– ابرز واهم النقاشات بالمؤتمر :
– تناقش أوراق وورش عمل المؤتمر موضوع «منهجيات توظيف الذكاء الاجتماعي الذكي في مؤسسات رعاية الأيتام العربية» .
– استخدام البيانات والتقنية لتحسين القرارات وتحقيق أكبر أثر .
صادق السويدي – البحرين
تصوير – يوسف العرادي
بحضور الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية السنابل لرعاية الأيتام، انطلقت أمس فعاليات «المؤتمر العالمي الخامس لرعاية الأيتام لعام 2025» الذي تنظمه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، بالتعاون مع «الأثر الاجتماعي للاستشارات بمملكة البحرين».
وتناقش أوراق وورش عمل المؤتمر موضوع «منهجيات توظيف الذكاء الاجتماعي الذكي في مؤسسات رعاية الأيتام العربية»، وقد حضر زياد عادل درويش وكيل وزارة التنمية الاجتماعية المؤتمر ضيف شرف فخريًا وممثلاً لوزارة التنمية الاجتماعية، وشخصيات قيادية في مجال رعاية الأيتام من مملكة البحرين، ومن العديد من الدول العربية الأخرى.
وقد أكد الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة، في افتتاح المؤتمر، أن رعاية الأيتام والاهتمام بهم هي ممارسة صادقة في مملكة الخير، في ظل القيادة الرشيدة لحضرة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حيث يعبر جلالته في كل محفل ومناسبة عن رعايته واهتمامه بالأيتام وأسرهم، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وبدعم ومساندة كبيرة من الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف وزارة التنمية الاجتماعية.
وأشار الشيخ سلمان بن عبدالله إلى أن اختيار موضوع الاستثمار الاجتماعي الذكي في مجال رعاية الأيتام هو خطوة موفقة، حيث يختلف هذا النوع من الاستثمار عن التبرع أو العمل الخيري التقليدي؛ لأنه يسعى إلى تحقيق تأثير اجتماعي وعائد قابل للقياس في الوقت نفسه.
وقال: «إن من أهم خصائص الاستثمار الاجتماعي الذكي أنه يهتم بالتركيز على التأثير، من خلال سعيه إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي يمكن قياسه. كذلك، يعمل على استخدام البيانات والتقنية لتحسين القرارات وتحقيق أكبر أثر، وإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار الاجتماعي لا يقتصر على تقديم المعونة، بل يعمل على تمويل مشاريع قادرة على توليد دخل واستمرار ذاتها، وغالبًا ما يتم من خلال شراكات بين القطاع الخاص، الحكومي، والمجتمع المدني».
وأكد أن ما يميز هذا المؤتمر أنه يجمع من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الايتام، وكذلك في مجال الإستثمار الاجتماعي والتقنية والتكنولوجيا، موضحا أن موضوع المؤتمر في غاية الأهمية، حيث تعتمد الكثير من مؤسساتنا وجمعياتنا ذات الصلة برعاية الأيتام تعتمد في تمويل مشروعاتها على التبرعات، التي تجمعها في بعض المواسم كشهر رمضان المبارك أو نحوه، وهذا ما يهدد تحقيق الاستدامة المالية لمشروعاتها.
وأضاف الشيخ سلمان بن عبدالله أن الاستثمار الاجتماعي يسعى لبناء مصادر دخل مستدامة من خلال مشاريع استثمار اجتماعي تخفف الضغط على التبرعات وتحقق الاكتفاء، معربًا عن تهنئته للجهات العربية المتميزة وللشخصيات الرائدة في مجال رعاية الأيتام الذين سيتم تكريمهم، متمنيًا أن يحقق هذا المؤتمر الغايات والأهداف التي تسعون إليها.
من جانبه، ثمّن زياد درويش وكيل وزارة التنمية الاجتماعية اختيار وزارة التنمية الاجتماعية للتكريم من قبل المنظمين بجائزة التميز في مجال دعم مؤسسات رعاية الأيتام «كافل»، واستعرض أهم الخدمات التي تقدّمها وزارة التنمية الاجتماعية لدعم وخدمة الأيتام وأسرهم والجمعيات والمؤسسات التي تقدم الخدمات لهم.
وقال الشيخ عدنان القطان، نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ورئيس مجلس إدارة جمعية السنابل لرعاية الأيتام، رئيس المؤتمر: «إن جلالة الملك المعظم وجّه في مناسبات عديدة كبار المسؤولين وعبر مواقعهم المتعددة لتضمين الاهتمام الكبير برعاية الايتام في برنامج عمل الحكومة وفي سياساتها ومشروعاتها ومبادراتها».
وأشار القطان إلى أن موضوع المؤتمر قد تم تجسيده عبر مجموعة من المشروعات التي تسعى الجمعية من خلالها لتحقيق استدامة مالية للمشروعات والمبادرات لتحقيق أهدافها بيسر في هذه الجمعية الرائدة، وكذلك اثر اجتماعي كبير على المستهدفين من خدمات هذه الجمعية، وهم الأيتام وأسرهم، موضحًا أن «الاستثمار الاجتماعي الذكي» في رعاية الأيتام هو تمويل أو تطوير مشاريع تستهدف تحسين جودة حياة الأيتام وتعليمهم وتأهيلهم لسوق العمل، مع ضمان استدامة مالية وتأثير اجتماعي ملموس وقابل للقياس، بالاعتماد على التحليل الذكي، والبيانات، والتقنية، والشراكات، سعيًا للتحول من الرعاية التقليدية إلى نموذج استثماري ذكي.
وأكد أن مؤسسات رعاية الأيتام في العالم العربي بحاجة إلى التحول من نموذج «الرعاية» إلى نموذج «التمكين»، وهذا يحدث من خلال أدوات الاستثمار الاجتماعي الذكي، والذي يدمج بين: الأثر الاجتماعي، والاستدامة المالية،والتقنية والتحليل، والتمويل الاستراتيجي.
بدوره، أكد البروفيسور يوسف عبدالغفار، رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، أن موضوع «استراتيجيات توظيف الاستثمار الاجتماعي الذكي في مؤسسات رعاية الأيتام العربية» في غاية الأهمية، حيث إن جميع أشكل وأنماط منظمات المجتمع المدني، ومنها منظمات رعاية الايتام في دولنا العربية وفي العالم يشغلها تحقيق عوائد مالية وأثر اجتماعي لجميع مشروعاتها ومبادراتها وأنشطتها، لما لذلك من أهمية في استدامة أعمالها وأثرها وفق منظومة مؤسسية محترفة ترتكز على أدوات التقنية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والرقمية.
وأشار عبدالغفار إلى أن الاستثمار الاجتماعي هو استراتيجية استثمار تركز على تحقيق تأثير اجتماعي إيجابي، بالإضافة إلى تحقيق عائد مالي، وأن الفكرة من وراء ذلك تتمثل في استثمار الأموال بطريقة تسهم أو تؤدي بشكل مباشر إلى تحسين اجتماعي و اقتصادي وبيئي يمكن قياسه، مؤكدًا أن تأثير سوق الاستثمار الاجتماعي في القطاع غير الربحي يتزايد، حيث يتناول قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة، إلى جانب الخدمات الأساسية التي يمكن الوصول إليها وبأسعار مقبولة، بما في ذلك الرعاية الصحية والإسكان والتعليم.