي الحقيقة هناك عدة عوامل لعدم التمكن من إيصال هذا العدد البسيط من الحقائب الى رحلتها في التوقيت المناسب ابرزها تأخر وصول الرحلة القادمة عن موعدها وبالتالي عدم إمكانية تحميل الحقيبة على الرحلة التالية خاصة اذا كانت رحلة ترانزيت”.
وأوضح ابن عدي” أن المطارات التي يشكل مسافرو الترانزيت جزءا كبيرا من اجمالي عدد مسافريها تحتاج لتقنيات وأنظمة متطورة وذلك لعدة اعتبارات منها سرعة تحويل الحقائب على رحلات الترانزيت ونظرا للفارق الزمني الفاصل بين رحلة وأخرى ولضمان عدم تأخير الطائرات عن موعد إقلاعها ومن هنا نحن نعمل على سلاسة تدفق الحقائب وسلامتها وتحويلها الى اكثر من 240 وجهة يخدمها مطار دبي في التوقيت المناسب “.
ولفت إلى أن مطار دبي الدولي يعتبر من أكثر مطارات العالم ازدحاما ونقطة تواصل لمسافري الترانزيت ومن هذا المنطلق يعتبر نقل الحقائب من طائرة الى أخرى عملية بالغة الأهمية وقد قمنا بتشغيل نظام ذكي ثابت وفائق السرعة ذات تصميم عامودي الشكل لتخزين الحقائب بعد ترميزها لتحويلها الى وجهاتها النهائية وتصل طاقة النظام الاستيعابية الى 15 ألفا و800 حقيبة وهو مخصص فقط للمسافرين على رحلات طيران الامارات الذين يرغبون في الاستفادة من خدمة انجاز إجراءات السفر وتسليم حقائبهم قبل موعد اقلاع الرحلة بعدة ساعات”.
ويتميز هذا النظام من صناعة شركة سيمنس الألمانية، بانه ثابت ولا يتحرك الا بأمر وبالتالي فهو صديق للبيئة من حيث استهلاكه للطاقة على عكس أنظمة الحقائب المتحركة والدائرية او حلزونية الشكل، التي تبقى في تحرك مستمر ولا تتوقف الا في أوقات قليلة حسب حركة الرحلات.
ومن ضمن الإنجازات الكبيرة التي حققتها وحدة الخدمات الهندسية في مطارات دبي استلامها ونجاحها في تشغيل مشروع متطور تم بموجبه ربط جميع الاحزمة في مباني المطار الثلاثة ضمن شبكة موحدة.
وقد ساهم هذا المشروع الذي نفذته مؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية في تحسين الأداء في عملية نقل الحقائب في المطار والارتقاء بكفاءتها وسرعتها وتقليل عمليات الصيانة الدورية او الطارئة والتغلب على الأعطال بسرعة وإتاحة الفرصة لاستخدام احزمة بديلة لنقل الحقائب في حال حدوث عطل فني في احد أجزاء الاحزمة.
وأشار ابن عدي إلى ان مطارات دبي بالتنسيق مع كافة شركائها تبحث إمكانية تطوير النظام عبر تحسين مؤشرات أداء النظام نفسه وزيادة طاقته الاستيعابية لمواكبة النمو المستقبلي بحركة السفر والرحلات عبر المطار خصوصا طيران الامارات التي تتراوح حصتها من اجمالي عدد الحقائب التي يتم مناولتها في المطار بين 60 -70 في المائة .
وقال ” هاك مهام متعددة تقع تحت مسؤوليتنا منها ضمان سلامة الحقائب وايصالها الى المكان المخصص لها على حزام الحقائب الحلزوني الممتد على طول 138.7 كيلومتر ومن ثم الى وجهاتها النهائية عبر الطائرات بالتوقيت المحدد مع الاخذ بعين الاعتبار ان مطار دبي الدولي يتعامل مع اكثر من 34 الف حركة شهريا بين قادمة ومغادرة بمعدل حركة في اقل من دقيقة ونحو 200 الف مسافر يوميا بالإضافة الى الاشراف على صيانة الأجهزة والحفاظ على جهوزيتها، في حين تقع مسؤولية الكشف عن محتويات الحقيبة على جمارك وشرطة دبي”.
