غريغوري راسبوتين ” Григорий Распутин ” : الراهب الزنديق :
في ليلة السادس عشر من ديسمبر عام 1916 قرر مجموعة من النبلاء ، هما إبنا عم القيصر الجراندوف ديمتري بافالويتش، والسياسي فلاديمير بيرشيكفيتش، وزوج ابنة شقيق القيصر الأمير فليكس يوسبوف ضرورة التخلص من راسبوتين بعد أن وجدوا أن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على سلالة العائلة المالكة، وانقاذ وطنهم من بين براثن هذا الشيطان، بعد أن شاهدوه يتلاعب بأموال الدولة ويتحكم في قراراتها السيادية الهامة، ويفرض آراءه على قيصر روسيا الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكأنه مسلوب الإرادة، وحاولوا في البداية إقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي منحه إياها، ولكن القيصر مضى في عناده ورفض الانصياع لمطالبهم، فأتفق بعض النبلاء فيما بينهم على التخلص من راسبوتين وقتله، وبدأوا يعدوا العُدة لذلك، في الوقت الذي كان فيه راسبوتين يراقب ذلك من بعيد ، فلم يكن ذكاؤه الشيطاني ليعزله عما يفكرون به ، ويدبرونه له ، لكن لم يكن في يده أكثر من أن يحتاط من الأمر قدر الإمكان، لذلك لم يكن يسير منفردا أبدا بل أصبح يسير دائما وسط بعض الحراس المسلحين الذي لم يكونوا يفارقونه أبدا الا عند دخوله على القيصر أو القيصرة أو ولي العهد، وعند نومه يقفون أمام باب الغرفة ، وعندما كان راسبوتين يتمشى بمحاذاة نهر ” النيفا ” الذي ألقيت فيما بعد جثته من فوقه لتبتلعها مياهه الجليدية كان يقول : ” إني أراه ممتلئا بدماء الدوقيين والنبلاء ” وهي نبوءة تحققت بالفعل بعد عام من قتله .
– رسالة ونبوءة الموت :
– وفي أواخر شهر ديسمبر من عام 1916 كتب راسبوتين هذه الرسالة إلى القيصر وكانت الرسالة تتضمن نبوءة غريبة يقول فيها : ” أكتب رسالتي هذه لأتركها برهانا لي في مدينة القديس بطرسبورج وأني لأشعر أني مفارق هذه الحياة قبل اليوم الأول من شهر يناير، وأتمنى أن يدرك كل الشعب الروسي وجميع الأطفال الروس والتراب الروسي العطر، ما يجب أن يدركوه، فإذا ما قتلني إخوتي من فلاحي روسيا، فلا خوف عليك أيها القيصر، وسيبقى عرشك حاكما، ويا أيها القيصر لا تخش على أطفالك شيئا، فإن لهم حكم روسيا لمئات السنين، ولكن إذا اغتالني أفراد العائلة المالكة والنبلاء وأهدروا دمي ، فسوف تظل أيديهم ملطخة بدمي، ولن تغسلها السنوات الخمس والعشرين القادمة ، ولسوف يهجرون ويُهجّرون من روسيا، تاركين الأخ يقتل أخاه، ولن يكون للنبلاء مكان في البلاد لخمس وعشرين سنة قادمة، يا قيصر الأرض الروسية، إذا ما سمعت مناديا ينبئك بمقتلي، فعليك أن تعرف التالي : ” إن كان قاتلي من أهليك فلن يبقى منك ومن ذريتك أحد حيا خلال سنتين بعد موتي ، وسيكون قاتلك هو شعبك الروسي، إنني أرحل وفي داخلي أمر إلهي، أن أخبر القيصر الروسي بالذي عليه فعله بعد رحيلي، توخ الحكمة فيما أنت فاعل ومقدم عليه ، وترقب صدى ذلك في نفوس رعاياك، عليك بسلامتك وأخبر من حولك من الأقرباء أني أشاطرهم بقاءهم بدمي، إنني مغادر الدنيا ولم أعد من أحيائها فصلّ لأجلي صلّ وكن قويا واعتن بعائلتك المباركة ” غريغوري ” .
