|  آخر تحديث مارس 8, 2016 , 22:09 م

« عصام الحاج .. ذكريات وعطاء مستمر »


بقلم الكاتب: محمد مصطفى – ( قـطـر )

« عصام الحاج .. ذكريات وعطاء مستمر »



تعود أصوله إلى منطقة النوراب الجميلة التي ترقد على الضفة الغربية لنهر النيل وتتبع إدارياً إلى محلية المتمة، إلا أنه قضى فترة الطفولة والصبا بمدينة شندي منبع العلم والحضارة والثقافة والتاريخ، وفي الحقيقة كل سكان المنطقة بالضفتين الشرقية والغربية للنيل هم أهل وأرحام دون شك، نهل من معين شندي العذب وبدأ حياته معلماً بمدرستها الثانوية للبنين التي لا تزال شامخةً تؤدي دورها تجاه الطلاب إلى يومنا هذا، ثم انتقل أستاذنا من مهنة التدريس إلى عالم المال والأعمال.

 

أتحدث إليكم اليوم عن شخصية فذة، عملت من أجل نهضة الرياضة في السودان وتحديداً معشوقة الجماهير الأولى “كرة القدم”، وإلى جانب ذلك يخصص جزءاً مقدراً من وقته للاهتمام بقضايا أهل المنطقة وهمومهم، ساعياً في معالجتها ما أمكن، إنه الأستاذ عصام الحاج عثمان الذي شغل منصب الأمين العام لنادي المريخ السوداني لفترتين من الزمان كان آخرها قبل حوالي 4 أعوام.

رغم علاقتي الضعيفة بالرياضة وعدم اهتمامي بها، إلا أنني قرأت كثيراً عن شخصية عصام الحاج القوية ودورها في تطور نادي المريخ خلال الفترة الماضية، متغلباً على الصعوبات التي قد تعترض من ينشط في العمل العام واختلاف الآراء ووجهات النظر في طريقة التعامل الإداري، وهذا أمر طبيعي يعكس ثقافة الحوار والنقاش المثمر والبنّاء التزاماً بمبدأ (وأمرهم شورى بينهم).

 

سمعت بشخص الأستاذ عصام الحاج في مطلع الألفية هذه، عندما كنت في بداية مسيرتي الإعلامية أتلمس خطاي خلف المايكرفون بين إذاعة ولاية نهر النيل وتلفزيون شندي والمتمة، حيث كُلفت في يوم من الأيام بعمل حلقة توثيقية عن مستشفى الكمال بالنوراب .. تاريخه ومسيرته وتطوره بجانب المشاكل التي تواجه القائمين على أمره وكيفية التغلب عليها، وقد حكى لي أحد أعضاء لجنة تطوير المستشفى عن جهود رابطة أبناء النوراب بالخرطوم التي يرأسها عصام الحاج ويشغل منصب الأمين العام فيها الأخ العزيز جداً سلمان حامد، وسلمان هذا رجل خلوق كريم المحياّ، يحب العمل التطوعي بشكل لا يوصف، آمل أن تتاح لى الفرصة للحديث عنه وعن مواقف وقصص رائعة له في هذا الصدد.

 

هذه كانت بداية معرفتي بالأستاذ عصام عن بعد، وقد لا أذكر أول مقابلة لى معه بالتحديد، لكن بكل تأكيد تعرفت عليه عن قرب خلال الاجتماعات التي كانت تعقدها جمعية الصُفُر الخيرية بغرض جمع المساهمات والتبرعات لبناء دار تجمع أهل المنطقة في العاصمة الخرطوم، ومنطقة (الصفر) بضم الصاد والفاء هي الجارة الشرقية لنوراب الكمال، وكما سبق وقلت، سكان المنطقة الكبرى على ضفتي النيل كلهم أهل وأرحام لا فرق بين منطقة وأخرى لذلك تراهم متواصلين بصورة يومية في الأفراح والأتراح تجمعهم صلات القُربى والمصاهرة.

رأيت في تلك الأيام الخوالي، غيرة الأستاذ عصام الحاج وحرصه على مشاركة أهل الصفر في النفير والحملة التي أُطلقت آنذاك تحت شعار “مليار من أجل الدار”، وقد نجحت تلك الحملة نجاحاً مذهلاً بكل المقاييس تشهد عليه البناية الضخمة الجميلة التي تسر الناظرين جوار مبنى جامعة المستقبل “كلية كمبيوتر مان سابقا” على شارع المطار. وكنت شاهداً على نشاطات عصام الحاج الطوعية الأخرى في متابعة قضايا المنطقة مثل مشروع كبري المتمة شندي ومشروع الزواج الجماعي لأبناء النوراب وقد علمت أنه دُمج مؤخراً تحت لواء زواج العقيد الذي يتكفل به رجل البر والإحسان الحاج قسم الله العيد، بهدف تجميع الجهود وزيادة الترابط حتى لا يتفرق الناس وينشغلون وبالتالي تتشتت الجهود.

 

الحديث ذو شجون ولا ينقطع عن ابن المنطقة البار عصام الحاج عثمان الذي سعدت بمقابلته في يناير الماضي بالرغم من ضيق الوقت ورحلتي السريعة إلى ديار الأهل والأحباب، حيث جلست معه وتفاكرنا في هموم العمل العام وذكريات نادي المريخ لساعة ونصف من الزمان في مكتبه الأنيق المطل على شارع الصناعات بمدينة الخرطوم بحري. وأكد لي أن قضايا المنطقة المُلحة تتصدر اهتماماته رغم المشاغل الكثيرة، شكرته على ذلك الاهتمام واتفقنا على التواصل والتفاكر خاصة في أمر مستشفى الكمال الذي يخدم قطاع عريض من المواطنين يقدر عددهم بحوالي 100 ألف نسمة رغم فقر الإمكانيات وضعفها، بجانب متابعة هموم جامعة شندي بصفته عضواً في مجلسها الموقر.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com