وحرصا من مطارات دبي على ضمان افضل الخدمات لمناولة الحقائب فقد تم تشكيل فريق عمل يضم ممثلين عن جميع الجهات منهم الشركاء الرئيسيون كشرطة دبي ودناتا لخدمات الحقائب المسؤولة عن وضع الأمتعة في المستوعبات الحديدة ونقلها الى الطائرة وبالعكس.
وحول هذا الموضوع قال عادل درويش مدير إدارة نظام الحقائب في مطارات دبي ” من مهام هذا الفريق الاطلاع على احدث المستجدات وضمان المحافظة على جهوزية نظام الحقائب ومعالجة اية أمور طارئة حيث يعمل كل عضو في الفريق على اطلاع مسؤوله في مؤسسته على تطورات الأوضاع والتغييرات وبرامج مشاريع توسعة نظام نقل الأمتعة، وبالتالي ضمان الحصول على الدعم الكامل لمواكبة تحديات العمل على مدار الساعة”.
وأضاف درويش ” يقوم هذا الفريق بمناقشة التقارير عبر مؤشرات قياس واضحة تشمل كافة الجوانب التشغيلية والفنية الخاصة بنظام نقل الأمتعة وأهم مؤشر يتم رصده هو الزمن الذي تقطعه الحقيبة وعادة ما تحتاج الى 15 -25 دقيقة كمتوسط من لحظة تفريغها من الطائرة حتى لحظة وصولها الى الحزام المستهدف في مباني المطار الثلاثة وهو رقم قياسي الا في حالات وقوف الطائرة بعيدا عن المبنى والاضطرار الى نقلها بالعربات المخصصة لنقل الحقائب عندها تحتاج الحقيبة الى نحو 40 دقيقة للوصول الى حزام الاستلام وكل هذه المعلومات الخاصة بموعد استلام أول وآخر حقيبة، تعرض على الشاشة عند كل حزام بالإضافة الى عرض الوقت المتوقع فيه وصول الحقيبة مما يتيح للمسافر بعض الخيارات باستخدام مرافق أخرى بالمطار كالسوق الحرة وبالتالي تحسين مؤشر السعادة في سفره عبر المطار.
وعلى هذا الصعيد قال ابن عدي ” يعد مطار دبي الدولي من افضل مطارات العالم على هذا الصعيد ومتوسط الوقت الذي تحتاجه الحقيبة المغادرة من وقت قدوم المسافر والبدء بإجراءات السفر والوصول الى حزام الاستلام وتحميلها الى الطائرة يتراوح بين 20 – 25 دقيقة انها رحلة مذهلة تتسم بالدقة الشديدة ونحن فخورون اننا نشرف مع شركائنا على نظام يعد الأكثر تطورا في العالم ونعمل على اسعاد المسافرين بإيصال حقائبهم سليمة الى وجهاتهم في التوقيت المفترض على ايدي اكثر من 600 موظف من ادارتنا الى جانب العديد من موظفي دناتا الذين يعملون معنا على مدار الساعة “.
وأضاف ” خلال السنوات القليلة الماضية ما بين عامي 2008 – 2015 شهد نظام نقل الأمتعة عملية تطوير وتوسعة ضخمة في تاريخ المطارات العالمية استطعنا خلالها تحديث قدرات مطار دبي في مجال حفظ ونقل الحقائب وفق افضل الممارسات العالمية وبما يتناسب مع طموحات مطارات دبي بضرورة مواكبة النمو الاقتصادي لمدينة دبي وتوفير افضل الخدمات لزوارها ومستخدمي مطارها الدولي وهناك مركز عمليات للتحكم يعمل على مدار الساعة يضم مسؤولين من الجهات المعنية بإدارة مواطنة ويلعب المركز دورا حاسما في مراقبة سير الحقائب على الاحزمة في رحلة تمتد لعشرات الكيلومترات من خلال شاشات عرض ذكية وتتبع هذه الحقائب الى وجهاتها بالإضافة الى التدخل السريع في حال وجود أي خلل او عطل فني.