– هذا هو نص الوصية التي كتبها راسبوتين وتركها للقيصر، وتحققت النبوءة كاملة فيما بعد، فمات راسبوتين قتيلا على يد ” يوسبوف ” أحد أعضاء العائلة المالكة، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من شهر ديسمبر من عام 1916 بعدها تم القضاء على العائلة المالكة بكاملها في ” كاترينبورج ” عام 1918 م واندلعت حرب أهلية شرسة بين الروس البيض وبين صفوفهم النبلاء والطبقة الإرستقراطية من العهد القديم، وبين الشيوعيين، مات خلالها الملايين وهربت طبقة النبلاء تاركة روسيا لأكثر من خمس وعشرين سنة ، ومات خلال أشهر الحرب العالمية الأولى أكثر من سبعة ملايين مواطن روسي ، وقيل أنه كتب رسالة أخرى مماثلة إلى القيصرة قبل حادث اغتياله بأشهر قليلة قال فيها : ” سأموت شنيعا بعد عذاب شديد، وبعد موتي لن يكون لجسدي الراحة، وستتجردين من الملكية على روسيا وأنت وابنك ستُغتالون، وكذلك كل العائلة الملكية، وسيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب، وستقع بين يدي الشيطان ” .
– – اغتيال راسبوتين ” убийство Распутина ” :
– وفي ليلة الاغتيال استدرج الأمير ” فليكس يوسبوف ” زوج ” ايرينا ” ابنة أخ القيصر راسبوتين الى قصره الخاص الذي كان يسمى قصر مويكا وكانت وسيلة الأمير لاستدراج راسبوتين إلى قصره تتبع من إدراكه أن راسبوتين ضعيفا تماما أمام شيئين: النساء والخمر، لذلك خلق قصة وهمية من أن زوجته الأميرة ايرينا التي كانت تعد وقتها من أجمل نساء روسيا ترغب في لقاءه والانفراد به لتسرّ إليه بشيء خاص، سال لعاب راسبوتين للأمر وبدأ يعد عدته لكي يمارس هوايته في التأثير على المرأة ليضمها إلى قائمة عشيقاته، وأغراه الأمير أيضا بأنه يحتفظ في قصره بأصناف شتى من الخمور المعتقة التي لم يذق مثلها في حياته، وما عليه إلا أن ينتقي منها ما يحلو له عند زيارته للقصر. وعندما توجه راسبوتين للقصر استقبله الأمير بترحاب شديد وطلب منه مرافقته لرؤية القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل أنواع الخمور، وأخبره أن الأميرة معها بعض الضيوف وستنزل للقاءه بعد قليل . وبينما كان راسبوتين جالسا ينتظر وصول الأميرة، قدم خادم القصر لراسبوتين كعك وخمر مدسوس بهما سم السيانيد القاتل من فوره لمن يتناوله، وتناولهما راسبوتين دون أن يبدو عليه أية آثار لما تناوله من سم ، عندها أصيب يوسوبوي بحالة شديدة من الهلع لما بدا له من حصانة راسبوتين ضد السم الذي لم يؤثر فيه على الإطلاق، بل وطلب بنفسه من الخادم المزيد من الكعك والشراب وتناول منهما بالفعل كميات كبيرة تكفي لقتل العديد من الأشخاص، بعدها أحس راسبوتين بشيء قليل من الاعياء، عندها لم يستطع يوسوبوف السيطرة على نفسه فنزع مسدسه وأطلق النيران على راسبوتين ليسقط متكوراً على الأرض فاقترب يوسوبوفيسكي لتفقد الجثة والتأكد من الوفاة وهو يشعر بتوتر شديد في أعماقه مع تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تأثر راسبوتين بالسم ، ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد فقد تضاعف توتر يوسوبوفيسكي وشعر برعب هائل بعد أن شاهد راسبوتين يستعيد وعيه ليمسك رقبته محاولا خنقه ولكن يوسوبوفيسكي استطاع أن يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه بفالوفيتش وبيرشيكفيتش المختبئين في القصر في انتظار نجاح الخطة واللذان كانا يتوقعان أنه قد مات ، وهو يصرخ طالبا منهم النجدة وعندما ذهبوا جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه هناك بل وجدوه قد تسلل إلى حديقة القصر يحاول الخروج منه والهرب بعيدا، فاستل يوسوبوفيسكي قضيبا حديديا هوى به على رأس راسبوتين ، بضربة لم تفلح هي أيضا في أن تخمد أنفاسه للأبد وإن توهم ثلاثتهم ذلك، ولما وقع على الأرض قيدوه بالسلاسل ثم لفوا جميعا جسده في إحدى الستائر وحملوه في سيارة أحدهم إلى حيث جسر يعلو نهر ” نيفا ” الجليدي وألقوا بالجسد الذي كان ما زالت به خفقات الحياة في مياه النهر. وعندما تم العثور على جثته فيما بعد أصيب الجميع بدهشة عارمة عندما تبين أنه قد قاوم حتى آخر لحظة في حياته ، وبالرغم من إصابته القاتلة فقد نجح في فك قيوده الحديدية في قدرة وارادة لا يمتلكها أي إنسان، ولم يمت الا غرقا بعد أن عجز عن الخروج من النهر لكثرة جراحه أي أنه لم يمت بالسم أو بالرصاص ولا حتى بالضرب الذي تعرض له والذي كان كافيا لقتل اي انسان . لكن الأغرب هو عدم تأثر جسم راسبوتين بكل هذا القدر من سم السيانيد القاتل، لكن كتب التاريخ وسيرة الرجل لم تغفلا عن هذه الجزئية، حيث فسر العلماء عدم تأثره بالسم كنتيجة لسابق إصابته بالتهاب مزمن في معدته نتج عنها نقصان في المعدل الطبيعي لنسبة الحمض المعوي عمل على تقليل تأثير السم ، حيث أن تناول الخمور بشكل مكثف يقلل كثيرا من إفراز المعدة لحمض الهيدروكلويك، وبما أن السيانيد ليس مادة سامة بحد ذاته وإنما تنشأ سميته من تفاعله مع حمض الهيدروكلويك الموجود بالمعدة لدى الإنسان الطبيعي وهو ما يؤدي إلى الوفاة، لذا فإن عدم إفراز معدة راسبوتين لذلك الحمض هو سبب عدم تأثره بالسم.
– العثور على الجثة:
تم العثور على جثة راسبوتين في أول يناير 1917 وكانت درجة الحرارة يومها عشرين درجة تحت الصفر. وبعد أربعة عشر شهرا على مقتل ” غريغوري راسبوتين ” عقدت روسيا إتفاق سلام مع ألمانيا، ولكن حينها كان خطر نصر ألمانيا على الجبهة الغربية قد زال ، هكذا يكون الهدف من قتل راسبوتين قد تحقق. تم الإحتفال على المستوى الشعبي بنبأ موت راسبوتين، ونظر الروسيون إلى القتلة على أنهم أبطال أنقذوا بلادهم من نفوذ ” ألكساندرا ” الألمانية والراهب المجنون راسبوتين، حتى أنهم في فبراير 1917 وبعد دفنه نبشت الجماهير الثائرة قبره وأخرجوا جثته وقاموا بحرقها أمام مبنى الكرملين. وبدأت رحلة تصفية الأسرة الحاكمة بعد نجاح الثورة، وأصبح نيقولا الثاني آخر الحكام القياصرة، وتعرضت سلالة آل رومانوف لعملية اغتيال جماعي ابادتها عن آخرها، فقد كانت نهاية راسبوتين علامة على بداية النهاية للقيصر نيقولا و زوجته الإمبراطورة ألكساندرا، وكذلك حكم آل رومانوف بالكامل، فبعد عشرة شهور من وفاة راسبوتين، أطاحت الثورة الروسية التي اندلعت في أكتوبر عام 1917 بآخر جيل من سلالة رومانوف، بعد أن تخلى نيقولا الثاني عن الحكم لولي عهده أولا ، ثم قام بتغيير القرار لصالح شقيقه، وبعد مرور تسعة عشر شهرا على مقتله أُعدم القيصر وعائلته بأيدي الثوار البلشفيين في إيكاترنبرج. وبنظرة سريعة للأمور أثناء حكم نيقولا الثاني نتأكد من أن النهاية لهذه الأسرة على يد هذا القيصر بالتحديد كانت لا شك قادمة قادمة، فعندما تولى نيقولا الثاني مقاليد الحكم جمع سفراء الدول الأجنبية في روسيا واستضافهم جميعا في قصر الشتاء وخطب فيهم قائلا: ” أنه لا يؤمن بالحكم الديمقراطي وسوف يتمسك بكل حقوقه التي ورثها عن آبائه ” . وبدا لجميع الحضور من وقتها أن هذا القيصر المعروف عن استهتاره الشديد وانفصاله التام عما يجري حوله، وعما يعانيه المواطنون الروسيون من قمع وإذلال سيسير على نفس درب من سبقوه متمسكا بكل سياسات والده الإستبدادية وسيصبح كلمة الفصل وستار النهاية في تاريخ روسيا القيصرية. وبعد ذلك وعندما كانت ترتفع الأصوات لتطالبه بإقامة حياة ديمقراطية في روسيا كان يرد بأن الحكم الدستوري، والديمقراطية لم يُخلقا للشعب الروسي لأن أكثر أهله أُميين وغير متعلمين. ورضخ القيصر في النهاية رضوخا سياسيا كان المقصود منه امتصاص غضب الجماهير ووافق على إقامة دستور جديد، وتكفل بإطلاق حرية الصحافة والتظاهر، كما أعلن عن قيام مجلس النيابي ” الدوما ” لكنه ما لبث أن تراجع عن كل ذلك عام فيما بعد وعين راسبوتين رئيسا للوزراء.