وعلى هذا الصعيد قال ابن عدي ” هناك مهندسون ومشرفون فنيون يراقبون أداء النظام على مدار الساعة وكيفية تدفق الحقائب باتجاه الرحلات المغادرة او القادمة وهناك مؤشرات للأداء نتابعها بدقة لضمان عدم حدوث أي ضغط او ازدحام على الاحزمة وهناك أوقات محددة يكون فيها عدد الحقائب في ذروته وهو ما بين الساعة 6 – 9 صباحا حيث نتعامل خلال هذه الساعات الثلاث مع اكثر من 30 الف حقيبة “.
وأكد عمر بن عدي أن التكنولوجيا والحلول الذكية هي السمة الأساسية للمطارات الكبرى التي تتعامل مع ملايين المسافرين يوميا ومن هنا فإن ما كان يدار في السابق بالطرق التقليدية لم يعد ممكنا في الوقت الراهن خاصة مع توقع ارتفاع اعداد المسافرين الى 100 مليون مسافر في 2020 عبر مطار دبي والتعامل مع نسبة زيادة سنوية تصل الى 9% في أعداد الحقائب التي ستمر عبر المطار .. مشيرا الى ان تكلفة تشغيل صناعة نقل الحقائب عبر مطار دبي الدولي التي تدار اوتوماتيكيا بدون أي عامل بشري تتراجع بنسبة كبيرة بفضل استخدام التقنيات الحديثة وتعهيد خدمات الصيانة والتشغيل لشركة سيمنس.
ويخضع نظام نقل الحقائب الى صيانة دورية وقائية على مدار العام وهناك فئات متعددة من الصيانة منها الربعية ومنها الشهرية ، بهدف ضمان سلاسة تدفق الحقائب ووصولها الى وجهاتها .. كما يوجد مسارات محددة للحقائب الكبيرة التي يفوق وزنها الثلاثين كيلوغراما وهي مؤهلة للتعامل مع حقيبة يصل وزنها الى 50 كيلوغراما.
وباستخدام التعهيد تم توفير 23 في المائة من تكاليف تشغيل وصيانة احزمة الحقائب في مطار دبي الدولي العام الماضي مع ضمان كفاءة عمل هذا النظام وأداء المهام الموكلة اليه، بفضل تضافر جهود اكثر من 600 موظف من مختلف الاختصاصات والمستويات الوظيفية.
وعلى هذا الصعيد أكد ابن عدي ” أنه يتم الاستثمار وفق افضل الممارسات الهندسية في مجال الصيانة للارتقاء الدائم بأداء نظام الحقائب في المطار والحفاظ على موقعنا الصداري على قائمة مطارات العالم الدولية وادارتنا تعتبر من اكفأ الإدارات المشابهة في العالم فنحن نعمل على مدار الساعة وليس لدينا رحلات داخلية لذلك جميع الرحلات تطير محملة بحقائب متعددة مع المسافر الواحد المتوجه في رحلة عمل او زيارة خارج الامارات علما ان الطائرات العملاقة من طراز ايرباص ايه 380 وبوينج 777 التي تحمل على متنها ما بين 300 – 400 مسافر في الرحلة الواحدة وتضع امامنا المزيد من التحديات لإنجاز عملنا وفق افضل الممارسات الدولية وفي الحقيقة نحن سعداء وفخورون باننا نشرف على خدمة اكثر من 200 الف مسافر يوميا متمنين لهم رحلات آمنة ومريحة”.