– الحياة الحزبية في روسيا:
وكان في روسيا آنذاك حزبين يتزعمان الجماهير: الحزب الأول هو الحزب الديمقراطي الإشتركي بقيادة بليخانوف، والذي كان يضم البلشفيين ومن هذا الحزب خرج منشقا فيما بعد ” لينين ” الذي كان القيصر قد نفاه إلى باريس فيما مضى ليضم وراءه الشيوعيين في حزب مستقل، والحزب الثاني كان هو الحزب الإشتراكي الثوري الذي كان يضم الفوضويين والارهابيين، ثم ظهر فيما بعد حزبا ” الكاديت والأكتوبريين ” بعد إجراء الانتخابات الأولى لمجلس الدوما، وأخذت كل تلك الأحزاب تضم صوتها لبعضها البعض من أجل المطالبة بالمزيد من الإصلاحات السياسية، وكان في مقدمة مطالبهم أيضا الإسراع في تمليك الأراضي للفلاحين والإفراج عن المعتقلين السياسيين وفرض مراقبة الدوما على كافة أعمال الحكومة و الوزارات، و راح أفراد الحزب الإشتراكي يلهبون حماس الشعب ويحثونهم على الثورة ضد السلطة.
– بداية النهاية:
وأصدر القيصر قراره بحلّ مجلس الدوما ، لكن أعضاء المجلس رفضوا تنفيذ القرار، في إشارة واضحة لمدى الضعف الذي كان قد وصل إليه نيقولا الثاني من عدم سيطرته على البلاد ، وانتخبوا من بين أعضائهم حكومة جديده برئاسة ليفوف، وفي اليوم الثاني مباشرة 12 مارس اجتمع أعضاء مجلس الدوما مع رجال السوفييت في قصر ” توريد ” لمحاولة اتخاذ قرار مناسب ينقذ البلاد من الهاوية التي كانت على مشارفها وبعدها بيومين في 14 مارس ذهب وفد منهم ضم بعض قادة وضباط الجيش إلى القيصر ونصحوه بالتنحي حفاظا على القيصرية، وبقاء آل رومانوف في الحكم، واستجاب لهم نيقولا الثاني على اعتبار أنه سيحتفظ بالحكم لإبنه أليكس، ثم عدل عن قراره لظروف ابنه المرضية، ووقع قرار التنحي لصالح شقيقه مايكل، وعندما حضر مايكل للعاصمة التي أصبح اسمها ” بتروجراد ” لتسلم الحكم صارحه ” كبرنسكي ” زعيم الحزب الإشتراكي وعضو مجلس الدوما الذي تم إسناد وزارة العدل له ثم رئاسة الوزارة فيما بعد أن الحكومة الجديدة، لا تضمن سلامته وبدلا من يتسلم مايكل مقاليد الحكم، أقنعه وزير العدل المكلف بتسليمه إياه بأنه يوقع هو الآخر قراره بالتنحي عن الحكم، وانتهى بذلك تماما حكم آل رومانوف من صفحات التاريخ الروسي، تلك الأسرة التي أسسها ” مايكل رومانوف ” ، حاكم دوقية موسكو عام 1613 .
– الثورة والقيصر:
لكن ماذا فعلت الثورة بالقيصر وأسرته، في البداية وضعت الأسرة تحت التحفظ في قصر تساركويه بالعاصمة، و عوملوا جميعا معاملة طيبة ، لكن انقلاب يوليو 1917 البلشفي الفاشل نقلهم كبرنسكي إلى توبوليسك بسيبيريا بدعوى إبعادهم عن الشيوعيين والفوضيين الذين كانوا يتهددون حياتهم، وعند سقوط حكومة كبرنسكي وتولي حكومة لينين الشيوعية للسلطة، أصدر لينين أوامره بوضعهم تحت حراسة جنود شيوعيين أخذوا يسيئون معاملتهم، وفي إبريل عام 1918 تم نقلهم الى منزل صغير منعزل في إيكاترنبرج على سهول الأورال الشرقية، وتفنن جنود حراستهم في إذلالهم. وفي منتصف ليلة السادس عشر من يوليو، حضر بعض الجنود المسلحين من التابعين لجهاز الشرطة الذي شكله لينين تحت اسم اللجنة الاستثنائية لمكافحة أعداء الثورة إلى المنزل ، وأخرجوا أفراد الأسرة وكان عددهم أحد عشر شخصا هم القيصر و زوجته وأبنائه أليكس ولي العهد ، وبناته الثلاث ” أولجا و تاتيانا و ماري ” وثلاثة من الخدم وطبيب العائلة، و صفوهم في طابور واحد ثم أطلقوا عليهم الرصاص فقتلوهم جميعا وتم تهشيم ملامحهم حتى لا يتم التعرف عليهم، و دفنوا في مكان بقى سري لا يعرفه أحد .
بقلم : فاتن الحوسني
باحثة وكاتبة في الشؤون الدولية